في اليومين الأخيرين مع اقتراب موعد جلسة انتخاب الرئيس في لبنان، وفي ظل الأجواء الإيجابية التي أُشيعت في البلاد عن اقتراب وصول رئيس للجمهورية، كثرت التساؤلات عمّا إذا كان ذلك سيؤّثر على سعر الصرف.
حتى أنّ بعض محال الصيرفة شهدت زحمة كبيرة بعدما توقّع كثر أن ينخفض سعر الدولار في لبنان عقب انتخاب رئيس.
ومع إعلان فوز الرئيس جوزيف عون منذ ساعات قليلة، هل يشهد سعر الدولار في لبنان أي انخفاض أم أنّ انتخاب الرئيس لن يكون له تأثيراً مباشراً على وضع الليرة؟
هل سينخفض سعر الدولار في لبنان؟ يؤكّد عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا د. بيار الخوري، في حديث لقناة ومنصة "المشهد"، أنّه يجب أن نميز بين الأجواء الإيجابية التي تحمل في طيّاتها توقعات لمستقبل مختلف للبنان وبين اتجاه سعر الصرف.
ويشرح الخوري: "اليوم سعر الصرف في بيروت ليس حرًّا ولا يقوم على العرض والطلب حتى نتوقّع أن تؤدي الأخبار الإيجابية إلى تغيّرات في سعر الصرف. ومن المبكر تماماً الحديث عن انخفاض سعر الصرف".
ويُضيف: "سعر الصرف محدّد من قبل مصرف لبنان عند 89500 ليرة للدولار الواحد أو 89700 ليرة للدولار وهذه السياسة تعتمد على سياسية تعقيم الليرة أي أنّ مصرف لبنان لا يزال يعتقد أنّ الوقت لم يحن بعد ليقوم بضخّ الليرة في السوق. أمّا مثلاً في فترة حكم رياض سلامة، فقد حصل ضخّ كبير لليرة في السوق ما أدّى إلى الانهيار الواسع في سعر الصرف، ولكن مع استلام وسيم منصوري حاكمية مصرف لبنان، فإنّ الأخير اعتمد سياسة تعقيم الليرة والتي أظهرت أنّها الطريقة الأمثل لضبط سعر الصرف في ظلّ اقتصاد منهار".
ويُشدّد الخوري على أنّ هناك حاجة اليوم إلى إعطاء المزيد من الوقت والانتظار حتى يتم تشكيل الحكومة ومعرفة البيان الوزاري. فهذه الأمور تعطي مؤشّرات حول إلى أين ستتّجه السياسة النقدية في مصرف لبنان والتي ستنتج اتجاهاً مختلفاً لسعر الصرف، وكلّ ما عدى ذلك هو عملية من قبل الصرّافين لتحقيق أرباح، وفق الأخير.
سعر الصرف على المدى البعيد رغم أنّ التطوّرات الإيجابية التي حملتها الساعات الأخيرة لن تؤثّر بشكل مباشر على سعر الصرف، إلا أنّه وبشكل عام لبنان سيتّجه إلى تخفيض سعر الصرف وإلى تقارب بين سعر الدولار الرسمي وسعر دولار مصرف لبنان، ولكن هذه عملية طويلة الأمد، وفق ما يؤكّد الخوري.
مواضيع ذات صلة (المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد