افتتح الأميركيون عام 2025 بـ4 أحداث مأساوية، هزت سكينة 4 ولايات، انطلاقا من هجوم نيو أورليانز بولاية لويزيانا، مرورا بهجوم لاس فيغاس بولاية نيفادا، وإطلاق النار الجماعي بمقاطعة كوينز في نيويورك، وصولا إلى حجز 15 عبوة ناسفة بأحد المنازل الريفية بولاية فرجينيا.
وفي حين صٌنفت حادثة نيويورك في إطار الهجمات المسلحة التي تنتشر في الولايات المتحدة، بحكم بالانتشار غير الطبيعي للسلاح الهجومي وسط المدنيين، وتفطن أجهزة الأمن للأسلحة المحجوزة في فرجينيا قبل انفلات الوضع، نجح منفذي هجوم نيو أورليانز ولاس فيغاس، في تنفيذ عملياتهما، اللتين أعادتا استخدام مُصطلح "الإرهاب" للواجهة، وعادت معه مخاوف من عودة النشاط الإرهابي في الداخل الأميركي.
الإرهاب في أميركا وترامب يربط البروفيسور غابريال صوما، المستشار السياسي للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الهجوم الإرهابي بنيو أورليانز، بما حدث سابقا في ولاية نيويورك حين أقدم أشخاص على حرق العلم الأميركي، ورددوا شعار "الموت لأميركا".
ويقول صوما لـ"المشهد" إنه يأمل أن لا يكون لتنظيم "داعش"، أو حكومة أجنبية علاقة بما حدث، وأن شمس الدين بحر جبار، منفذ هجوم الفاتح يناير بشارع بوربورن في مدينة نيو أورليانز بولاية لويزيانا، قد تصرف بشكل فردي، مدفوعا بمشاكل نفسية كما يحدث في الكثير من المجتمعات، على حد تعبيره.
وفي ظل عدم تكشف ملابسات الهجمات، ودوافع مُنفذيها، يُقدم الأستاذ المحاضر في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، نزار فرسخ، لـ"المشهد" 3 فرضيات حول ما حدث، بناءا على توقيت حدوثها، كيفية تنفيذها، والوسائل المستخدمة فيها.
أولا: رسائل داخلية وخارجية لترامب، وهي فرضية يُمكن دعمها بتوقيت تنيفذ هجوم نيو أورليانز الذي سبق تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب بأيام قليلة، بهدف توجيه سياساته المتعلقة بمحاربة التنظيم المُصنف إرهابيا، وتنبيهه إلى العواقب المحتملة لتوجهاته في هذا السياق، بدليل العثور على علم لداعش بسيارة النقل التي استخدمها شمس الدين جبار لتنفيذ هجومه، وكذا تصريح مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن هذا الأخير ينتمي للتنظيم الإرهابي.
أما بالنسبة لهجوم لاس فيغاس، فيرى الأستاذ فرسخ، أن سيارة النقل المستخدمة فيه "Cybertruck" من نوع تيسلا، لمالكها إيلون ماسك، وموقع الحادث أمام مبنى ترامب، تُرجح احتمال أن يكون الهجوم رسالة لتحالف ترامب-ماسك، وارتفاع مخاوف بعض الأميركيين من تأثير هذا التحالف على حياتهم، وبالنظر للتسجيل حوادث سابقة في الولايات المتحدة لأميركيين قرروا التضحية بحياتهم في سبيل القضايا التي يؤمنون بها، لا يستبعد المتحدث أن يكون منفذ هجوم لاس فيغاس، ماثيو ليفيلسبيرغر، قد قرر تنفيد الهجوم الذي أودى بحياته لاعتقاده أن تحالف رجل الأعمال إيلون ماسك، والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي كان بدوره رجل أعمال، وسيطرة حزبه على الكونغرس، خطر على الأميركيين، يستحق أن يُضحي بحياته من أجل منعه.
ثانيا: تحقيق مصالح حكومات أجنبية، وقد لا تخلو هذه الفرضية كذلك، يقول الأستاذ نزار فرسخ، من استغلال "داعش" لخدمة مصالح دول أجنبية، من خلال استغلال ما يحدث في سوريا، منذ سقوط نظام الأسد في الـ7-8 ديسمبر الماضي. ويخص المتحدث بالذكر تركيا، التي يرى أن من مصلحتها أن توجه الحكومة الأميركية تركيزها لمحاربة داعش التي تربطها علاقة بالمخابرات التركية، وتنشغل عن دعم الأكراد.
إضافة لتركيا، يعتقد الأستاذ فرسح أن إيران أيضا لديها مصلحة في الهجمات التي حدثت في الولايات المتحدة الأميركية، لأن ذلك يصب في رغبتها في منع استتبات الأمن بسوريا في ظل قيادة الحكومة الجديدة، التي قد تضطر لمحاربة "داعش"، وتفشي عدم الاستقرار الذي سيصعب عدوة اللاجئين السوريين لوطنهم.
محاولات اغتيال ترامب علاوة على المخاوف التي أثارتها الهجمات والأحداث التي افتتحت بها الولايات المتحدة الأميركية عام 2025، وتحديات الأمن الداخلي للبلاد، يتحدث المستشار السياسي للرئيس المنتخب دونالد ترامب، غابريال صوما، عن التهديدات المُحدقة بحياة هذا الأخير، الذي لم يلزم مقر إقامته بمار لاغو في ولاية فلوريدا، وتجنب مغادرته امتثالا لتوجيهات مستشاريه، حفاظا على حياته إلى غاية تنصيبه رئيسا، لانعدام الثقة في الجهات القضائية و النيابات العامة، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، في عهد الرئيس الحالي جو بايدن.
مشيرا إلى إقدام عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي على تفتيش ثياب وأغراض زوجته ميلانيا ترامب، عند اقتحام إقامته بمار لاغو في إطار ما سُمي بقضية الوثائق السرية. وبناءا على ما سبق، يعتقد البروفيسور صوما أن ترامب لن يكون آمنا حتى يُنصب كرئيس في الـ20 يناير، وتُصبح مهمة الحفاظ عليه مُسندة للحكومة الفدرالية، لأنه تعرض لمحاولات اغتيال سابقة، والتهديدات بتكرار المحاولة مستمرة.
مواضيع ذات صلة ويقرأ الباحث في العلاقات الدولية بهيئة الشرق الأوسط للسياسات، ماركو مُسعد، انتقاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لإدارة بايدن، وتحميلها مسؤولية حدوث الهجمات الأخيرة، كمؤشر على تعاطيه بشكل صارم مع هذا الملف.
وفي حال قدّم مكتب التحقيقات الفيدرالي أدلة على تورط تنظيمات إرهابية خارجية، في هجومي نيو أورليانز ولاس فيغاس، يقول مُسعد لـ"المشهد"، إن دونالد ترامب سيُجري تغييرات كبيرة على السياسات الخارجية لواشنطن، والسياسة الداخلية أيضا، خصوصا فيما يتعلق بكيفية إدارة مكتب التحقيقات الفيدرالي المكلف بالتحقيق في الهجمات.
(المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد