استدعت السلطات المولدوفية، يوم الاثنين، دبلوماسياً روسياً عقب اتهامات بزيادة تعقيد الوضع في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي الذي يواجه خطر انقطاع الكهرباء تماماً بعد قرار روسيا بقطع إمدادات الغاز.
الإقليم الصغير الذي يقع على الحدود مع أوكرانيا، لم يتمكن من توفير التدفئة أو المياه الساخنة لسكانه منذ الأول من يناير، عندما أوقفت موسكو إمدادات الغاز إلى مولدوفا بسبب نزاع مالي.
أزمة الطاقة تهدد الحياة اليومية
مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات متجمدة، اضطر السكان إلى حرق الحطب أو استخدام مدافئ كهربائية، ما أدى إلى زيادة الضغط على شبكة الكهرباء التي تعود إلى الحقبة السوفييتية.
وحذَّر زعيم الإقليم، فاديم كراسنوسيلسكي، في خطاب فيديو يوم الاثنين من احتمال حدوث «عطل تقني» أو «حريق» في محطة الكهرباء الرئيسية، مشيراً إلى أن الإقليم يستهلك إضافياً ما مقداره الثلث من الطاقة مقارنة بمستويات الإنتاج العادية، وأضاف «إذا فقدنا الكهرباء تماماً، فإن السيناريوهات السيئة ستكون حتمية».
نزاع حول الديون
أعلنت شركة «غازبروم» الروسية أواخر ديسمبر عن قطع إمدادات الغاز إلى مولدوفا بسبب نزاع حول ديون يُقدرها الجانب الروسي بأكثر من 700 مليون دولار، في حين تؤكد كيشيناو أن الدين لا يتجاوز 9 ملايين دولار.
وأدى إرسال طلبات الدفع إلى الحكومة المولدوفية إلى تراكم الديون تدريجياً على مولدوفا، مع أن الإمدادات كانت تُرسل إلى الإقليم الانفصالي دون دفع مستحقاتها.
اتهامات متبادلة
اتهمت السفارة الروسية في مولدوفا كيشيناو وأوكرانيا بمحاولة «تقويض ثقة سكان ترانسنيستريا بموسكو»، نافية تخلّي روسيا عن الإقليم.
من جانبه، اتهم رئيس الوزراء المولدوفي، دورين ريشيان، روسيا بالسعي إلى «خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة» والتأثير على نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة في خريف العام الحالي.
وأشار ريشيان إلى أن روسيا بإمكانها نقل الغاز عبر خط «ترك ستريم»، لكنها تمتنع عن ذلك عمداً، ما تسبب في معاناة ترانسنيستريا من اضطرابات في إمدادات المياه إلى جانب أزمة الطاقة.
تداعيات على مولدوفا
رغم أن بقية مناطق مولدوفا تأثرت بشكل أقل بقطع الإمدادات بفضل استيراد الكهرباء من رومانيا، فإن الأسعار ستتضاعف تقريباً، ما دفع الحكومة المولدوفية إلى طلب مساعدات من الاتحاد الأوروبي لدعم الأسر المتضررة.
إجراءات طارئة في ترانسنيستريا
تحولت محطة الطاقة الرئيسية في الإقليم إلى استخدام الفحم الذي من المتوقع أن يكفي حتى نهاية يناير، بينما تم فرض انقطاعات دورية في التيار الكهربائي، وإغلاق المصانع والمدارس.
وفي محاولة للتخفيف من الأزمة، يتم توزيع الحطب مجاناً، كما يُشجع السكان على ارتداء الملابس الثقيلة، والتجمع في غرفة واحدة، وإغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام باستخدام الستائر والبطانيات.
على الرغم من أن ترانسنيستريا تُعتبر جزءاً من مولدوفا بموجب الاعتراف الدولي، فإنها أعلنت استقلالها في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي، وتعتمد بشكل كبير على الدعم المالي الروسي، كما تنتشر في الإقليم قوات روسية قوامها نحو 1500 جندي.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
