أعلنت البرازيل، اليوم الاثنين، أن إندونيسيا أصبحت عضواً كامل العضوية في مجموعة بريكس، وهي كتلة من الاقتصادات النامية التي يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها ثقل موازن للغرب.
وقالت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان، إن الدولة الأكثر سكاناً في جنوب شرق آسيا «تتشاطر مع الأعضاء الآخرين الإرادة لإصلاح مؤسسات الحكم العالمي والإسهام بشكل إيجابي في التعاون داخل الجنوب العالمي».
وقالت البرازيل التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة في عام 2025، إن مسعى إندونيسيا للانضمام إلى المجموعة تمت الموافقة عليه خلال قمة في عام 2023 في جوهانسبرغ.
مجموعة بريكس وأهدافها التجارية تأسست مجموعة بريكس في عام 2009 من قِبل الأعضاء المؤسسين؛ البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا في العام التالي. وفي العام الماضي، توسعت المجموعة بانضمام إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة إلى الأعضاء الكاملين.
وتهدف البرازيل خلال فترة رئاستها إلى تعزيز التعاون بين بلدان «الجنوب العالمي» وإصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف.
ومن بين الأهداف، وفقاً لحكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «تطوير وسائل الدفع» لتسهيل التجارة بين الدول الأعضاء.
خلال القمة الأخيرة لمجموعة بريكس في قازان، روسيا، في نوفمبر تشرين الثاني 2024، ناقشت الدول الأعضاء تعزيز المعاملات غير الدولارية وتعزيز العملات المحلية.
وأثار هذا الأمر غضب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي هدد أعضاء المجموعة بفرض «رسوم جمركية بنسبة 100 في المئة» إذا خفضوا قيمة الدولار الأميركي.
قمة بريكس لهذا العام ستُعقد في ريو دي جانيرو في شهر يوليو تموز 2025.
اقتصاد البريكس في أرقام تضم دول مجموعة بريكس ما يقرب من 3.5 مليار نسمة، أي أكثر من 40 في المئة من سكان العالم.
وتمثل اقتصادات مجموعة بريكس أيضاً ما يُقدر بنحو 37.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على أساس تعادل القوة الشرائية، تمثل الصين وحدها 19.05 في المئة، بينما تمثل الهند 8.23 في المئة، وفقاً لصندوق النقد الدولي. وفي الوقت ذاته، تمثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ما يقرب من 14.5 في المئة لكل منهما.
علاوة على ذلك، أصبحت مجموعة بريكس قوة اقتصادية كبرى في ما يتعلق بتجارة السلع الأساسية.
على سبيل المثال، مع إضافة إيران والإمارات العربية المتحدة، وربما المملكة العربية السعودية، يمكن لمجموعة بريكس التحكم في ما يقرب من نصف إنتاج النفط في جميع أنحاء العالم، وتمثل ما يقدر بنحو 35 في المئة من إجمالي استهلاك النفط، وفقاً لتحليل أجرته شركة إس آند بي غلوبال، «مع انضمام السعودية، ستصبح مجموعة بريكس قوة في مجال السلع الأساسية»، كما جاء في التقرير.
لكن وفقاً لوسائل إعلام روسية، أعلن الكرملين في ديسمبر كانون الأول الماضي أن السعودية جمَّدت انضمامها لمجموعة بريكس كعضو كامل، بحسب مانقلته وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مستشار الكرملين للسياسة الخارجية، يوري أوشاكوف.
كما تتمتع دول بريكس بقاعدة كبيرة من المستهلكين وعمالة قوية نظراً لكثافة تعداد سكانها.
في عام 2024، بلغ معدل مشاركة القوة العاملة في المجموعة 60.6 في المئة، بإجمالي 1.5 مليار شخص، وفقاً لمنظمة العمل الدولية. ضمن معدل المشاركة، لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الجنسين؛ حيث يشارك الرجال بنسبة 73.9 في المئة والنساء بنسبة 47.4 في المئة.
علاوة على ذلك، فإن المشاركة في الاقتصاد غير الرسمي لدول بريكس مرتفعة، في السنوات الأخيرة، عمل ما يُقدر بنحو 934.4 مليون شخص في دول بريكس في الاقتصاد غير الرسمي، الغالبية العظمى منهم في الهند.
ذكر تقرير لمنظمة العمل الدولية لعام 2023 أن «العمل غير الرسمي منتشر في بعض دول بريكس، وترتبط مكاسب الإنتاجية بالانتقال إلى الرسمية وظروف العمل الأفضل».
هذا العام، بلغ معدل البطالة في دول بريكس 5.3 في المئة، بإجمالي 84.7 مليون شخص.
الاقتصاد الإندونيسي انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي في إندونيسيا بعد أن عانى من الركود الناجم عن جائحة كوفيد-19، وانخفض التضخم بشكل كبير أيضاً، لكن الآثار الناجمة عن عدم اليقين العالمي لا تزال مؤثرة بشكل كبير على الاقتصاد هناك. وبلغ عدد السكان في إندونيسيا 277.5 مليون نسمة، وفقاً لتقرير صادر في نوفمبر تشرين الثاني الماضي عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأضاف التقرير أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد يقدر بنحو 1.37 تريليون دولار.
كما انخفض معدل البطالة في إندونيسيا من 7.1 في المئة في منتصف عام 2020، في ذروة الجائحة، إلى 4.9 في المئة في منتصف عام 2024، وهو أقل من النطاق السائد قبل الجائحة والذي تراوح بين 5 في المئة و5.5 في المئة.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية