قررت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية تسليم الشاعر المصري- التركي عبد الرحمن القرضاوي إلى الإمارات عقب نحو 10 أيام من إيقافه في طريق عودته من سوريا إلى لبنان عبر معبر المصنع الحدودي بجواز سفره التركي.
قرار التوقيف جاء بسبب مقطع فيديو له انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتسبب في اعتقاله من قبل قوات الأمن اللبنانية بعد يوم واحد من نشره، بحسب محاميه وعائلته.
وأثار القرار انتقادات ومناشدات واسعة من العديد من المنظمات الحقوقية، وقال محامي الشاعر محمد صبلوح على حسابه على فيسبوك إنه بدأ إضرابا عن الطعام منذ مساء الثلاثاء احتجاجا على هذا القرار.
وأصدر النائب العام التمييزي في لبنان جمال الحجار مذكرة توقيف بحقه بسبب حكم غيابي ضده في مصر بالسجن 6 سنوات، إضافة إلى طلب توقيف من الإمارات بسبب فيديو صوّره وهو يتجول في ساحة المسجد الأموي في دمشق في 27 ديسمبر /كانون الأول أواخر العام الماضي 2023، وجه فيه انتقادات إلى السلطات الإماراتية والسعودية والمصرية، بحسب محامي القرضاوي.
وبحسب تصريحات وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري ل بي بي سي فإن محضر جلسة حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الذي خلص إلى تسليم القرضاوي إلى الإمارات استند إلى "أمر قبض دولي صادر عن النيابة العامة الاتحادية الإماراتية بتاريخ 29 ديسمبر كانون الأول عام 2024 معمم عنه أمر توقيف مؤقت صادر من مجلس وزراء الداخلية العرب بنفس التاريخ بطلب من الإمارات، يتهمه بنشر أخبار كاذبة و إشاعات عبر الانترنت من شأنها إثارة الرأي العام وتكدير الأمن العام"، في إشارة إلى فيديو القرضاوي الأخير.
قصص مقترحة نهاية
مناشدات ومحاولات عديدة للإفراج عنه منذ ذلك الحين، ظهرت مطالبات من عدة جهات بالإفراج عن عبد الرحمن القرضاوي خوفا من تسليمه إلى الإمارات أو مصر، حيث أدانت 24 منظمة حقوقية مصرية وعربية ودولية وأحزاب وأشخاص احتجاز السلطات اللبنانية للقرضاوي مطالبين بالإفراج الفوري عنه، واعتبروا، في عريضة نشرتها المفوضية المصرية للحقوق والحريات، هذا الإجراء "مثالًا صارخًا على ممارسات القمع العابرة للحدود، التي تُستخدم بشكل منهجي لإسكات الأصوات المعارضة والمدافعين عن حقوق الإنسان خارج حدود بلدانهم".
وأضافت العريضة أن احتجاز يوسف "يمثل استغلالًا غير مشروع للاتفاقيات الأمنية الدولية لتصفية الحسابات السياسية مع المعارضين، ويُظهر توجهًا خطيرًا نحو توظيف التعاون الأمني الدولي كأداة لقمع الحريات الأساسية وتقييد حق الأفراد في التعبير عن آرائهم".
كما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها إن ترحيل القرضاوي إلى الإمارات ينتهك القوانين المحلية اللبنانية وواجبات لبنان الدولية بموجب "اتفاقية مناهضة التعذيب التي صادق عليها لبنان، حيث تنص المادة 3 من الاتفاقية على أنه "لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده (أن ترده) أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب".
كما قالت، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، سارة حشاش في بيان رسمي للمنظمة "إن تسليم القرضاوي قسرًا إلى بلد يُرجَّح أن يواجه فيه الاضطهاد (في إشارة إلى الإمارات) يشكل انتهاكًا صارخًا لمبدأ عدم الإعادة القسرية بموجب القانون الدولي".
من جهته أعرب مركز مناصرة معتقلي الإمارات الحقوقي، عن استنكاره الشديد لقرار مجلس الوزراء اللبناني، تسليم الشاعر عبد الرحمن القرضاوي إلى الإمارات، مضيفا خلال بيان له أن "تسليم القرضاوي قد يعرضه لمصير مشابه لمئات معتقلي الرأي في الإمارات الذين يعانون من ظروف احتجاز قاسية تنتهك حقوقهم الأساسية".
وفي 3 يناير/كانون الثاني الجاري، قدم محاميه محمد صبلوح مناشدة عاجلة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يطالبه فيها بوقف طلبَيْ التسليم الصادرَيْن عن مصر والإمارات العربية المتحدة، مطالبا بتسليمه إلى تركيا التي يحمل جنسيتها ويعمل ويعيش فيها، إضافة لجنسيه المصرية.
كما أرسلت أسرة القرضاوي في 5 يناير كانون الثاني الجاري خطابا رسميا إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، تطالبه فيه بالتدخل الفوري للإفراج عنه، وأنه تعرض للاحتجاز "بناء على اتهامات كيدية وحكم قضائي ظالم صدر بحقه في مصر عام 2017".
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية المحتوى غير متاح
Facebook اطلع على المزيد في بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية. طعن مرفوض وإصرار على التسليم للإمارات وقال صبلوح في مقاطع مصورة نشرها عبر حسابه على موقع "فيسبوك" إنه تقدم بطعن أمام القضاء المستعجل ومجلس شورى الدولة في لبنان لإيقاف تسليم القرضاوي للإمارات، بعد صدور القرار وإعطاء فرصة لتفنيد مدى قانونية هذه الخطوة، لكن دون جدوى.
وأضاف صبلوح أنه حاول قبل تقدمه بالطعن مقابلة القرضاوي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي