النزاع حول شرعية السلطة الحاكمة في بورتسودان بدأ يتخذ منحى جديداً بعد إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عن شروعه في إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية بما يتماشى مع التغيرات السياسية التي فرضتها حرب 15 أبريل 2025. ذلك في ظل غياب قوى الحرية والتغيير، التي كانت الطرف الثاني في توقيع الوثيقة الدستورية بجانب القوات المسلحة في أغسطس 2019.

وتسعى دوائر الحكم في بورتسودان، بمساعدة حلفائها من القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا، لتشكيل حكومة جديدة تضم تكنوقراط وتدير البلاد إلى حين انتهاء الحرب، مع الاتفاق على ترتيبات الحكم في المرحلة الانتقالية التي تسبق الانتخابات الحرة والنزيهة.

تشكيل حكومة في بورتسودان على الجانب الآخر، يبدو أن الجبهة الثورية، التي تعد إحدى الفصائل في تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم)، تسعى لنزع شرعية حكومة بورتسودان عبر تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ورغم إعلان تنسيقية (تقدم) في اجتماعها الأخير في كمبالا عن إحالة هذا الخلاف إلى اللجنة السياسية لحله، فإن الجبهة الثورية لا تزال مصممة على المضي قدماً في تشكيل الحكومة الموازية، حتى لو أدى ذلك إلى خروجها من التنسيقية.

وبورتسودان هي مدينة تقع على ساحل البحر الأحمر في شرق السودان، وهي العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد. تعتبر بورتسودان أهم ميناء في السودان، حيث يتم من خلالها تصدير واستيراد معظم السلع، كما أنها تشكل نقطة محورية للنقل البحري والتجارة بين السودان والدول الأخرى عبر البحر الأحمر.

ومنذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، والذي جاء عقب تصاعد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أصبحت بورتسودان بمثابة مقر رئيسي للعديد من المؤسسات الحكومية بعد أن تأثرت العاصمة الخرطوم بالأحداث العسكرية والقتالية. وقد شهدت المدينة تحولات سياسية، إذ تجري في بورتسودان محاولات من قبل بعض القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح لتشكيل حكومة جديدة.

مواضيع ذات صلة (وكالات )

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد