- الإنسَانُ كائِنٌ نفْعيُّ بامتِيازٍ، لا يُخالِطُ النَّاسَ إلَّا بِحسْبِ مَنفَعتِهِ، وتَحتَ ضَغطِ حاجَاتِه المَادِّيَّةِ والنَّفسيَّةِ والغَرِيزيَّةِ.
إنَّهُ كائِنٌ أنَانيُّ بِخِلقتِهِ، نفْعيٌّ بِطبْعِهِ، مُتوَحِّشٌ بِصفَتِهِ، لا يَصُدُّهُ عنِ الأذَى سِوَى مَنفَعةٍ يَطلُبُها أو مَضرَّةٍ يتَجنَّبُها.. الإنسَانُ كائِنٌ شرِّيرٌ في الأَصْلِ، خَيِّرٌ على الاستِثْناءِ.
- حِينَ يَتَبوَّأُ الإنْسانُ منْصِبًا أو مَكانَةً يُمكُنهُ مِن خِلَالِهَا تَقْيِيمُ غيْرِهِ والتَّمَكُّنُ مِن عوْنِهِ أو الإضْرارِ بِهِ، فإنَّهُ يَكونُ إلى التَّسلُّطِ عَليْهِ وإِيذَائِهِ أقْربَ. وهَذا يبْدُو سُلُوكًا مُنتَشِرًا في المُجتَمعَاتِ الوَظِيفِيَّةِ، إذْ كُلَّمَا ازدَادَتْ صَلاحِيَّاتُ «المُديرِ»، وتَعدَّدَتْ مَهامُّهُ ومَسؤُوليَّاتُهُ، صارَ أكْثرَ قُدْرةً على التَّحكُّمِ فِي مصَائِرِ المُوظَّفِينَ وحُقُوقِهِم، وأشَدَّ تمَكُّنًا مِن إيذَائِهِم، والمُمَاطَلةِ في إعْطَائِهِم حُقوقَهَم، أو حِرْمانِهِمْ مِنْها، بِوسَائِلَ تبْدُو نِظَامِيَّةً، وهيَ واقعيًّا مِنْ فُنُونِ الإيذَاءِ الَّتِي يَتَعلَّمُهَا أَحدُ الأوْغَادِ؛ فوْرَ اعْتِلائِهِ مَقعَدَ المَسؤُولِيَّةِ الَّتِي تَفُوقُ قُدْرَاتِهِ الفِكْرِيَّة والأخْلَاقِيَّة.
- إنَّ مِنْ أهَمِّ أسْبَابِ تَفَكُّكِ العَلاقَاتِ الإنْسَانِيَّةِ هوَ الإِيذَاءُ. النَّاسُ -بِصُورةٍ عَامَّةٍ- بَارِعُونَ في إِيذَاءِ بَعضِهِم، بِقَصْدٍ أو بِغَبَاءٍ، وبِجَميعِ الوَسَائِلِ اللَّفظِيَّةِ والسُّلُوكِيَّةِ والمَعنَوِيَّة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة