وليد فارس يكتب: العواصم العربية تنظر إلى الخطرين على الصعيد التاريخي بأنهما متوازيان، إذ إن هدف كل من المعسكرين ولو تقاتلا يخبئان استراتيجية بعيدة الأمد واحدة الهدف، وهي إضعاف ودحر ما يسمونه الأنظمة العربية، أي الحكومات المعتدلة #نكمن_في_التفاصيل

إذ يتصارع الشرق الأوسط بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص مع تيارين يلتهمان الدول العربية يركز المراقبون على سؤال تحليل مركزي لم يظهر بعد في الإعلام لكنه ملأ التقارير والتحليلات والامتحانات في معرفة المستقبل، هذا السؤال يتلخص بعبارة واحدة: "من الأخطر على العالم العربي وبشكل خاص على المعتدلين المتكوكبين حول التحالف العربي، هل ما زالت الجمهورية الإسلامية الخطر الأكبر أم أن زحف "حركة تحرير الشام" والقوى الداعمة لها من التيارات الإخوانية هي الأخطر؟".

فعلاً سؤال كبير والإجابة عنه ليست سهلة، لأن كل طرف مشارك في المعادلات بين الإسلاميين وغيرهم وحتى أنفسهم يختلفون في النظر إلى أي قوة سوف تهدد الاستقرار الإقليمي من ناحية أم يجب أن تتحول إلى قوة استقرار ضمن التيار الإسلامي بحد ذاته.

في السؤال الأولي والأساسي للفارق بين إيران والإخوان على صعيد المنطقة هو إلى أين تتجه هذه القوى الإسلامية بشكل عام. على الصعيد العقائدي تبدو وكأنها طائفية، أي أن الإخوان والتكفيريين ينحدرون من التيارات الإسلامية التي توصف بأنها "جهادية" تدعي في نهاية المطاف أنها تسعى إلى إعلان الخلافة من جديد، وبين نظام الخميني والميليشيات المرتبطة به في العالم العربي، هذا المحور وكتبنا عنه كثيراً يدعو إلى حالة متوازية أو موازية للتيارات الإسلامية السنية وكأن أصحاب وصف التيارين يعتمدون على المقياس الأول الظاهر وهو انتماء هؤلاء إلى دار الشيعة ودار السنة، أما في الحقيقة فهي أعمق من اختلافات طائفية، فالخمينيون لا يدعون فقط إلى عقيدة دينية لمواجهة الطرف الآخر بل تختلف طريقة التنفيذ على الأرض عبر إقامة المشروع الإسلامي بفصله الخميني التابع للرؤية الإمامية، أما مشروع الخلافة السنية فيتركز على العمق الإخواني أو التكفيري.

ومع أن التيارين يتواجهان فإنهما يتضامنان بعد المواجهة ضد العرب المسلمين الذين يطرحون مبدأ الحداثة وهم مؤمنون بالدول الوطنية في العالم العربي والإسلامي. هذا الاختلاف في النظرة والرؤية المستقبلية بين إيران والإخوان إنما هو عملياً المقياس الذي يستخدم لفهم المراحل الآتية، فالطرفان بإمكانهما التقاتل لزمن طويل ولكن يجب الإدراك بأنهما قررا وقيما السبيل الأفضل لتوحيد الجهود بينهما، فالتياران يبغيان كل على حدة أن يقيما إمبراطوريتهما، وهذا بيت القصيد.

هذا الصراع يضع الدول العربية الإسلامية في المنطقة أمام أصعب الخيارات وأكثرها تعقيداً، ألا وهو معرفة أي من الكتلتين سوف يشكل خطراً على الاعتدال قبل الآخر، وهنا بإمكاننا القيام بنظرة معينة، لكن قبل ذلك يجب أن نلاحظ أن معسكر الاعتدال بشكل عام يعتمد على عدم استفزاز أي من التيارين، وبالتالي على رغم الصدامات فقد جرت العادات السياسية في المنطقة بإعلان هذه الدول بشكل مباشر أو غير مباشر أن العلاقات جيدة وطبيعية، إن كان مع الكتلة الإيرانية أو مع الكتلة الإخوانية.

في عمق المعادلة فإن العواصم العربية ومراكز سلطاتها ومراكز أبحاثها -لا سيما عندما يغيب العالم الغربي عن مواجهة مطامع الإسلاميين- تعلن دوماً عن استعدادها لتسوية الأمور والتوحد خلف القضايا، كالقضية الفلسطينية منعاً لانجرارها إلى مواجهة مع القوى الراديكالية، لأن المواجهة إن حصلت فإنها لن تأتي سوى بالكوارث والأزمات وسقوط الأحلام في العالم العربي، لذلك لم نسمع عن التصورات في العواصم العربية عن التيارات الإسلامية إلا إذا كانت هناك مواجهة مباشرة، والسؤال هنا هل المحور الإيراني الخميني الأخطر على الدول العربية أم أن الميليشيات الإخوانية من المشرق إلى شمال أفريقيا هي من تشكل الخطر الأبعد والأعمق ولو كان خطراً أخوياً على المجتمعات العربية.

العواصم العربية تنظر إلى الخطرين على الصعيد التاريخي بأنهما متوازيان، إذ إن هدف كل من المعسكرين ولو تقاتلا يخبئان استراتيجية بعيدة الأمد واحدة الهدف، وهي إضعاف ودحر ما يسمونه الأنظمة العربية، أي الحكومات المعتدلة، إذاً ليس هناك فارق كبير بين الخمينيين والإخوان، فلكل منهما هدف بعيد المدى وهو إقامة دولة أو نظام أو إمارة وخلافة أو إمامة لا مكان فيها لدول الحداثة العربية، وهذا قد شكل عصب الصراعات في المنطقة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، لكن إذا حللنا الموقع الجيوسياسي والأولويات لدى دول الاعتدال فنرى أن هناك فوارق ولو بسيطة أو متغيرة بين المواقف حيال الخطر المشترك.

اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فمثلاً بالنسبة للمملكة العربية السعودية، الدولة الرائدة في العالم الإسلامي، هناك ارتدادات تاريخية تعتبر أن قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979 في طهران هو بحد ذاته بداية تصاعد خطر إسلاموي شيعي استهدف منذ خروجه إلى العلن ليس فقط سياسات المملكة ولكن كينونتها، ولن ترتاح.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ ساعتين
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 7 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 6 ساعات
قناة الغد منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 7 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ 11 ساعة