أكد فريق من العلماء أن الصيام المتقطع، الذي يتضمن تقليص عدد ساعات تناول الطعام وزيادة ساعات الصيام يوميًا، يعد وسيلة فعالة لفقدان الوزن وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة.
أظهرت دراستهم، التي نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسين"، أن تناول آخر وجبة قبل الساعة الخامسة مساءً وتجنب تناول العشاء مساءً يشكل إستراتيجية آمنة وفعالة لتقليل الدهون تحت الجلد في منطقة البطن.
تساعد الحميات الغذائية التي تعتمد على تقليص السعرات الحرارية على إنقاص الوزن وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، إلا أن الحفاظ عليها على المدى الطويل ليس بالأمر السهل، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى توقف معظم الأشخاص عن النظام واستعادة الوزن المفقود أو اكتساب المزيد.
الصيام المتقطع في مواجهة هذه الصعوبات، برزت إستراتيجيات غذائية جديدة مثل الصيام المتقطع، الذي يتضمن فترات من الأكل والصيام المتناوب، تتراوح مدتها من ساعات إلى أيام. أحد أنواع الصيام المتقطع الذي اكتسب شهرة في السنوات الأخيرة هو ذلك الذي يقلل ساعات تناول الطعام ويزيد من ساعات الصيام اليومية، والمعروف بالأكل المقيد بالوقت.
عادةً ما يتناول الناس في إسبانيا وجبتهم الأولى في الساعة 7-8 صباحًا ويتعشون في الساعة 9-10 مساءً، أي أن لديهم فترة تناول تمتد من 12 إلى 14 ساعة. وفي هذا النوع من الصيام المتقطع، يتم تقليص فترة تناول الطعام إلى 6-8 ساعات فقط، ما يتيح فترة صيام تمتد من 16 إلى 18 ساعة. تساعد هذه الإستراتيجية الغذائية في الحفاظ على دورة يومية من الأكل والصيام التي تساهم في استقرار الإيقاعات البيولوجية للجسم.
ويعرف أن تناول الطعام بشكل غير منتظم أو في الليل يعطل هذه الإيقاعات ويزيد من خطر السمنة وأمراض القلب ومرض السكري من النوع 2.
مواضيع ذات صلة خسارة الوزن قام الباحثون بدراسة تأثيرات تدخل صيام متقطع لمدة 12 أسبوعًا باستخدام ثلاث إستراتيجيات صيام مختلفة: الصيام المبكر (فترة تناول الطعام من 9:00 صباحًا إلى 5:00 مساءً)، الصيام المتأخر (من 2:00 ظهرًا إلى 10:00 مساءً)، والصيام الذاتي حيث يختار المشاركون الوقت الذي يريدون تناول الطعام فيه. وقد شمل هذا البحث 197 شخصًا (50% من النساء) تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا.
أظهرت النتائج أن جميع مجموعات الصيام حققت خسارة وزن أكبر مقارنة بمجموعة العلاج المعتاد. كما أظهرت مجموعة الصيام المبكر تحسنًا كبيرًا في مستويات الجلوكوز أثناء الصيام مقارنة بالمجموعات الأخرى. ويشير الباحثون إلى أن الصيام المبكر قد يكون له فوائد خاصة في تحسين تنظيم الجلوكوز، مما قد يساهم في الوقاية من مرض السكري وتحسين الصحة الأيضية بشكل عام.
وتؤكد الدراسة أن الصيام المتقطع يمكن أن يكون إستراتيجية آمنة وفعالة لإدارة وزن الجسم وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
(ترجمات)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد