لم يكن أشد المتفائلين بنادي نوتنغهام فورست الإنجليزي قبل انطلاق الموسم الحالي ليجرؤ على أن يتخيل وجود فريقه ضمن المراكز الأربعة الأولى على لائحة الترتيب مع انتهاء السنة، خاصة أن الفريق كان قد نجا بأعجوبة من الهبوط في نهاية الموسم الماضي.
يحل نوتنغهام فورست -الذي يفاخر أنصاره بأنه النادي الوحيد في أوروبا الذي توج بلقب دوري الأبطال أكثر من تتويجه بلقب الدوري المحلي- في المركز الثالث لجدول ترتيب البريميرليغ، بفارق ست نقاط عن المتصدر ليفربول، مع وجود مواجهة مباشرة بين الفريقين في الجولة المقبلة على ملعب "سيتي غراوند"، ستكون بمثابة حافز ودليل حقيقي على نوايا الفريق في الموسم الحالي، سيما وأن نوتنغهام كان الفريق الوحيد الذي ألحق الهزيمة بالريدز هذا الموسم عندما أسقطه في "أنفيلد" ذهابًا بهدف سجله هودسون أودوي.
ثورة نونو سانتو في نوتنغهام فورست
المدرب البرتغالي نونو أسبيريتو سانتو، كان قد أحدث ثورة حقيقية منذ وصوله قبل نحو عام إلى مدينة نوتنغهام، إذ نجح في أن يجنب الفريق الهبوط إلى الشامبيونشيب من خلال حصد 22 نقطة أضيفت إلى النقاط العشرة التي كانت بجعبته قبل العشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2023، ليصل إلى 32 نقطة كانت كافية للبقاء بين كبار الدوري الإنجليزي.
وكان سانتو قد استهل مشواره مع الفريق بالفوز على نيوكاسل (3-1) قبل أن يسقط مانشستر يونايتد في عقر داره للمرة لأولى في 29 عامًا من المواجهات المباشرة بين الفريقين، وفي الجولة الأخيرة من الموسم حقق الفوز على بيرنلي ليضمن عدم مرافقة فرق لوتون تاون (26) وبيرنلي (24) وشيفلد يونايتد (16) نقطة، التي حققت أقل معدل من النقاط للفرق الهابطة مجتمعة في البريميرليغ.
ولنا أن نعلم بأن معظم المواسم التي كان فيها 20 فريقًا قد شهدت هبوط 14 ناديًا أنهت الموسم برصيد 36 نقطة على الأقل، حتى أن وست هام يونايتد عانى من هذا المصير في موسم 2002-2003 على الرغم من جمعه 42 نقطة.
مركز تاريخي يعيد نوتنغهام فورست إلى ماضيه المشرف اقرأ المزيد
أما في الموسم الحالي فإن نوتنغهام فورست بدا مختلفًا بشكل جذري، حيث حقق 12 انتصارًا (ثاني أكثر الأندية تحقيقًا للفوز بعد 20 مباراة) ولم يعرف طعم الهزيمة سوى في أربع مباريات وجمع 40 نقطة، بزيادة 24 نقطة عما حققه حتى المرحلة ذاتها من الموسم الفائت.
أرقام تدعو للتفاؤل
السجلات التاريخية في الدوري الإنجليزي الممتاز تمنح الكثير من التفاؤل لمشجعي نوتنغهام فورست بإمكانية رؤية فريقهم في إحدى المسابقات الأوروبية للمرة لأولى منذ موسم 1995-1996 عندما بلغ الدور ربع النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي.
إذ تشير الأرقام إلى أن أربعة أندية فقط من أصل 70 تمكنت من الوصول إلى عتبة 40 نقطة أو أكثر بعد 20 جولة، نجحت في إنهاء الموسم ضمن الأربعة الأوائل وضمان موقع في دوري الأبطال.
نوتنغهام يبتعد في الوقت الحالي بفارق خمس نقاط عن نيوكاسل يونايتد صاحب المركز الخامس، مما يجعل مكانه في المراكز المؤهلة تلقائيًا لدوري الأبطال مضمونًا بشكل معقول في الوقت الحالي، مع عدم نسيان أن المركز الخامس من الممكن أن يكون مؤهلًا لدوري الأبطال في الموسم القادم، إذا حققت الأندية الإنجليزية نتائج لافتة في المسابقة هذا الموسم.
تكرار إنجاز ليستر سيتي!
يبقى الإنجاز الأكثر إبهارًا في تاريخ الدوري الإنجليزي لفريق وصل إلى 40 نقطة بعد مرور 20 جولة مسجلًا باسم ليستر سيتي، الذي أحرز نفس عدد النقاط في الجولة العشرين وتوج بلقب البطولة في واحد من أكثر الإنجازات الاستثنائية في تاريخ كرة القدم الإنجليزية موسم (2015-16).
تكرار هذا الإنجاز بالنسبة لفريق نوتنغهام فورست يبدو مرهونًا بمجموعة من العوامل، أبرزها صعوبة المباريات المقبلة للفريق، حيث سيواجه في المباريات العشرة القادمة كلاً من ليفربول وأرسنال وقطبي مدينة مانشستر على أرضية ميدانه، مع مباريات صعبة خارج ميدانه، أبرزها مواجهة نيوكاسل وبورنموث. وخاصة أن نتائجه مع الفرق الكبيرة لم تكن على المستوى المطلوب في مرحلة الذهاب، حيث تلقى الخسارة أمام السيتي وأرسنال ونيوكاسل يونايتد.
ربما لا يحلم الكثير من أنصار نوتنغهام فورست بلقب بطولة الدوري الإنجليزي التي زارت خزائنهم مرة واحدة في نهاية عقد السبعينيات، بل إن الكثيرين يدركون أن الطريق ما زال طويلًا في البطولة المحلية الأصعب في العالم، من أجل إنهاء الموسم في مركز مؤهل لدوري الأبطال. ولكن حكاية صعود هذا الفريق من المنافسة على مراكز الهبوط نحو مراكز الصدارة ستبقى واحدة من القصص الملهمة، وكل شيء يشير إلى أن نوتنغهام فورست سيكون أمام موسم استثنائي لا يُمحى من ذاكرة مشجعي السوبر ريدز.
هذا المحتوى مقدم من winwin