جمعت مبادرة "عام الاستدامة" خلال فترتها التي استمرت لعامين، كل من يعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة وطنًا له ونجحت في تعزيز فهم الاستدامة وتطبيق مبادئها في حياتهم اليومية وتسخير الجهود الجماعية للمجتمع من أجل الحفاظ على البيئة والتخفيف من آثار التغير المناخي. وقد كشف استبيان للرأي أُجري عن "عام الاستدامة" عن نجاح المبادرة في تحفيز مشاركة مجتمعية واسعة وإلهام العديد من الأفراد لاتخاذ خطوات عملية لتحقيق الاستدامة.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلن عن عام الاستدامة في فبراير 2023 تحت شعار" اليوم للغد"، لتشجيع تبني الاستدامة من خلال الممارسات الفردية وتحقيق العمل الجماعي. وقد تم تمديد المبادرة إلى عام 2024 تحت شعار" قول وفعل" بهدف إشراك الأفراد والمؤسسات في الأعمال المستدامة من خلال العديد من الأنشطة التي أقيمت على أرض الواقع.
استهدفت الاستبيانات التي أُجريت حول عام الاستدامة 2024، قياس مدى تقبل الجمهور لفكرة الاستدامة وتفاعلهم مع المبادرة، إلى جانب تقييم مواقفهم تجاه رحلة تغيير السلوك المستدام، والوقوف على التقدم الذي أُحرز في هذا الجانب.
وقد أكدت نتائج الاستبيان نجاح عام الاستدامة في تحفيز تغيير السلوك في مجالات التركيز الرئيسية وأبرز الاستبيان كذلك فعالية النهج المتبع في تعزيز الاستدامة. وقد تجلى ذلك من خلال الترويج لممارسات مثل تبادل المقتنيات والمشاركة في مبادرات المشي، وجميعها سلوكيات وصفها المشاركون في الاستبيان على أنها تعزز روابط عاطفية قوية، فضلًا عن كونها سهلة التبني وتحقق تأثيرًا فوريًا.
وكشفت النتائج إلى أن أعلى نسبة مشاركة في الاستبيان قد بلغت 67% وقد تركزت في مجال الحد من استهلاك المياه والطاقة، مما يمكن تفسيره بزيادة الوعي فيما يختص بممارسات الاستهلاك الذي نتج عنه فوائد مادية مباشرة بسبب انخفاض تكاليف المرافق، ثم تلي ذلك نسبة المشاركة فيما يختص بمجال الاستهلاك المسؤول التي بلغت 39%. ويشير هذا إلى التقدم الواضح في تبني الممارسات الصديقة للبيئة وتقليل النفايات رغم وجود تحديات تتمثل في تكلفة تبني مثل هذه الممارسة والجهد الذي يبذل في سبيل تحقيقها.
أما مجال النقل الأخضر فقد سجل انخفاضًا في نسبة تبني الممارسات الخاصة بهذا الجانب إذ بلغت 31%، ويرجع ذلك على الأرجح إلى قيود البنية التحتية وتحديات الوصول إلى محطات المواصلات العامة. وتأتي في المرتبة الأخيرة النسبة التي سُجلت في مجال الزراعة بوعي وقد بلغت 21%، مما يشير إلى أن بعض الأنشطة مثل الزراعة الحضرية وغرس الأشجار قد لا تكون ذات أهمية لبعض القطاعات من الجمهور أو غير متاحة لهم.
ويتمثل هدف عام الاستدامة بعيد المدى في مساعدة الجمهور على تبني ممارسات الاستدامة وجعلها أسلوبًا لحياتهم من خلال الالتزام بعادات يومية بسيطة يسهل التكيف معها، تشمل أربعة مجالات رئيسية هي: ترشيد استهلاك المياه والطاقة، والنقل الأخضر، والزراعة بوعي، والاستهلاك المسؤول. وفي ختام عام الاستدامة، حثّ عيسى السبوسي، مدير مشروع عام الاستدامة، كل من يعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة وطنًا له على مواصلة هذه الجهود والاستمرار في اتخاذ خيارات مستدامة في حياتنا اليومية وأماكن العمل والمجتمعات لضمان مستقبلًا أكثر استدامة للجميع.
يقول السبوسي: "يجب أن نكرم جهود من سبقونا، وأن نحافظ على الأرض التي عهد بها إلينا أجدادنا. فالاستدامة تتطلب التعاون الدائم بين الأفراد والمجتمعات والمؤسسات والعمل معًا لضمان أن البذور التي نزرعها اليوم ستزهر لتتحول إلى غدٍ مزدهر ومستدام للجميع".
تحقيق الأثر الجماعي في عام 2024
وقد أكدت روضة الفلاسي، نائب مدير مشروع عام الاستدامة على أهمية العمل الجماعي وتأثيره قائلةً:"يعود نجاح عام الاستدامة إلى كل من ساهم بوقته وجهده وأفكاره في هذه الرحلة الجماعية. نحن ممتنون للغاية لجميع الجهات والجمهور على دعمهم لنا وحماسهم في تبني ممارسات الاستدامة بهذا الالتزام والانفتاح على التغيير. وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به، إلا أننا على يقين من أن الاستمرار في دعم هذه الممارسات سيترك أثرًا حقيقيًا في مواجهة تحديات التغير المناخي".
على مدار العامين الماضيين، تعاونت مبادرة عام الاستدامة مع مجموعة متنوعة من الشركاء عبر مختلف القطاعات والصناعات، بما في ذلك المؤسسات الاتحادية والمكاتب الحكومية والجهات الإعلامية والمبادرات المجتمعية والأفراد.
وقد أسفر هذا التعاون عن تنفيذ العديد من الأنشطة والمشاريع:
دعوة مفتوحة للمؤسسات
في أكتوبر 2024، وبهدف تعزيز الالتزام نحو تبني الممارسات المستدامة في جميع المجالات،
أطلقت مبادرة عام الاستدامة في دولة الإمارات دعوة مفتوحة لتكريم الجهات والمؤسسات في الدولة التي حققت نجاحًا ملحوظًا وبذلت جهودًا مؤثرة في مجال الاستدامة. خضعت جميع المشاركات، لتقييم لجنة مكونة من أعضاء شبكة خبراء عام الاستدامة، بناءً على مجموعة من المعايير الرئيسية تشمل: موثوقية جهود الاستدامة وتوفير نتائج واضحة وقابلة للقياس للمبادرات، بالإضافة إلى تنفيذ حلول مبتكرة وإبداعية والإشراك الفعّال للمجتمع المحلي، مع استمرارية مبادرات الاستدامة المنفذة ومواءمتها مع أي من المجالات الرئيسية الأربعة لعام الاستدامة 2024.
وتمنح المبادرة الجهات الناجحة علامة "عام الاستدامة: قول وفعل" والذي يمكن عرضها عبر المنصات الرقمية وداخل مساحات المنشآت، فضلًا عن عرض جميع الجهات الحاصلة على العلامة على "خريطة قول وفعل" التفاعلية.
شبكة خبراء الاستدامة
بدعم من شبكة خبراء الاستدامة، والتي تجمع خبراء مختصين من الإمارات، تم تسليط الضوء على مفهوم الاستدامة في مختلف المجالات، وتشجيع التغييرات السلوكية الإيجابية، وتمكين المشاركة العامة. ساهم الخبراء: عبد الله الرميثي، علي الشمري، حبيبة المرعشي، حصة القحطاني، ميثاء الهاملي، مريم القبيسي، مريم المزروعي، نور المهيري، عمر البريكي، وسلطان الجنيبي، بشكل كبير في دعم مبادرة عام الاستدامة من خلال توفير الدعم البحثي وتحديث فريق العمل بالسياسات والمبادرات ذات الصلة التي اتخذتها الجهات العامة والخاصة. كما قدموا رؤى مستفيضة حول أفضل الممارسات لتعزيز الاستدامة. بالإضافة إلى ذلك، أشرف الخبراء على تقييم الطلبات المقدمة ضمن الدعوة المفتوحة لمنح علامة "عام الاستدامة: قول وفعل"، لضمان تكريم المشاريع والمبادرات الأكثر تأثيرًا وابتكارًا.
الفعاليات والأنشطة التفاعلية
لتحفيز الجمهور على تبني ممارسات مستدامة بشكل عملي وملموس، نظمت مبادرة عام الاستدامة سلسلة من الأنشطة الميدانية بالتعاون مع مجموعة من الشركاء من مختلف القطاعات، وشملت هذه الأنشطة:
أبطال القرم زراعة وتنظيف أشجار القرم
على مدار العامين الماضيين، وتماشيًا مع جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لحماية التنوع البيولوجي وتعزيز الحفاظ على الموائل الطبيعية المحلية، قدم عام الاستدامة سلسلة من فعاليات زراعة وتنظيف أشجار القرم في مناطق مختلفة في أنحاء الدولة. تساهم مناطق أشجار القرم في تقليل انبعاثات الكربون وحماية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من الشارقة 24