شهد اليورو مقابل الدولار الأميركي (EUR/USD) تراجعاً كبيراً منذ نهاية سبتمبر، حيث انخفض بنحو 9% أو ما يعادل 10 نقاط رئيسية تقريباً. هذا التراجع يعكس استيعاب الأسواق لجزء كبير من الأخبار السلبية المتعلقة بسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وفقاً لتقرير صادر عن «ميتسوبيشي يو إف جي».

ضغوط البيع على اليورو مستمرة

لم يشهد اليورو أي انتعاش أو تقليص في المراكز البيعية مع نهاية العام، كما يحدث عادةً، مما يشير إلى أن مراكز البيع لم تصل بعد إلى ذروتها. الانخفاض الذي سجله الزوج الخميس الماضي، بنسبة تجاوزت 1.0%، يعكس شهية قوية لمواصلة البيع. وتشير التوقعات إلى أن التعريفات الجمركية والفجوة المتزايدة بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو قد تؤدي إلى مزيد من التراجع في سعر صرف اليورو مقابل الدولار خلال الأسابيع وربما الأشهر المقبلة، وفقًا للبنك.

تأثير تنصيب ترامب على الأسواق

أوضحت «ميتسوبيشي يو إف جي» في مذكرة لعملائها أن الكثير يعتمد على ما سيحدث خلال الأسابيع المقبلة، وخاصة مع اقتراب موعد تنصيب ترامب في 20 يناير. إذا لم يُظهر ترامب اهتماماً كبيراً بالتجارة في البداية، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع ملحوظ في قوة الدولار الأميركي. على سبيل المثال، في حال لم يتم الإعلان عن تعريفات جمركية في اليوم الأول أو خلال الأيام التالية، قد يرتفع زوج اليورو مقابل الدولار إلى مستوى 1.0500.

ومع ذلك، تعتبر «ميتسوبيشي يو إف جي» هذا السيناريو غير مرجح، متوقعة أن يفي ترامب بوعوده ويتحرك بسرعة لتنفيذ سياساته.

تأثير السياسات الضريبية والجمركية

تُعدّ التوسعات الضريبية عبر تمديد قانون تخفيضات الضرائب والوظائف لعام 2017 عنصراً رئيسياً في توقعات الفجوة الاقتصادية بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو. لكن تمرير هذه التوسعات يتطلب دعمًا كاملًا تقريبًا من الجمهوريين في مجلس النواب، حيث يملك الحزب أغلبية ضئيلة (219 مقابل 215).

ومن المتوقع أن يعقد الكونغرس جلسته الأولى الجمعة لاختيار رئيس مجلس النواب. يدعم ترامب مايك جونسون لهذا المنصب، وهو المرشح الأوفر حظاً، لكن انشقاق جمهوري واحد قد يؤدي إلى تعادل الأصوات، مما قد يخلق تحديات سياسية.

تعريفات جمركية لتعزيز الدولار

بالنسبة للدولار الأميركي، فإن التركيز خلال هذا الشهر سيكون على التعريفات الجمركية التي يمكن لترامب تنفيذها دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس. تتوقع «ميتسوبيشي يو إف جي» أن تشمل هذه التعريفات الصين، والمكسيك، وكندا، وربما فيتنام، على أن تتبعها دول أخرى بسرعة. هذه السياسات قد تدعم الدولار الأميركي بشكل كبير نتيجة تصورات المستثمرين حول نهج ترامب العدواني.

التوقعات بشأن اليورو مقابل الدولار

مع غياب عمليات بيع الدولار في نهاية العام، يبدو تجاوز مستوى التعادل بين اليورو والدولار أمراً مرجحاً. تشير التوقعات إلى استمرار قوة الدولار الأميركي خلال الأشهر المقبلة، مع احتمال أن يفوق ترامب توقعات السوق في المرحلة الأولى من تنفيذ سياساته، وفقًا لتقرير «ميتسوبيشي يو إف جي».

هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس