تصاعدت التوترات بين إيران وأفغانستان على خلفية مشروع سد باشدان الذي تبنيه أفغانستان على نهر هريرود، وأعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن قلقها من تأثير السد على تدفق المياه إلى الأراضي الإيرانية، معتبرة أن ذلك قد يشكل انتهاكاً للاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في بيان يوم الجمعة: «إيران تعبر عن احتجاجها الشديد إزاء القيود المفروضة على تدفق المياه التي تدخل أراضيها نتيجة مشروع السد»، وأشار إلى أن طهران نقلت مخاوفها إلى السلطات الأفغانية عبر قنوات دبلوماسية.
وأضاف بقائي أن استغلال الموارد المائية يجب أن يتم بما يراعي الاتفاقيات الثنائية والمبادئ العرفية الدولية، مؤكداً على أهمية مبدأ حسن الجوار والاعتبارات البيئية في هذه القضية.
من جانبه، صرح نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية، عبد الغني برادر، الشهر الماضي، أن مشروع سد باشدان يقترب من الاكتمال، موضحاً أن السد سيخزن نحو 54 مليون متر مكعب من المياه، وسيسهم في ري نحو 13 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى توليد 2 ميغاواط من الكهرباء.
ويُعد نهر هريرود، الذي يعرف محلياً باسم «هري»، مصدراً حيوياً للموارد المائية، حيث يتدفق من وسط أفغانستان ويمتد عبر حدودها مع إيران وتركمانستان.
وتأتي هذه التطورات في ظل اتهامات إيرانية سابقة لأفغانستان بانتهاك حقوقها المائية عبر مشاريع مماثلة، مثل سد كمال خان على نهر هلمند، والذي أثار أزمة مماثلة في مايو 2023.
يُذكر أن منطقة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران، التي تعاني من الجفاف الشديد، تأثرت بشكل مباشر من النزاعات حول مشاريع السدود الأفغانية، ما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين اللذين يتقاسمان حدوداً بطول أكثر من 900 كيلومتر.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
