توالت تهديدات واستفزازات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وصديقه الملياردير إيلون ماسك تجاه عدد من الدول، بعضها صديق بل وحليف لواشنطن. فكيف يمكن التعامل مع رئيس أمريكي منتخب يفكر في ضم بلد جار وحليف ككندا؟ وما الذي يتعين على بلد كألمانيا، بل وتكتل قاري كالاتحاد الأوروبي، فعله تجاه التهديد الذي يشكله ترامب وصديقه ماسك من خلال أطماع الاستيلاء على غرينلاند رغم خضوعها لسيادة الدنمارك؟ أما ماسك فلا يتردد في استفزاز حلفاء من حجم ألمانيا وبريطانيا. فهل الأمر مجرد تصعيد كلامي أم أنه يجب التعامل معه ه بجدية كاملة. أسئلة غاية في التعقيد تواجه الدبلوماسية الألمانية والأوروبية قبيل تنصيب دونالد ترامب. ويبدو سيناريو المواجهة الدبلوماسية مع واشنطن شبه حتمي، خصوصا وأن دونالد ترامب وصديقه ماسك لا يبديان أي استعداد للتراجع عن سلوكهما.
وبهذا الصدد كتبت صحيفة "نويه تسوريخر تسايتونغ" الناطقة بالألمانية (الخميس التاسع من يناير/ كانون الثاني 2025)، معلقة "ربما يسعى ماسك لمعاقبة الأوروبيين، ببساطة لأنهم يُخضعون منصته الرقمية X لصرامة كاملة، أو الألمان لأن أسعار الكهرباء تصاعدت بسبب سياستهم الطاقوية المتهورة. هذا يضر بربحية مصنعه الكبير في برلين-براندنبورغ، الذي استثمر فيه حوالي ستة مليارات يورو (..) قد يعتبر المرء الأمر مجرد نزوات شخصية لرجل يمارس حقه في التعبير عن الرأي كما يفعل أي مواطن آخر، رغم أن له تأثيراً يشمل أكثر من 200 مليون متابع. لكن ماسك أصبح في الولايات المتحدة الآن رجلا قوياً في السياسة بفضل قربه من ترامب. في برلين ولندن وبروكسل، ربما يتساءل المرء بقلق: ما هي المصالح التي يمثلهاإيلون ماسك؟ مصالحه الشخصية أم مصالح الحكومة الأمريكية المستقبلية؟ (..) في أسوأ الأحوال، قد يصبح ماسك الرجل الأقوى في سياسة ترامب الخارجية. في أفضل الأحوال، ربما يهتم ماسك فقط بموضوع حرية التعبير. ومع ذلك، في النقاشات العادية كما في الدبلوماسية، تنطبق نفس القاعدة: من يُستفز يكون قد خسر بالفعل".
ماسك يستفز المشهد السياسي الألماني جدد إيلون ماسك دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" بل ودعا للتصويت لصالحه في الانتخابات التشريعية المبكرة المُقرر إجراؤها في ألمانيا في أواخر فبراير/ شباط المقبل. وجاء ذلك خلال مقابلة له مع رئيسة الحزب أليس فايدل، على منصة إكس المملوكة له. وقال ماسك "حزب البديل فقط هو القادر على إنقاذ ألمانيا". وليست هذه المرة الأولى التي عبر فيها الملياردير الأمريكي عن أراء مشابهة أثارت غضبا في المشهد السياسي الألماني في خضم حملة انتخابات متوترة أصلا. وأظهرت نتائج استطلاع للرأي في ألمانيا نشرت في السادس من يناير الجاري أن حزب "البديل" جاء في المرتبة الثانية حيث حصل على تأييد 21.5% بعد حزب الاتحاد المسيحي الذي حصل على 31%. فيما جاء حزب المستشار أولاف شولتس (الاشتراكي الديمقراطي) في المرتبة الثالثة بنسبة تأيد 15.5%.
وبشأن تصريحات ترامب تجاه غرينلاند، قال المستشار الألماني أولاف شولتس (الثامن من يناير) إنّ هذه المطامع التوسّعية تثير "نوعا من عدم الفهم" بين الزعماء الأوروبيين، وذلك بعد أن تحدث مع عدد منهم. وذكر المستشار الرئيس الأمريكي المنتخب بمبدأ حرمة الحدود. وبعد مشاورات مع رؤساء حكومات أوروبية، قال شولتس إن "حرمة الحدود تنطبق على كل دولة" سواء كانت في الشرق أو الغرب، وردد شولتس المبدأ الدولي القائل إنه "لا يجوز تغيير الحدود بالقوة"، وأضاف أن "هذا المبدأ قائم وهو أساس لنظام السلام لدينا".
حلف ماسك مع ترامب سيجلب له منافع To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
غير أن هذا الموقف قد لا يُغير الدينامية التي ترافق بداية الولاية الثانية لترامب والتي تعمل أيضا لصالح أنصاره من المليارديرات رؤساء شركات "سليكون فالي"، حسبما ذهب إليه موقع "شبيغل أونلاين" الألماني (التاسع من يناير) والذي كتب معلقا "مؤسس فيسبوك مارك زوكربرغ كان يظهر في الماضي في الصور إلى جانب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ويدافع عن القضايا التقدمية. وبعد هجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول الأمريكي في عام 2021، قام فيسبوك بتعليق حسابات ترامب على منصاته. الآن كان من أوائل الذين تناولوا العشاء مع الفائز في الانتخابات في بالم بيتش. بعد ذلك، تبرع بمليون دولار لاحتفالات تنصيب ترامب. جعل أحد الجمهوريين رئيسًا للسياسة العالمية في شركته "ميتا" (..) وجلب مروج الفنون القتالية المختلطة دانا وايت إلى مجلس الإدارة، وهو صديق مقرب لترامب. وأخيرًا، أعلن عن التراجع الكامل لشركته، عن التحقق من مضامين الأخبار. وفي المستقبل، سيُسمح بوصف أعضاء مجتمع الميم بأنهم مرضى نفسيًا".
دبلوماسية ترامب ـ شبح تحكم قوانين الغاب في النظام الدولي؟ عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض شكلت زلزالا حقيقيا بالنسبة لدوائر صنع القرار في معظم العواصم العالمية. ولعل الكل يتذكر الولاية الأولى لترامب التي اتخذ فيها مجموعة من القرارات التي شكل جزء منها قطيعة في عقيدة السياسة الخارجية الأمريكية، كتهديد حلفاء واشنطن في الناتو أو الانسحاب من عدد من المعاهدات الدولية كاتفاقية المناخ أو الاتفاق النووي مع إيران أو تهديد عدد من المنظمات الدولية. غير أن الجديد في ولاية ترامب الثانية هو أن الوضع الدولي تغير حيث تفاقمت عوامل عدم الاستقرار وكثرت الحروب وبؤر التوتر. التهديدات الأولى لترامب وفريقه بشأن كندا وبنما وغرينلاند، إذا تأكدت، فإنها تؤشر على أن العلاقات الدولية قد تدخل في مرحلة يحكمها قانون القوة. فقد هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على الدنمارك بسبب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية