يتوقع أن يرتفع الاستهلاك الأوروبي على وقود الطيران المستدام بنسبة 216 في المئة خلال عام 2025 ليسجل 1.9 مليون طن متري، مع بدء تطبيق بعض الإجراءات في الاتحاد الأوروبي تهدف إلى إدخال الوقود المستدام في صناعة الطيران.
وتشير بيانات لغلوبال كوموديتي إنسايتس إلى أن ألمانيا وفرنسا وإسبانيا ستمثل 39 في المئة من إجمالي الاستهلاك الأوروبي.
وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت تفويضاً لمزج الوقود المستدام للوقود المزود لمطارات الاتحاد الأوروبي، مع زيادة الحد الأدنى لحصص الوقود المستدام تدريجياً من 2 في المئة في عام 2025 إلى 63 في المئة في عام 2050.
وسيواجه موردو الوقود، الذين يفشلون في الوفاء بالحد الأدنى من التزاماتهم المتعلقة بإمدادات الوقود المستدام، غرامات لا تقل عن ضعف فرق التكلفة بين وقود الطيران التقليدي ووقود الطيران المستدام.
زيادة الطلب على وقود الطيران المستدام
تشير بيانات صادرة من الاتحاد الأوروبي إلى أن الطلب على وقود الطائرات سيرتفع إلى نحو 46 مليون طن في عام 2030.
ومن أجل الوصول إلى أن تكون نسبة 5 من المئة من وقود الطيران مستدام بحلول عام 2030، ستكون هناك حاجة إلى نحو 2.3 مليون طن من وقود الطيران المستدام لجميع الرحلات الجوية المغادرة من مطارات الاتحاد الأوروبي.
ويقدر الاتحاد الأوروبي الطاقة الإنتاجية القصوى المحتملة لوقود الطيران المستدام في الاتحاد الأوروبي بنحو 0.24 مليون طن، أي 10 في المئة فقط من كمية الوقود المطلوبة بحلول 2030.
ووفقاً لبيانات كوموديتي إنسايتس فإنه خلال عام 2025 فمن المتوقع أن يصل إنتاج أوروبا من وقود الطيران المستدام إلى 1.5 مليون طن متري، إذ تسهم السويد وفرنسا وهولندا بالحصة الأكبر، على التوالي.
ويشير تحليل للاتحاد الأوروبي إلى أن المزيد من الشركات أعلنت عن خطط لدخول سوق وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030.
وقال التحليل إنه إذا دعمت جميع مرافق الوقود الحيوي الموجودة في أوروبا لتعظيم إنتاج وقود الطيران المستدام، فإن القدرة المحتملة يمكن أن تصل إلى نحو 2.3 مليون طن.
وتشير بيانات وكالة التجارة الدولية الأميركية إلى أن الاتحاد الأوروبي ولائحته الجديدة يعملان على تعزيز الاستثمار في وقود الطيران المستدام من خلال خلق الطلب على المدى الطويل، وهو ما يرحب به منتجو الوقود بكل سرور.
وستتلقى شركات الطيران ما يقرب من مليارَي يورو من التمويل من سوق الكربون في الاتحاد الأوروبي للمساعدة في عملية التحول، على الرغم من ذلك أعربت العديد من شركات الطيران عن إحباطها من أن التشريع لا يوفر ما يكفي من الراحة على المدى القصير من عبء التكلفة الإضافية.
وبحسب تقرير لوكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي فإن أوروبا ستحتاج إلى 7 مصانع إضافية لإنتاج وقود الطيران المستدام في الاتحاد الأوروبي بحلول 2030، و104 محطات إضافية بحلول عام 2050.
بينما تشير دراسات أخرى إلى حاجة أكبر، مع ما يقرب من 30 محطة إضافية بحلول عام 2030 و250 محطة بحلول عام 2050.
ارتفاع أسعار وقود الطائرات المستدام
ومن شأن الطلب المتزايد على وقود الطيران المستدام أن يرفع أسعاره الفورية خلال الربع الأول من 2025، وفقاً لبيانات كوموديتي إنسايتس.
ووفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي ( إياتا) فإن ارتفاع أسعار وقود الطيران المستدام لا يزال أحد العوائق الرئيسية أمام توسع نطاق استخدامه، ومن شأن توافره أن يحقق أسعاراً تنافسية مع دخول المزيد من المنتجين إلى السوق.
ويتضمن السعر الذي تدفعه شركات الطيران مقابل وقود الطيران المستدام بالإضافة إلى تكاليف الإنتاج، تكاليف إضافية مثل علاوة السوق، والخدمات اللوجستية، وإصدار الشهادات، والتكاليف المتعلقة بالمعاملات، وهوامش الربح في جميع أنحاء سلسلة التوريد.
ويشير الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أنه خلال 2024 وصل الفرق بين تكلفة الإنتاج وعلاوة السوق في أوروبا إلى نحو ألف دولار للطن.
ورغم ذلك شهدت أسعار وقود الطيران المستدام تقلبات، وهذا الفارق ليس سوى لمحة واحدة عن السوق التي لا تزال في بداياتها الأولى وبالتالي يفتقر إلى الشفافية في الصفقات والأسعار المدفوعة.
ودعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى مزيد من الدعم لضمان توسيع نطاق إنتاج الوقود ونشره من خلال المساعدة في خفض تكاليف الإنتاج وزيادة المنافسة.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
