استأنفت الخطوط الجوية الإيطالية (إيتا) اليوم الأحد رحلاتها المباشرة إلى طرابلس، لتصبح أول شركة طيران غربية كبرى تتخذ هذه الخطوة بعد انقطاع استمر عقداً من الزمن نتيجة الحرب الأهلية في ليبيا، وأعلنت الشركة أنها ستُسيّر رحلتين أسبوعياً بين مطار فيوميتشينو في روما ومطار معيتيقة في طرابلس.
تعزيز العلاقات الثنائية بين ليبيا وإيطاليا
وفي بيان صادر عن المدير العام للشركة، أندريا بيناسي، قال: «نحن فخورون بإطلاق أول رحلة تجارية مباشرة بين طرابلس وروما اليوم، ما يعزّز الروابط التجارية والثقافية بين البلدين»، واعتبر بيناسي أن هذه الخطوة تمثّل دعماً للعلاقات الثنائية بين ليبيا وإيطاليا.
خلفية تاريخية وأمنية
شهدت ليبيا انقطاعاً كبيراً في حركة الطيران الدولي منذ عام 2014، عندما اندلعت الحرب الأهلية التي أفرزت إدارتين متنافستين في الشرق والغرب بعد الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي في 2011.
ورغم استعادة بعض شركات الطيران الدولية رحلاتها بعد وقف إطلاق النار عام 2020، فإن الأزمة السياسية لا تزال تعوق جهود الاستقرار، مع استمرار التنافس بين الفصائل المسلحة على الموارد الاقتصادية.
جهود ليبية لتوسيع نطاق الرحلات
قال وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية، محمد الشهوبي، إن استئناف الرحلات الجوية مع إيطاليا يُظهر «أمن وسلامة المجال الجوي الليبي وأهلية المطارات الليبية»، وأضاف الشهوبي خلال حفل استقبال أول رحلة للخطوط الجوية الإيطالية في مطار معيتيقة: «طرابلس مستعدة لمنح شركة (إيتا) حقوق نقل إضافية لربط المطارات الليبية بوجهات أخرى في دول الاتحاد الأوروبي».
وأشار الوزير إلى تطلع ليبيا لعودة شركات طيران كبرى مثل الخطوط الملكية المغربية، والخطوط الجوية القطرية، والخطوط الجوية السعودية بحلول النصف الأول من عام 2025، كما أوضح أن شركات الطيران من دول مثل تونس ومصر ومالطا وتركيا والأردن قد استأنفت بالفعل رحلاتها المباشرة مع ليبيا.
أهمية استراتيجية للرحلات
من جانبه، قال إيفان باساتو، كبير مسؤولي الطيران في مطارات روما، إن مسار الرحلات إلى ليبيا يمثّل جسراً استراتيجياً بين البلدين، وأضاف «هذه الرحلات الجوية ستعزّز وضع مركزنا لدعم الترابط مع إفريقيا، وهي القارة التي شهدت عام 2024 مستوى قياسياً بحركة تجاوزت مليوني مسافر من وإلى روما، بزيادة 38% مقارنة بالعام السابق».
قيود أوروبية مستمرة
رغم هذه الخطوة الإيجابية، يظل الاتحاد الأوروبي يحظر دخول رحلات الطيران المدني الليبي إلى مجاله الجوي، ما يفرض تحديات إضافية على قطاع الطيران الليبي في ظل مساعيه لتعزيز الانفتاح والتعاون الدولي.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
