أعرب وزير الخارجية الدنماركي عن انفتاحه على العمل بشكل أوثق مع الولايات المتحدة لضمان تحقق مصالحها في المنطقة، وذلك بعد إشارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى رغبته في شراء جزيرة غرينلاند الدنماركية.
ورغم هذا، لا يزال وزير الخارجية يستبعد اقتراح ترامب بشراء الجزيرة، التي زارها نجله الأكبر هذا الأسبوع.
وقال وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوك راسموسن، للصحفيين "أعتقد أننا جميعا نستطيع أن نساعد أنفسنا ونهدئ التوترات قليلا"، مضيفًا أنه لديه "تجاربه الخاصة مع دونالد ترامب".
وتابع راسموسن "ندرك تمامًا أن غرينلاند لها طموحاتها الخاصة، وإذا تحققت هذه الأهداف فسوف تصبح الجزيرة مستقلة، على الرغم من أنها لا تطمح إلى التحول إلى ولاية فيدرالية في الولايات المتحدة".
وتأتي هذه التعليقات بعد أن قال ترامب أول أمس الثلاثاء إنه لن يستبعد استخدام القوة العسكرية أو العقوبات الاقتصادية للاستحواذ على غرينلاند وهدد بفرض تعريفات جمركية مرتفعة للغاية على الدنمارك إذا رفضت جهوده.
كما زار ابنه دونالد ترامب جونيور غرينلاند أيضًا في رحلة ليوم واحد مخصصة للسياحة، وذلك بعد أن كرر الرئيس المنتخب اقتراحه لعام 2019 في الأسابيع الأخيرة بضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، وكتب على منصة تروث سوشيال أن غرينلاند "ستستفيد بشكل كبير إذا أصبحت جزءًا من أمتنا"، مضيفًا "سنحميها ونعتز بها من العالم خارجي وسنجعلها عظيمة مرة أخرى!"
وسخر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من فكرة ترامب أمس الأربعاء، قائلا للصحفيين "من الواضح أنها ليست فكرة جيدة، ولكن ربما الأهم من ذلك أنها من الواضح أنها لن تحدث، لذلك ربما لا ينبغي لنا أن نضيع الكثير من الوقت في الحديث عنها".
لماذا يسعى ترامب لشراء غرينلاند؟ طرح ترامب فكرة شراء الجزيرة لسنوات، وكتب ترامب على تروث سوشيال الشهر الماضي أنه يتعين على الولايات المتحدة السيطرة على غرينلاند "لأغراض الأمن القومي والحرية".
كما اقترح الفكرة في عام 2019، قائلاً للصحافيين: "إنها مثيرة للاهتمام من الناحية الاستراتيجية" ووصف الاستحواذ النظري بأنه "صفقة عقارية كبيرة".
من ناحية أخرى، تعد المنطقة الدنماركية موطنًا لقاعدة بيتوفيك الفضائية العسكرية الأميركية، وتزايدت أهميتها على نطاق جيوسياسي حيث أدى ذوبان الجليد في الدائرة القطبية الشمالية إلى فتح ممرات شحن جديدة في شمال الأطلسي، مما جذب اهتمام منافسي الولايات المتحدة روسيا والصين.
وتشير شبكة سي إن إن، نقلاً عن مجلس القطب الشمالي، إلى أن الشحن في القطب الشمالي زاد بنسبة 37% على مدار العقد الماضي، ويمر الممر الشمالي الغربي، وهو ممر شحن يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، عبر غرينلاند.
كما تشكل الجزيرة جزءًا من الفجوة الاستراتيجية المهمة بين غرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة، وهي نقطة الاختناق التي يتعين على السفن الروسية عبورها للسفر من المحيط المتجمد الشمالي إلى المحيط الأطلسي.
ومع ذلك، وباعتبارهما عضوين في حلف شمال الأطلسي، فإن الولايات المتحدة والدنمرك متحالفتان بالفعل بشكل وثيق.
هل تمتلك غرينلاند ثروة معدنية؟ يُعتقد أن غرينلاند موطن لثروة من الموارد المعدنية غير المستغلة، بما في ذلك الفحم والزنك والنحاس وخام الحديد والماس والنفط، على الرغم من استكشاف أجزاء صغيرة فقط من الجزيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ظروفها القاسية حيث أنها مغطاة بالجليد والأنهار الجليدية في الغالب.
من يملك غرينلاند؟ غرينلاند جزء من الدنمارك. وتعود الروابط بين البلاد والجزيرة، التي يسكنها أقل من 60 ألف شخص، معظمهم من الإنويت، إلى قرون مضت، إذ وصل المستوطنون النورسيون إلى المنطقة منذ أكثر من ألف عام قبل أن يختفوا في النهاية، وبدأت الدنمارك في استعمار الجزيرة في القرن الثامن عشر.
الآن أصبح للجزيرة ممثلون في البرلمان الدنماركي، واكتسبت حكومتها المحلية مزيدًا من الاستقلال للتعامل مع الشؤون الداخلية في العقود الأخيرة، على الرغم من أن الدنمارك لا تزال تسيطر على علاقاتها الخارجية.
وفي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط