استقبل أحمد الشرع، قائد الإدارة المؤقتة في سوريا، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي في قصر الشعب بدمشق، في زيارة تُعد الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وشارك في اللقاء عن الجانب اللبناني كل من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، نائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير.
أما عن الجانب السوري، فقد حضر اللقاء وزير الخارجية أسعد شيباني، رئيس الاستخبارات أنس خطاب، مدير مكتب الشرع علي كده.
ميقاتي في دمشق تأتي هذه الزيارة بعد تلقي ميقاتي دعوة رسمية من أحمد الشرع الأسبوع الماضي، وتزامنها مع انتخاب الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، الذي تعهد في خطاب القسم بإقامة علاقات جيدة مع سوريا قائمة على احترام سيادة الدولتين وصيانة الحدود المشتركة.
وسبق أن أكد الشرع في تصريحات أن الإدارة الجديدة تهدف إلى بناء علاقات طيبة مع الجميع، ما جعل دمشق محط أنظار المسؤولين الإقليميين والدوليين.
ومنذ تولي الشرع السلطة الجديدة في دمشق، أعرب البلدان عن تطلعهما الى تمتين العلاقات الثنائية.
وإثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق.
وفاقمت مشاركة "حزب الله" في القتال إلى جانب القوات الحكومية بشكل علني منذ العام 2013 الوضع سوءا، في حين اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ "النأي بالنفس" عن النزاع السوري.
وكانت السلطات السورية الجديدة فرضت منذ الثالث من يناير قيودا على دخول اللبنانيين عبر الحدود.
وأعلن الجيش اللبناني في اليوم نفسه عن تعرض قوة تابعة له كانت تعمل على إغلاق "معبر غير شرعي" مع سوريا في شرق لبنان، إلى إطلاق نار من مسلحين سوريين، متحدثا عن وقوع "اشتباك".
وأفادت رئاسة الحكومة حينها عن اتصال أجراه ميقاتي مع الشرع الذي دعاه الى زيارة دمشق.
وعلى مدى 3 عقود، فرضت سوريا وصاية على لبنان وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل أن تسحب قواتها منه في 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
ورغم انسحابها بقيت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، وشكلت أبرز داعمي "حزب الله" وسهّلت نقل السلاح إليه.
ويأمل المسؤولون اللبنانيون فتح صفحة جديدة من العلاقات على وقع التغيرات المتسارعة.
وفي خطاب القسم الذي أعقب أداءه اليمين الدستورية في مقرّ البرلمان، اعتبر الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون الخميس أن ثمة "فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كافة المسائل العالقة معها".
مواضيع ذات صلة (وكالات)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد