مقالات الشروق| إيهاب الملاح يكتب: الشوام فى مصر.. يا جارة الوادى سلامًا. قبل عشر سنوات تقريبًا صدر كتابى الأول الذى يؤرخ لتاريخ مؤسسة ثقافية عريقة عمرها الآن 135 عامًا، أسسها الرائد اللبنانى الكبير نجيب مترى. لم يكن ممكنا الحديث عن أى تفاصيل أو تاريخ مفصل لهذه المؤسسة أو أدوارها الثقافية الكبرى التى تجاوز أثرها حدود مصر إلى جميع أنحاء العالم العربى، من دون الوقوف عند محطة هجرة الشوام إلى مصر منذ النصف الثانى للقرن التاسع عشر.. المقال كاملا

قبل عشر سنوات تقريبًا صدر كتابى الأول الذى يؤرخ لتاريخ مؤسسة ثقافية عريقة عمرها الآن 135 عامًا، أسسها الرائد اللبنانى الكبير نجيب مترى. لم يكن ممكنا الحديث عن أى تفاصيل أو تاريخ مفصل لهذه المؤسسة أو أدوارها الثقافية الكبرى التى تجاوز أثرها حدود مصر إلى جميع أنحاء العالم العربى، من دون الوقوف عند محطة هجرة الشوام إلى مصر منذ النصف الثانى للقرن التاسع عشر.

المصادر كانت شحيحة للغاية، لا تجاوز الكتب الأربعة أو الخمسة بأقلام كتاب لبنانيين بالأخص، وكان على رأسهم الكاتب والمؤرخ اللبنانى الكبير فارس يواكيم الذى كان بدوره ابنًا لأسرة لبنانية هاجرت إلى مصر واستقرت فيها، وولد بها.

انشغل الأستاذ فارس بهذا الموضوع كتابة وتأريخا طوال ما يقرب من ربع القرن، وكانت ثمرة هذا الانشغال الطويل كتابًا مرجعيًّا رائعًا سوف يصدر فى معرض الكتاب قريبا.

يقول الأستاذ فارس فى تصديره للكتاب الذى يتجاوز الأربعمائة صفحة من القطع الكبير:

«تحية قلبية إلى «الشوام» الذين قصدوا مصر واستوطنوا فيها وأحبوها بلدًا وشعبًا، واندمجوا فى مجتمعها، وإلى مصر، عروس النيل، التى كانت لهؤلاء الشوام الوافدين إليها واحة الراحة والأمان وصدر الترحاب والحنان. وكان والداى على غرار أولئك «الشوام»: مولدهما ونشأتهما الأولى فى لبنان، وإقامتهما معظم سنوات العمر فى الإسكندرية.

وشاء القدر أن يموت كلّ منهما فى لبنان حيثما وُلد: أبى فى بلدة قيتولى (قضاء جِزّين) وأمى فى مدينة زحلة (عاصمة البقاع). وكان فى جزّين فندقان: الأول «فندق الأهرام» والثانى «فندق فلسطين» وكان العديد من أهل مصر وفلسطين يحب الاصطياف فيها. أما زحلة، فهى التى أطلق عليها أمير الشعراء أحمد شوقى لقب «جارة الوادى» وكتب عنها واحدة من أجمل قصائده. وكان أبى، ومثله أمى، يحكى للمصريين عن لبنان بلسان المحبّ، وبلسان المحبة ذاته يحكى لأهل لبنان عن مصر. وعلى خطى الوالدين زرعتُ فى قلبى حبّ مصر ولبنان، وامتدادًا بلاد الشام».

(2)

كانت إحدى السمات البارزة للمجتمع المصرى منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين حيويته الكبيرة، والتى كان أهم أسبابها انفتاحُ مصر الحضارى والإنسانى، وتوافد الكثيرين عليها «مهاجرين» لأغراض شتى، ومن بين كل الهجرات كانت هجرة الشوام أهمها وأكثرها تأثيرًا حيث بثت دماءً جديدة فى شرايين الثقافة والاقتصاد والاجتماع المصرى، وهو تأثير ما زلنا نلاحظ بقاياه وآثاره الجميلة حتى وقتنا هذا.

يستعرض.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من جريدة الشروق

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة الشروق

منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 6 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 23 ساعة
صحيفة الوطن المصرية منذ 5 ساعات
موقع صدى البلد منذ 7 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 8 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 3 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 8 ساعات
قناة الغد منذ 13 ساعة