بعد الأداء القوي الذي حققه الذهب خلاال العام 2024، وتسجيله مستوى قياسياً بلغ 2778 دولاراً للأونصة، تتوقع شركة «ستيت ستريت غلوبال أدفايزر» (State Street Global Advisors) أن يواصل الذهب تحقيق المكاسب خلال 2025.
ورجحت ارتفاع سعر الأونصة إلى 2600 - 2900 دولار، مع إمكانية بلوغ 3100 دولار في ظل ظروف اقتصادية داعمة.
السيناريو الأساس (احتمالية 50%)
لفت التقرير إلى عدة سيناريوهات لمسار الذهب في العام الحالي، أولها استمرار النمو الاقتصادي الأميركي مع بقاء التضخم مرتفعاً وأسعار الفائدة عند مستويات 3.25%- 3.5%. في هذا السيناريو، يتراوح الذهب بين 2600 و2900 دولار للأوقية، مدعوماً بطلب ثابت من آسيا وشراء البنوك المركزية.
السيناريو الصعودي (احتمالية 30%)
أما السيناريو الثاني فيفترض تباطؤ النمو الأميركي، وضعف سوق العمل، ما يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي سيعزز تدفقات صناديق الذهب المدعومة، وزيادة الطلب الاستهلاكي في آسيا، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الذهب إلى 3100 دولار.
السيناريو السلبي
ويتلخص السيناريو الثالث بتسارع النمو الأميركي بشكل يفوق التوقعات قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة وقوة الدولار، ما يضعف الطلب الآسيوي مؤقتاً، ويخفض أسعار الذهب إلى نطاق بين 2200 و2600 دولار.
شراء البنوك المركزية يدعم أسعار الذهب
تُعد عمليات شراء البنوك المركزية للذهب عاملاً رئيساً في دعم الأسعار يساعد في تعويض أي تأثير سلبي قد يخلفه الدولار القوي على السعر، حيث إن وتيرة مشترياتها تتحرك إلى أقصى سرعة على مدى السنوات الـ15 الماضية.
تأثير السياسات الأميركية
تلعب السياسات الاقتصادية لإدارة ترامب دوراً كبيراً في تحديد مسار أسعار الذهب، ومع زيادة العجز، وتأجيج التضخم بسبب السياسات المالية التوسعية، قد يصبح الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالدولار أو سندات الخزانة.
كذلك، فإن التيسير النقدي المحتمل من الاحتياطي الفيدرالي يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في مواجهة تقلبات السوق.
من يقود الطلب
تُعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ محركاً رئيساً للطلب على الذهب، حيث شهدت نمواً اقتصادياً كبيراً خلال العقود الثلاثة الماضية. بين عامي 1990 و2023، تضاعف نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة، ما أدى إلى تحسين مستويات الدخل وزيادة الاستثمارات في الذهب.
تلعب الصين والهند دوراً محورياً في تعزيز الطلب، مع انتشار صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، التي جذبت أكثر من 23 مليار دولار منذ العام 2005.
لماذا يظل الذهب استثماراً قوياً؟
رغم التحديات الاقتصادية المحتملة، يظل الذهب استثماراً قوياً مدعوماً بالطلب القوي من البنوك المركزية، والنشاط الاستهلاكي المتزايد في آسيا.
ومع دوره كملاذ آمن، يبقى المعدن الأصفر أحد الخيارات الاستثمارية المفضلة للمستثمرين الذين يسعون لتحوط أموالهم من تقلبات السوق والتضخم.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس