لم يصوّت النائب الجمهوري تيم بيرتشيت على رفع سقف الدين الأميركي في حياته قط، وقد لا يتغير هذا لمجرد أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب -ينتمي للحزب الجمهوري- هو الشخص الذي يطلب تصويته.

قال بيرتشيت لشبكة CNN عندما سُئل عما إذا كان بإمكانه دعم خطط ترامب لرفع سقف الدين «لا أعرف ما إذا كنت سأفعل ذلك على الإطلاق».

يرسم بيرتشيت، إلى جانب العديد من المتشددين الجمهوريين الآخرين، خطاً أحمر واضحاً عندما يتعلق الأمر بحزمة السياسة المالية الكبرى الأولى لترامب، ويقولون إن الحزمة التي ستشمل زيادة سقف الدين الوطني بالإضافة إلى إنفاق مليارات الدولارات على أمن الحدود ومشاريع الطاقة وتمديد الإعفاءات الضريبية، يجب أن تمول بالكامل من الإيرادات، وليس عبر حيل محاسبية.

إن بيرشيت هو من بين العديد من المحافظين في مجلس النواب والشيوخ الذين أخبروا شبكة CNN أنهم يطالبون بمئات المليارات، أو حتى تريليونات الدولارات، من خفض الإنفاق من أجل دعم خطة ترامب، ومع ذلك، إذا حصلوا على ما يريدونه، فمن المؤكد أن هذا سيسبب ثورة بين أوساط أخرى في الحزب الجمهوري، خاصةً بين المعتدلين الجمهوريين الذين حموا لفترة طويلة بعض برامج الدعم المحلية، وقد تتسبب هذه الثورة في انهيار التوافق الحزبي.

قال النائب ستيف ووماك، وهو جمهوري مُعتدل من أركنساس «كلما زاد عدد البنود التي نحاول تخفيضها كلما زادت المعارضة».

هذا يوضح التحدي الهائل الذي يواجهه ترامب في تجميع ائتلاف خلف ما يسميه «مشروع قانون واحد»، إذ يواجه الحزب انقسامات داخلية بشأن مجموعة معقدة من السياسات التي تعهد رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، بمناقشاتها في المجلس بحلول أبريل على الرغم من أنه سيحتاج إلى شبه إجماع لتمريرها.

وتعد لجنة الميزانية في مجلس النواب الآن قائمة بتخفيضات الإنفاق المحتملة بقيمة 5 تريليونات دولار من أجل كسب دعم صقور المُحافظين، وفقاً لمصادر شاركت في إعداد القائمة.

مع ذلك قال الجمهوريون إن المعارك المالية من المؤكد أنها ستكون من بين أصعب المعارك التي يمكن تصفيتها.

قال النائب آندي بيجز، وهو جمهوري من أريزونا وعضو في كتلة الحرية في مجلس النواب «لم أصوت أبداً لصالح زيادة سقف الدين من قبل، أود التأكد دائماً من أننا نستطيع تحمل زيادة الإنفاق».

وقال النائب إيلي كرين -جمهوري من أريزونا- إنه «على الأرجح» سيكون لديه مطالب رئيسية في مقابل الموافقة على رفع سقف الدين.

وقال السناتور راند بول -جمهوري من كنتاكي- لشبكة CNN عندما سُئل عن تضمين زيادة سقف الدين في حزمة الإنفاق إنها «فكرة سيئة».

ضرورة رفع سقف الدين

سيتعين رفع سقف الاقتراض في وقت ما من هذا العام لتجنب أول تخلف عن سداد الديون على الإطلاق، وهي الكارثة الاقتصادية المحتملة التي يحرص ترامب على تجنبها، ويزعم جونسون أن الجمهوريين يستطيعون رفع سقف الدين بشروطهم الخاصة دون الحاجة إلى موافقة الديمقراطيين لتمرير مشروع القانون.

ولكن هذا يعني أنهم سيحتاجون إلى إبقاء حزبهم في صف واحد، فعدد ممثلي الحزب المُمكن خسارته في التصويت هو «واحد» فقط، لذا يعتقد البعض أنه قد يكون من المستحيل تمرير أي زيادة في سقف الدين دون مساعدة من الديمقراطيين.

وعندما سُئل عن سقف الدين، قال النائب الجمهوري فرانك لوكاس من أوكلاهوما إن هناك أعضاء جمهوريين «لن يدعموا ذلك أبداً».

اجتماعات مارالاغو

يعمل ترامب وزعماء الحزب الجمهوري بقوة لكسب المعارضين داخل حزبه، واستضاف الرئيس المنتخب أعضاء من كتلة الحرية، المحافظة للغاية، في مارالاغو هذا الأسبوع.

لكن بعض المحافظين يقولون إنهم غير راضين تماماً عما يسمعونه حتى الآن.

قال النائب كيث سيلف -جمهوري من تكساس- لشبكة CNN، إنه يشعر بالقلق من أن «الإنفاق لم تتم مناقشته بشكل جيد» في مجلس النواب.

واستبعد مايك جونسون ونواب آخرون أي تخفيضات في البرامج المُكلفة مثل الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي، بدلاً من ذلك يناقش الجمهوريون طرقاً لتقليص الإنفاق من برامج مثل برنامج بايدن للتنازل عن ديون قروض الطلاب أو دعمه الفيدرالي للسيارات الكهربائية.

لكن من غير المرجح أن تغطي هذه الإجراءات البسيطة تكلفة زيادات الإنفاق بالكامل، ووصف أحد مساعدي نواب الحزب الجمهوري الأمر بأنه «استخدام مشرط للتنقيب في منجم».

الأسوأ أن أي قرار بخفض الإنفاق يخاطر بخسارة المزيد من الناخبين الجمهوريين.

على سبيل المثال يرفض النواب الجمهوريون، الذين يمثلون المناطق المتأرجحة في نيويورك ونيوجيرسي وكاليفورنيا، المساس بالتخفيض الضريبي «سالت»، الذي يمنع ازدواج دفع الضريبة في الولاية وعلى المستوى الفيدرالي، ويعتبرون هذا «خط أحمر» خاص بهم، لا يمكن لترامب تجاوزه.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية