ديمة محبوبة عمان - يجلس سامر في ليلة صافية على شرفته، يتأمل الأفق البعيد بعد يوم طويل ومرهق. كانت السماء مغطاة بالنجوم، لكنه شعر أن حياته لا تحمل جديدا، وكأن الأيام تكرر نفسها بلا تغيير.
مع ذلك، لم يترك تلك الأفكار تسيطر عليه. أخذ يتخيل نفسه في ظروف مختلفة، محاطا بأشخاص ملهمين يضيفون معنى لحياته، ويعيش تجربة مهنية أكثر إنجازا. لم تكن هذه الصور بالنسبة له مجرد أحلام عابرة، بل بدت وكأنها تذكير بإمكانات لم يختبرها بعد، وإشارة إلى ما يمكن أن يتحقق إذا قرر اتخاذ خطوات نحو التغيير.
بعد أقل من عام، قرر سامر العمل على تغيير أشياء كثيرة في حياته في محاولة لتحقيق ما قاده إليه خياله، وبالفعل وجد نفسه في مكان عمل يناسب طموحاته، محاطا بأشخاص مبدعين بأفكارهم ومتحمسين لتحقيق النجاح. انضم إلى فريق عمل يحمل أحلاما مشتركة، يعملون معا في شركة إنتاج صغيرة، لكنها مليئة بالفرص والمشاريع الناجحة والملهمة.
يؤمن سامر بأن التخيل ليس مجرد وسيلة للهروب من الواقع، بل أداة قوية قادرة على تغيير المسارات وفتح آفاق جديدة إن آمن الإنسان بنفسه وسعى نحو التغيير. فوفقا للدراسات، لا يستطيع العقل التمييز بين تجربة حقيقية وأخرى متخيلة إذا كانت الأخيرة غنية بالتفاصيل والمشاعر. وهذا يعني أن كل مرة يتخيل فيها الإنسان نفسه يحقق هدفا أو يعيش تجربة ناجحة، يترك أثرا إيجابيا في عقله، مما يجعله أكثر استعدادا لتحويل هذا الحلم إلى واقع حقيقي.
يروي محمد علاء تجربته مع التخيل العميق، ويصفها بأنها جزء أساسي من رحلته نحو تحقيق أهدافه. استلهم هذه الفكرة من عالم الرياضة، حيث يعتمد اللاعبون على التخيل كجزء من تدريبهم الذهني. كمحب للرياضة منذ طفولته، ومشارك دائم في الماراثونات وسباقات الشركات، يحرص محمد قبل كل سباق على تخيل نفسه يعبر خط النهاية أولا. هذا التصور المليء بتفاصيل أدائه وإحساس النصر يمنحه دافعا قويا لتحويل خياله إلى حقيقة.
ويضيف أنه اليوم يحلم بالسفر حول العالم. التخيل بالنسبة له ليس مجرد تمرين عقلي، بل أداة تحفز استعداده النفسي وتعزز ثقته بنفسه. يخصص وقتا لدراسة جغرافيا البلاد وأماكنها السياحية، ويتخيل نفسه يجول في شوارعها، يتذوق أطعمتها، ويعيش تفاصيل رحلته.. وهو على ثقة أنه سيحقق هذا الحلم قريبا.
من جهة أخرى، تشارك سارة، صاحبة مشروع ناشئ في مجال التكنولوجيا، رؤيتها للتخيل كأداة لتحقيق الطموحات. تقول "منذ البداية، كنت أتخيل شكل شركتي وطريقة عملي. تخيلت فريق العمل، العملاء، تفاصيل المنتج، وحتى تصميم مكاتب الشركة"؛ هذا التخيل جعل خطواتها أكثر وضوحا ودقة لطريق النجاح.
وتضيف سارة أن هذه التخيلات كانت تمنحها شعورا بأن مشروعها أصبح حقيقة قبل أن يبدأ، مما ساعدها على الاستمرار رغم التحديات والعراقيل التي واجهتها في البداية.
ترى سارة أن التخيل، وعيش تفاصيله كأنه واقع، ليس مقتصرا على مجال واحد، بل يمكن أن يكون أداة مفيدة في مختلف جوانب الحياة، سواء كانت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية