مع استمرار رجال الإطفاء في مكافحة الحرائق المستعرة في أنحاء مقاطعة لوس أنجلوس كافة، تعرض قرار خفض ميزانية إدارة الإطفاء في المدينة لعام 2025 للهجوم.

تسببت 4 حرائق كبيرة في أنحاء المقاطعة كافة في مقتل 16 شخصاً، وحرق أكثر من 38 ألف فدان وإلحاق أضرار بما لا يقل عن 10 آلاف مبنى، وقال عمدة المقاطعة إن أوامر الإخلاء صدرت لأكثر من 166 ألف شخص.

تسببت الرياح القوية في انتشار الحرائق بسرعة وتعقيد جهود مكافحة الحرائق.

بينما تعمل الطواقم على احتواء الجحيم، أعربت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كرولي، عن مخاوفها بشأن خفض 17.4 مليون دولار لميزانية الإدارة لعام 2025، والتي تضمنت تخفيضات في عدد الموظفين الإضافيين.

لقد نمت ميزانية إدارة الإطفاء بشكل مُطرد على أساس سنوي من 674.27 مليون دولار في عام 2019 إلى 819.64 مليون دولار عام 2025، لكنها انخفضت من 837.19 مليون دولار في عام 2024، ومع ذلك ذكرت رئيسة لجنة الإطفاء في لوس أنجلوس جينيثيا هدلي هايز، أنها كانت تعاني نقص التمويل لمدة عقد على الأقل.

ولجنة الإطفاء في لوس أنجلوس هي مجلس مدني مكون من خمسة أشخاص يعينهم العمدة.

تخفيضات الميزانية

في يونيو، وافقت العمدة كارين باس، على ميزانية المدينة التي بلغت نحو 13 مليار دولار، والتي تضمنت خفضاً قدره 17.4 مليون دولار لميزانية إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس عام 2025.

قالت كريستين كرولي، في مذكرة موجّهة إلى لجنة الإطفاء في ديسمبر كانون الأول، إن التخفيضات «أثّرت سلباً في قدرة الإدارة على الحفاظ على العمليات الأساسية، مثل البنية التحتية للتكنولوجيا والاتصالات، والرواتب، والتدريب، والوقاية من الحرائق، والتثقيف المجتمعي».

وأشارت المذكرة أيضاً إلى خفض قدره 7 ملايين دولار في مخصصات ساعات العمل الإضافية، وكتبت كرولي «لقد أدّى خفض ساعات العمل الإضافية إلى الحد بشدة من قدرة الإدارة على الاستعداد والتدريب والاستجابة لحالات الطوارئ واسعة النطاق، بما في ذلك حرائق الغابات والزلازل والحوادث الناتجة عن المواد الخطرة».

وأضافت «البرامج المتخصصة، مثل العمليات الجوية ووحدات الطوارئ الطبية التكتيكية والاستجابة للكوارث، تعتمد كفاءتها بشكلٍ كبير على ساعات العمل الإضافية، وبالتالي تعرضت لانخفاض الفاعلية».

يوم الجمعة الماضي كررت كرولي أن خفض الميزانية أثّر سلباً في قدرة إدارة الإطفاء على مكافحة حرائق الغابات المستعرة في المقاطعة، وصرّحت لشبكة CNN «لم يعد بإمكاننا الاستمرار، ليس لدينا ما يكفي من رجال الإطفاء».

قالت رئيسة إدارة الإطفاء إن أكثر من 100 جهاز إطفاء خارج الخدمة، مشيرة إلى أن تخفيضات الميزانية ألغت الوظائف المدنية مثل الميكانيكيين، والتي «أثّرت وستستمر في التأثير بشدة في قدرتنا على إصلاح الأجهزة».

ونتيجة عدم وجود الميكانيكيين، خرج كثير من المعدات من الخدمة بما فيها الحفارات وشاحنات الإطفاء والرافعات.

وتُظهِر البيانات أن الإدارة تحتاج إلى 62 محطة إطفاء إضافية، وفقاً لرئيسة إدارة الإطفاء، «الإدارة شهدت زيادة بنسبة 55 في المئة في خطوط الاتصال منذ عام 2010، لكن لديها عدداً أقل من رجال الإطفاء للرد على الاتصالات».

ويضم قسم الإطفاء في لوس أنجلوس أكثر من 3500 رجل إطفاء وموظف دعم مدني ولكنه يحتاج إلى الاستجابة إلى 1368 حادثة طارئة كل يوم.

قالت رئيسة لجنة إطفاء لوس أنجلوس، جينيثيا هدلي هايز «أثّرت تخفيضات الميزانية في قدرة إدارة الإطفاء على الاستجابة، لكن حتى مع وجود إدارة إطفاء ممولة بالقدر الكافي كان رجال الإطفاء في لوس أنجلوس سيكافحون لاحتواء الحرائق الهائلة المدعومة بالرياح القوية، هذه ظاهرة لم نشهدها من قبل، ولا يمكن لأي شخص أن يستعد لهذا».

من ناحيته، رفض رئيس مجلس مدينة لوس أنجلوس، ماركيز هاريس داوسون، اتهامات كريستين كرولي، وصرّح لشبكة CNN الجمعة الماضية، بأن التخفيض البالغ 17.4 مليون دولار كان مجرد تخفيض في بند واحد، وأن هناك زيادات في بنود أخرى، مثل 100 مليون دولار وجّهت إلى زيادات أجور موظفي إدارة الإطفاء.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية