سألت الصديق الشاعر عبد الله الهدية: هل ما زلت تصعد الجبال في رأس الخيمة؟ فقال: وأصعدها حافياً أيضاً كما كنا نفعل ونحن أطفال.
ويعرف الجبلي جيداً أن صعود تلك الأعالي القريبة من السحاب يتطلب عدم ارتداء حذاء. إنه يقفز كالسنجاب.. خفيفاً جميلاً مثل نحلة في هذا الفردوس الحجري الصاعد إلى الغيوم. في شعم، وفي عام 1984 كان لي مجرى قلم. كتبت هناك مجرّة من الشعر، وفي أثناء عملي في مجلة الشروق في التسعينات صعدت جبال تلك البلدة النائمة بين النخيل بالقرب من البحر. كتبت عن الشحوح، الرجال الأكارم، أهل المروءة والكرم. تتبّعت أثر أولئك الرجال. بيوت الحجارة وشعاب القمح والقبور القديمة. صعدت الجبال كما يفعلون، وكان دليلي شحّياً صبوحي الوجه في الستين من عمره. رجل كالنحلة من حجر إلى حجر.
هذا مقطع من الذاكرة، استعدته في إحدى أمسيات مهرجان الشعر في الشارقة. مهرجان صداقات كما هو مهرجان قصائد ورجال قصائد. رأيت عبد الله الهدية صاحب الابتسامة البيضاء والقلب الأبيض، وأردت أن أسأله عن شعراء الجبال في الإمارات، شعراء جبال جلفار، ووادي الحلو، وخورفكان وجبل حفيت، وجبال الفجيرة وحَتّا وغيرها من هذه السلاسل المهيبة التي تشبه زرد ظهر الإنسان وظهر الجغرافيا.
بالجبال يُشَدُّ ظهر الأرض. إنها أوتاد الله في التراب والحجر. وهنا في هذه الامتدادات يعيش الشجر وَيَعُمّر. ومن رؤوس الجبال يمتد ماء.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية