أكثر من 250 مليار دولار خسائر تكبدتها سوق العملات المشفرة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، فبعد وصول بيتكوين مجدداً إلى مستوى يقارب 103 آلاف دولار، عادت وتراجعت إلى ما دون 96 ألف دولار، دافعة باقي العملات المشفرة إلى خسائر ضخمة تجاوزت 10 في المئة للعملات العشر الأكبر، وما يفوق 30 في المئة لعملات الميم.
لماذا تراجعت سوق العملات المشفرة؟
من الواضح أن التراجع في مؤشرات الأسواق الأميركية أعطى نوعاً من السلبية لباقي الأسواق العالمي، دافعاً المستثمرين للعزوف عن شهية المخاطرة، إضافة إلى الارتفاع القوي لمؤشر الدولار الأميركي الذي لعب دوراً كبيراً في هبوط الأسواق المقابلة، حسب ما أشار مازن سلهب، كبر استراتيجيّ الأسواق في شركة «بي دي سويس» في حديث لـ«CNN الاقتصادية».
إضافة إلى ذلك، قال سلهب إن ارتفاع العوائد على السندات يوحي بأن الأسواق تقرأ ارتفاعاً في معدل التضخم، وهو ما ترك حالة من الفوضى أو عدم الاستقرار المحتمل في ما يخص سياسة ترامب المقبلة.
وتابع سلهب قائلاً إنه في اليومين الأخيرين، تبين أن قدرة دونالد ترامب على فرض قوانين وتشريعات جديدة قد تكون أصعب ومعقدة أكثر مما توقعته الأسواق.
لكن من جهة أخرى أشار سلهب إلى أن بقاء القيمة السوقية للعملات المشفرة فوق 3.3 تريليون دولار يشكل عاملاً إيجابياً لناحية قدرتها على مقاومة هذه التوترات المحيطة، لكن لا بد من توقع المزيد من التقلبات القاسية في المرحلة القادمة، وهذا يعود بشكل رئيسي لعمليات جني الأرباح، لا سيما في كل مرة تبلغ فيها بيتكوين مستويات قريبة من 103 آلاف دولار.
كاردانو ودوجكوين بين أكبر الخاسرين
عقب التراجع الذي شهدته سوق العملات المشفرة الثلاثاء، واستمرار موجة الانخفاض الأربعاء، كانت كاردانو أكبر الخاسرين على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية، بعد انخفاضها بنحو 13.5 في المئة وتراجعها إلى ما دون دولار واحد.
وتلتها عملة الميم المشهورة دوجكوين التي خسرت ما نسبته 12 في المئة لتبلغ نحو 0.34 دولار لحظة إعداد التقرير.
أما الإيثريوم وهي ثاني أكبر عملة مشفرة بالعالم، فقد اختبرت مجدداً مستويات دون 3400 دولار، وسط تراجع تجاوز 8 في المئة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
كذلك انخفضت عملة «إكس آر بي» بنحو 5.15 في المئة، مسجلة 2.3 دولار لحظة إعداد التقرير، أما سولانا فخسرت 8.4 في المئة لتهوي دون مستويات الـ200 دولار مجدداً.
رغبة ترامب بضم كندا واحتمال التشدد الضريبي حيال الخارج
لفت سلهب إلى أن الجدل الذي رافق استقالة رئيس الوزراء الكندي، وكلام ترامب المستمر عن نيته ضم كندا إلى الولايات المتحدة، ترك حالة من عدم الاستقرار، وهو ما يضر الأسواق بشكل رئيسي.
يذكر أن رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو ووزيرة خارجيته ميلاني جولي، أكدا الثلاثاء أن بلدهما «لن تنحني أمام تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي دعا إلى ضم كندا إلى الولايات المتحدة» بعدما لوح ترامب باستخدام القوة الاقتصادية ضد جارته الشمالية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
