◄ الكرملين ينفذ العديد من العمليات السيبرانية تحت العتبة الحربية ◄ الصراع البري شهد تغييرات جذرية خلال العقد الأخير ◄ شبكات التجسس الروسية لا تزال نشطة وفعّالة بأوروبا الشرقية ◄تعطيل الرادارات يهدد أمن المجال الجوي للناتو ◄أي خلل بالكابلات البحرية يشل الخدمات الحيوية العالمية
مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، يبرز سؤال جوهري، حول كيفية اختبار الكرملين لقوة وتماسك حلف الناتو الداعم لأوكرانيا مع تصاعد وتيرة الصراع الدائر بين موسكو وكييف؟
فمع احتدام المعارك بين روسيا وأوكرانيا، أصبحت خطوط المواجهة أكثر تشابكًا، فلم تعد الحرب الدائرة بينهما تدور فقط على الأرض أو في السماء، بل امتدت إلى ساحات جديدة كفضاء الإنترنت وحتى خارج الغلاف الجوي، لتتعدد أبعاد الحرب الروسية الأوكرانية بوسائل تتجاوز الحدود التقليدية أو المألوفة!.
وهذه الاستراتيجية المراوغة، التي تعتمد على التحركات الرمادية دون الوصول إلى حد الصدام المباشر، قد تضع حلف شمال الأطلسي «الناتو» أمام اختبار صعب، أسرع مما يتوقع قادته، فبين الهجمات السيبرانية التي تعطل بنى تحتية حيوية، والمناورات العسكرية على تخوم دول البلطيق، وتوسيع النفوذ البحري في القطب الشمالي، قد يجد الناتو نفسه في مواجهة تحديات غير تقليدية تهدد وحدة صفه.
والسؤال الآن.. هل سينجح الحلف في الردع الجماعي، أم أن موسكو تراهن على شقوق صغيرة قد تتسع تحت ضغط المواجهة المستترة؟
اقرأ أيضًا| طبول الحرب تُقرع| هل يقود دعم أوكرانيا لمواجهة شاملة بين روسيا والناتو؟
وفي الوقت الذي تتحمل فيه روسيا تكاليف باهظة، يبدو أن الكرملين، يستعيد الثقة ويعيد فرض سيطرته على الجبهة الأوكرانية بعض الشيء، ففي مؤتمر صحفي، حذر رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني “MI5”، كين مكالوم، من أن أجهزة الأمن الروسية أصبحت أكثر قوة، وفقًا لمؤسسة «RUSI» لأبحاث الدفاع والأمن والشؤون الدولية البريطانية.
وبحسب المؤسسة البريطانية ذاتها، فقد لاحظ صحفيون استقصائيون على مقربة من الأراضي الروسية زيادة كبيرة في عمليات الاستطلاع حول كالينينجراد، الجيب الروسي المحاصر بين بولندا ودول البلطيق، في إشارة إلى تحركات غير اعتيادية في ظل استمرار الحرب الراهنة بين موسكو وكييف.
وفي ظل تصاعد التوترات، يتوقع مراقبون أن يصيغ الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الاستراتيجية الأمنية، حيث قد يدفع واشنطن للضغط على أوروبا لتحمل نصيب أكبر من الأعباء الدفاعية، لكن هذا التوجه قد يعزز قناعة ترامب بأن الحلفاء الأوروبيين استغلوا أمريكا لعقود دون استثمار كافٍ في أمنهم، ما يخلق فرصة للكرملين لاستغلال أي شرخ في الجبهة الغربية، بحسب المؤسسة البريطانية ذاتها.
ووسط هذه الأجواء، أطلق وزير الدفاع الدنماركي، تحذيرًا مفاده أن روسيا قد تختبر إحدى دول حلف شمال الأطلسي في غضون 3 إلى 5 سنوات، وبموجب المادة الخامسة من ميثاق «الناتو»، فإن أي هجوم على عضو واحد يعَد هجوما على الجميع، ما يعني أن أي اختبار لدولة واحدة هو اختبار فعلي لمنظومة الدفاع الجماعي بأكملها، وهنا يبرز السؤال الأهم... كيف يمكن أن يختبر الكرملين الدفاع الجماعي للناتو؟؟
وتوضح السطور التالية الإجابة عن هذا السؤال، مدعومة بمقابلات مع الفريق أول (المتقاعد) السير روب فراي ومارك جاليوتي – القضية من خلال منهجية 5WH، (من وماذا ومتى وأين ولماذا وكيف) كالتالي:
-ما هو شكل هذا الاختبار؟، وأين سيحدث؟، ولماذا يسعى الكرملين لهذا التحرك؟، ومن المسؤول عن تنفيذه؟، ومتى قد يحدث؟، وكيف يمكن أن تنفذ روسيا هذه العمليات؟
ووفقًا له، إجابة السؤال الأول هي، أن روسيا، حتى قبل استنزاف قواتها بالحرب الروسية الأوكرانية، لم تكن قادرة على مواجهة الناتو عسكريًا في معركة مباشرة، لذا، فإن أي اختبار روسي سيكون تحت مستوى الحرب المباشرة، من خلال عمليات غير تقليدية.
ويوضح السير روب فراي، قائلا: "إذا حدث هجوم علني، يجب أن يكون الرد حاسمًا، لأنه سيكون أول اختبار مباشر، لكن في معظم الأحيان، يتم اختبار الحدود بطرق خفية وغير مباشرة، ما يقلل من المخاطر على موسكو”.
أما فيما يتعلق بموقع هذه الاختبارات، فإن المقالة ستبحث في جميع ميادين الحرب، البرية، والجوية، والبحرية، والفضائية، والسيبرانية، لتحديد النقاط الساخنة المحتملة، مع تحليل الأسباب والدوافع وراء كل تحرك.
فالحرب البرية، برغم كونها أقدم أشكال الحرب، فإن الصراع البري شهد تغييرات جذرية خلال العقد الأخير، واليوم، يمكن تحقيق تأثيرات استراتيجية بموارد أقل، ما يمنح فرصا واسعة لتنفيذ عمليات منخفضة التكلفة وعالية التأثير.
أما بخصوص الموقع المحتمل، فإنه لطالما كانت القواعد العسكرية وخطوط الإمداد أهدافًا استراتيجية في أي صراع، إذ يُقال في الحروب: "الهواة يتحدثون عن التكتيكات، بينما يركز الخبراء على اللوجستيات، وهذا يجعل منشآت التخزين، ومستودعات الذخيرة، وشبكات النقل أهدافًا مفضلة لأي هجوم محتمل دون مستوى الحرب الشاملة.
ووفقًا له، فإن اللوجستيات كانت دائمًا العمود الفقري للنجاح العسكري، وقد أثبتت الحرب الروسية الأوكرانية، ذلك بوضوح، بينما يدرك الكرملين أن استهداف البنية التحتية اللوجستية، مثل القواعد والمستودعات، ليس مجرد ضربة تكتيكية بل استراتيجية تُضعف قدرة الناتو على الاستجابة الفورية.
وتعطيل خطوط الإمداد لا يعني فقط تأخير العمليات بل زرع الشكوك داخل الحلف الأطلسي وتقويض استعداده لخوض مواجهات مستقبلية.
اقرأ أيضًا| بعد توقف تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا | هل تملك أوروبا حلولًا للطاقة؟
◄من يقف خلف العمليات؟
في أوروبا الشرقية، لا تزال شبكات التجسس الروسية نشطة وفعّالة، أما في أوروبا الغربية، فمع تضاؤل النفوذ المباشر، يلجأ الكرملين بشكل متزايد إلى الوكلاء بالوكالة، وكما أشار جاليوتي، فإن هؤلاء الوكلاء غالبا ما تحركهم المكاسب المالية.
ومع ذلك، يُحذّر السير فراي، من أن التوترات الاجتماعية والسياسية قد توفر أرضا خصبة لتجنيد عناصر متطرفة، موضحًا: "في الغرب، الاستقطاب المتزايد هو ثغرة يمكن استغلالها بسهولة، والتجنيد المحلي، وإن كان أقل احترافية، يمنح ميزة الإنكار ويصعب اكتشافه مبكرًا".
◄كيف تتم العمليات؟ التخريب هو السلاح المفضل، والحرائق والانفجارات التي تبدو حوادث عشوائية غالبا ما تكون جزءا من مخطط مدروس، كما حدث في مستودع الأسلحة التشيكي عام 2014، حيث لا يتطلب الأمر سوى عملية صغيرة لتحريك أجهزة الأمن وصرف الانتباه عن جبهات أخرى، ما يخلق "إزعاجا مسلحا"، على حد وصف جاليوتي.
◄تطورات وأهداف الحروب الجوية
ووفقًا لمارك جاليوتي، فمن طائرات الاستطلاع في الحرب العالمية الأولى إلى الدرونز والأسلحة الإلكترونية، شهدت السماء تحولا إلى ساحة معركة رئيسية، ومع ذلك، فإن تدمير منشآت الرادار قد يكون الهدف الأكثر تأثيرا.
حيث إن أنظمة الرادار هي العيون التي لا تنام، توفر إنذارات مبكرة وتنسق الدفاعات الجوية، وإضعافها يعني فتح ثغرات في المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، ما يُجبر القادة على إعادة التفكير في ردودهم على تصرفات الكرملين في مناطق أخرى.
لكن الكرملين يواجه معضلة، وهي تنفيذ عمليات جوية معقدة يستدعي مهارات عالية، ما يرفع احتمالية كشفها، ومع ذلك، فإن استخدام طائرات بدون طيار صغيرة بواسطة وكلاء.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة أخبار اليوم