إن نظرية التحليل النفسى التى صاغها سيجموند فرويد هى واحدة من أهم النظريات فى العلاج النفسى، وفى الطب النفسى بشكل عام، ورغم مرور ما يقرب من قرن على إقرار فرويد لها، ورغم محاولة تجاوزها من علماء النفس والأطباء النفسيين بعد ذلك، ولكن يبقى فرويد ونظريته هى الأساس لطب النفسى الحديث، وللعلاج النفسى الحديث. وهذه هى النقطة التى تأخذها الكاتبة نهلة كرم لتكون نقطة بناء لروايتها «على فراش فرويد»، والتى تمت إعادة نشرها فى بداية العام، وصدرت عن الدار المصرية اللبنانية.
هنا فرويد يأخذ دور البطولة فى حياة بطلة روايتتا نورا، والتى تتخذ من فرويد طبيبا نفسيا رغم رحيله منذ سنوات طوال، وذلك فى لعبة نفسية هى من اخترعتها بنفسها، ألا وهى اسم روايتنا فراش فرويد، هنا نورا تلعب مع نفسها لعبة ذهنية متعلقة بالحكى بتفريغ كل ما فى نفسها، وبما أنها فى مجتمع تخاف فيه من البوح بمكنون إحساسها، فقررت البوح لنفسها بإشراف رمزى أو روحى لفرويد.
تنطلق نهلة كرم فى مغامرة محتومة بالمخاطر، بقلمها الذى يشبه المشرط فى استخدامه لتشرح النفس البشرية، وهنا النفس التى تشرحها هى بالطبع نفس بطلتها نورا، تلك التمثيل الحى لنفس البشرية بكل تناقضاتها، بكل مخاوفها، وبكل رغباتها المكبوتة، ومشاعرها المحسوسة.
تصدم رغبات نورا وأحاسيسها بالمجتمع الذى يرى نفسه محافظا ويحاول كبت رغبات قاطنيه التى تتنافى معه فى تقييد صريح لحرية الإنسان، فنرى الاصطدام الأول لنورا والذى كان بعائلتها مثل أى إنسان فى المجتمع، وخاصة لو كانت أنثى سيكون ذلك أصعب. عائلة نورا كبتت كل رغباتها كفتاة، ثم كأنثى وتحكمت فى كل مناحى حياتها، بنظرة ذكورية تنبع من مجتمع ذكورى، مع إضفاء المسحة الدينية على أفعالهم لتعطى الشرعية لتلك العنصرية فى التفريق بين بنتهم وأخيها الذكر، وبالطبع ظلت تلك الصدمة الأولى من العائلة فى لا وعى نورا فى بقية حياتها حتى عندما ستحصل على بعض الاستقلال، ولو كان نسبيا.
الجراءة فى طرح تلك الأفكار الطبيعية التى شعرت بها نورا بالنسبة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من جريدة الشروق