ارتفع عدد المتاجر المغلقة في الولايات المتحدة في عام 2024 إلى 7300 متجر بزيادة قدرها 57 في المئة على عام 2023، وهو أعلى معدل مسجل منذ غلق المحال التجارية أثناء وباء كورونا عام 2020، بحسب شركة «كور سايت» للأبحاث.
أغلقت «فاميلي دولار» 718 متجراً، كما أغلقت «سي في إس» و«والجرينز» أكثر من 1000 متجر مجتمعة، وتبعتها مجموعة «بيج لوتس» بإغلاق ما يقرب من 600 متجر.
وقامت مجموعتا «إل إل فلورينج» و«بارتي سيتي» بتصفية أعمالهما، كما قدمت شركة «كونتينر ستور» طلب إفلاس وقد تضطر إلى إغلاق بعض متاجرها البالغ عددها مئة متجر.
كما تقلصت سلاسل المطاعم العام الماضي، وتقدمت مؤسسات مثل «ريد لوبستر» و«تي جي آي فرايدايز» بطلبات إفلاس وأعلنت «دينيز» و«أبل بييز» عن إغلاقات كبرى.
ما أسباب الإغلاقات؟
تسبب في كل هذه الإغلاقات ارتفاع معدل التضخم لأعلى مستوى منذ 40 عاماً، كما واجهت المتاجر منافسة شرسة لم تنجح في التصدي لها، وارتكب العديد منهم أخطاء استراتيجية مثل التوسع المفرط أو كانوا بطيئين في التحول إلى التسوق عبر الإنترنت.
كما أدى ارتفاع أسعار الفائدة، لزيادة صعوبة الاقتراض لشراء سلع باهظة الثمن أو الحصول على رهن عقاري أو قرض سيارة، فتوقف المستهلكون عن شراء سلع لا يحتاجون إليها، ما أضر بهذه المتاجر.
كما ضغطت المنافسة من قبل عمالقة مثل أمازون وول مارت وكوستكو وهوم ديبوت وتيمو على سلاسل متوسطة الحجم مثل فاميلي دولار وبيج لوتس، إذ لدى السلاسل الأكبر صلاحية لشراء كميات أكبر من السلع بخصم أفضل من المنافسين الأصغر حجماً.
مبيعات الإنترنت المتزايدة سبب في إغلاق المتاجر
«يبحث المستهلكون عن أفضل الأسعار ويجدونها عبر الإنترنت، كما فقدوا صبرهم أيضاً مع المتاجر التي يصعب التسوق فيها، مع قلة توفر بعض السلع طوال الوقت، بالإضافة إلى خدمة عملاء سيئة وغيرها من المنفرات»، قالت ديبورا وينسويج، الرئيسة التنفيذية لشركة الأبحاث.
ارتفاع إغلاق المتاجر هذا العام له تاريخ سابق يرجع إلى الأيام التي سبقت الوباء، عندما كان تجار التجزئة يغلقون آلاف المتاجر سنوياً مع نمو التسوق عبر الإنترنت بسرعة.
فمنذ 10 أعوام، نمت ا لمبيعات عبر الإنترنت نحو 6 بالمئة من إجمالي مبيعات التجزئة، ووصلت إلى 12بالمئة بحلول بداية عام 2020، أما هذا العام، فشكلت تجارة التجزئة عبر الإنترنت نحو 16 بالمئة من إجمالي المبيعات.
تعريفات ترامب
وسط تهديدات ترامب بتعريفات جمركية شاملة، ستستمر الإغلاقات في عام 2025.
وهدد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 بالمئة على المنتجات من المكسيك وكندا وتعريفات جمركية إضافية بنسبة 10 بالمئة على السلع القادمة من الصين، وعلى تجار التجزئة توقع استمرار تدهور السوق المتوسطة.
وحذَّرت الشركات والاقتصاديون من أن خطط الرئيس المنتخب دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية على جميع الواردات الأميركية ستتسبب في فوضى في سلاسل التوريد وترفع الأسعار للعملاء.
لكنَّ شركة مجموعة «تي جى إكس» صاحبة علامات تجارية، كان لها رأي مخالف، فقالت إنها تعتقد أن الرسوم الجمركية التي يخطط لها ترامب ستخلق المزيد من الفرص للشركة للحصول على سلع مصممة رخيصة حيث تتسابق الشركات لجلب المنتجات في وقت مبكر لتجنب الرسوم الجمركية.
أضافت الشركة: «الفوضى التي قد تجلبها تعريفات ترامب إلى صناعة التجزئة تلعب دوراً مباشراً في نموذج أعمالها».
قال الرئيس التنفيذي إيرني هيرمان لشركة «تي جى إكس» في مكالمة أرباح مع المحللين في نوفمبر: «يمكن للمصنعين إحضار البضائع مبكراً، يمكن أن يخلق ذلك توفيراً إضافياً للسلع بأسعار مواتية».
بصيص من الأمل
لكنها ليست النهاية لمبيعات التجزئة عبر المتاجر، إذ أعلنت السلاسل الكبرى عن افتتاح ما يقرب من 6 آلاف متجر في العام الماضي، بزيادة 6.5 بالمئة على عام 2023.
وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة «ألدي» الألمانية لبيع المواد الغذائية المخفضة عن افتتاح 126 متجراً جديداً العام الماضي على مستوى البلاد بقيمة 9 مليارات دولار للوصول إلى المتسوقين الذين يبحثون عن البقالة الرخيصة.
( ناثانيال مايرسون، CNN)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية