منذ سقوط نظام الدكتاتور بشار الأسد تحولت المعلومات الخاطئة والمضللة حول سوريا من سخيفة إلى مخيفة، وهناك المزيد منها أكثر من أي وقت مضى، مثل الحديث عن أشجار عيد ميلاد دمرتها الحكومة الانتقالية السورية ونساء سوريات تم بيعهن كإماء من قبل "قاطعي الرؤوس" الإرهابيين وأن أحد زعماء المعارضة السورية المسلحة أصله يهودي.
ويؤكد زهير الشمالي، الباحث ومدير الاتصالات في منظمة التحقق من المعلومات الخاصة بسوريا Verify-Sy، أن "التضليل الإعلامي زاد بشكل ملحوظ منذ سقوط نظام الأسد. لقد خلفت سنوات الثورة ثم الحرب الأهلية مظالم راسخة، والآن تستغل جهات مختلفة، محلية وخارجية، التضليل الإعلامي لتعزيز مواقفها، ونزع الشرعية عن المنافسين، وتعزيز أجنداتها الخاصة".
واليوم يساور العديد من السوريين القلق بشأن شكل وطريقة الحكم الجديد بقيادة "هيئة تحرير الشام"، وما إذا كانوا سيحاولون الانتقام أو محاولة فرض رؤيتهم للإسلام على أتباع الطوائف والمذاهب الأخرى والأقليات في البلاد. وتبرز هنا على وجه الخصوص الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس الفار بشار الأسد؛ إذ عبر العديد من أبنائها عن مخاوفهم من أن ينتقم منهم معارضو الأسد.
حتى الآن على الأقل، وفي ظل انفلات أمني نسبي، يبدو أن هناك حالات قليلة تم التحقق من حدوثها وقع فيها انتقام أو اضطهاد ديني على يد أتباع الإدارة الجديدة في سوريا.
والواقع أن هذا العدد ضئيل مقارنة بحالات الإساءة المزعومة وغير المؤكدة المنتشرة على الإنترنت، والتي كانت غالبيتها مضللة أو مزيفة، حسب منظمات التحقق من الحقائق. على سبيل المثال، كما ذكرت مجموعة التحقق "مسبار"، لم تتم إزالة أشجار عيد الميلاد من قبل الحكومة السورية الجديدة ولكن من قبل السلطات في مدينة كربلاء العراقية في عام 2023. ووجدت المجموعة أن المنشورات حول أسواق بيع الإماء في سوريا جاءت في سياق مشروع لفنان كردي في العام 2013.
العلويون في سوريا ما بعد الأسد...ما مستقبلهم؟ To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
من يقف وراء حملات التضليل والأخبار الزائفة؟ من المرجح أن يكون مصدر المنشورات الكاذبة بشكل كلي أو جزئي مجموعة متنوعة من المصادر. فهناك العديد من الأطراف والقوى التي لها مصالح متباينة ومتناقضة في سوريا. وقد تعمد تلك المصالح المتداخلة والجهات الفاعلة إلى تضخيم الأخبار المزيفة.
أولاً، من المرجح أن ينشر سوريون منشورات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي إما عن طريق الخطأ لأنهم يعتقدون أنها صحيحة وليس لديهم أدوات للتحقق منها، أو بسبب أجنداتهم أو مخاوفهم الشخصية.
وأوضح زهير الشمالي من Verify-Sy أن نظام الأسد فرض ما يشبه "القبة الحديدية" للمعلومات، ويوضح: "سيطر النظام على المشهد الإعلامي في سوريا وغذّى السوريين بالدعاية والأخبار الكاذبة عن المعارضة منذ اليوم الأول للاحتجاجات في عام 2011". وأردف زهير الشمالي أن سقوط نظام الأسد أدى إلى فراغ معلوماتي بالنسبة لأولئك الذين كانوا يعتمدون المنافذ الإعلامية التي يسيطر عليها الأسد كمصدر موثوق للأخبار.
بالإضافة إلى ذلك، وكما كتبت رنا علي أديب، الباحثة في جامعة كونكورديا الكندية التي تبحث في كيفية تشكيل العاطفة شكل وطريقة تلقي الأخبار الكاذبة، في مقال رأي الشهر الماضي، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين والخوف في سوريا. وأشارت إلى أن "العدوى العاطفية للأخبار الكاذبة خطيرة بشكل خاص في الأوقات الهشة مثل التي تمر بها سوريا".
وقال زهير الشمالي لـ DW إن كل هذا يجعل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية