طقوس الضيافة: طريقة الإنسان في استحضار وجوده الهَش | أ.د. عادل خميس الزهراني #مقال

يُعدُّ مفهوم الضِّيافة مفهومًا مهمًّا في الثَّقافة العربيَّة عبر تاريخها، وحتَّى اليوم. وهو مفهومٌ اجتماعيٌّ ثقافيٌّ يُخفِي خلفه منظومةً من القِيم والمبادئ والعادات والتقاليد الاجتماعيَّة، ما يجعل تناوله همًّا فلسفيًّا، يأتي ضمن سياق مبحث الأخلاقيَّات في الفلسفة.

ترتبط الضيافة بالتماس مع الآخر، وهذا ما يجعلها شأنًا ذات أبعادٍ فلسفيَّة واجتماعيَّة حسَّاسة. لكنَّها مفهوم محايد في الأساس، يفسِّر ممارسة إنسانيَّة معيَّنة، ويمكن أنْ تُوسم بالسُّوء أو الحُسن (سُوء الضيافة، وحُسن الضيافة)، انطلاقًا من التَّجربة الإنسانيَّة.

من هنا أصبحت مبحثًا أخلاقيًّا واجتماعيًّا وفلسفيًّا في الوقت ذاته، وتُدرس من زوايا نظريَّة وتطبيقيَّة مختلفة، فيتناول الباحثون تعريفها، وتفنيد مصطلحاتها، ووصف الظَّواهر المرتبطة بها، والتَّفصيل في شروطها وآدابها وحدودها.

وكثيرًا ما يتَّصل مفهوم الضيافة بالكرم، حتَّى تكون أحيانًا مرادفًا له، وكما يكون الكرمُ كرمَ نفسٍ، أو يدٍ، أو خُلُقٍ، فإنَّ الضيافة يمكن أنْ تحتمل كلَّ هذا.

من هنا يكون التَّركيز غالبًا على بُعد البذل والعطاء عند الحديث عن الضيافة؛ لأنَّها تمثِّل في واحدٍ من أشهر وجوهها مفهومًا يعكسُ فضيلةً إنسانيَّةً يمارسها الإنسانُ تجاه أخيه الإنسان (وتجاه الكائن الحي). ويرتبط بهذا المفهوم، ذلك البُعد الأنثروبولوجي للضيافة، وما يتعلق بها من طقوس وتقاليد، تبدأ بفكرة الاستضافة، مرورًا بالدَّعوة وعادات الاستقبال اللفظيَّة وغير اللفظيَّة، وانتهاء بتقديم الطعام والشراب والمأوى.

هذا لا يعني أنَّ دلالة العطاء تخلو من لمحةٍ فلسفيَّةٍ، فالإنسانُ يعيش على الأخذ والبذل، وبالتَّفكير في رحلة تقوم على تقديم العطاء واستقباله، فإنَّ الضيافة تشكِّل -وفقًا لهذا- اختصارًا للرِّحلة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة المدينة

منذ 6 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 11 ساعة
صحيفة عكاظ منذ 11 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 9 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 10 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 8 ساعات
صحيفة عكاظ منذ ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 10 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 8 ساعات