نور عريضة ل"المشهد": سيفورا كان نقطة تحول وأواصل حضور جلسات العلاج النفسي

في حلقة مميزة من برنامجه الشهير "عندي سؤال" عبر بودكاست قناة "المشهد"، استضاف الإعلامي محمد قيس، عارضة الأزياء والمؤثرة اللبنانية نور عريضة.

وفي الحلقة الاستثنائية، كشفت نور عن تفاصيل لم تُفصح عنها من قبل، وشاركت جمهورها بأبعاد جديدة من حياتها الشخصية والمهنية.

تناولت الحلقة رحلة نور عريضة في عالم الأزياء والإعلام، والتحديات التي واجهتها خلال مسيرتها، حيث لم تكن الحوارات مجرد سرد لنجاحات، بل تعمقت في محطات مؤثرة من حياتها.

الشغف المبكر لعالم الموضة روت نور عن حبها لعالم الموضة منذ صغرها، حيث كانت تجمع مجلات الموضة الشهيرة مثل "Vogue" وتتابع عارضات الأزياء مثل كيت موس وناتاليا فوديانوفا.

ومع ذلك، لم تكن فكرة أن تصبح فتاة لبنانية وجهًا عالميًا في عالم الموضة واردة في ذلك الوقت.

كانت نور تحلم، لكنها لم تكن ترى سبيلًا لتحقيق هذا الحلم في لبنان. كل شيء تغير عندما التقت بجورج، الذي شجعها على السعي لتحقيق أحلامها والعمل في مجال السوشيال ميديا كخطوة أولى نحو العالمية.

اجتماع المصير مع وكالة "Elite" ذكرت نور تفاصيل لقائها الأول مع وكالة "Elite"، وهي واحدة من أكبر وكالات عارضات الأزياء في أوروبا.

وعلى الرغم من تواضع التوقعات حينها، أصر جورج على محاولة عرض إمكانياتها أمام الوكالة، بالرغم من اعتقاد نور أن الفكرة لن تنجح.

جلس جورج في الاجتماع وحاول إقناع الحاضرين بإمكانيات نور، في حين جلست هي متحفظة وغير مقتنعة.

فجأة، دخل المدير التنفيذي للشركة ولاحظها، وشبهها بعارضة الأزياء الفرنسية الشهيرة ليتيسيا كاستا.

وبعد أسابيع عدة، وصلت العقود، وكانت هذه هي البداية الرسمية لمسيرتها الاحترافية.

وجه عالمي لسيفورا واصلت نور سرد رحلتها حتى لحظة التحول الكبرى، عندما اختيرت لتكون الوجه العالمي لشركة "سيفورا".

وروت كيف كانت مجرد واحدة من عدة عارضات في جلسة تصوير، لكن بفضل تميزها، قررت الشركة اختيارها لتكون الوجه الرسمي للحملة.

أصبحت صورة نور تزين متاجر سيفورا في أكثر من 4000 فرع حول العالم، بما في ذلك الأماكن الشهيرة مثل "تايمز سكوير" في نيويورك.

هذه اللحظة لم تكن مجرد نجاح مهني، بل كانت بداية دخولها إلى العالمية.

أحد أبرز لحظات الفخر التي عاشتها نور كان عندما شاهدت ابنتها أيله صورتها الكبيرة على واجهة أحد المحال في باريس.

ووصفت كيف بدأت ابنتها تصفق لها بفخر، مما جعلها تدرك أهمية ما حققته ليس فقط كعارضة أزياء، بل كأم تقدم نموذجًا مشرفًا لابنتها. هذه اللحظة جعلتها تستوعب حجم نجاحها وأثره الكبير.

دعم مطلق في حياة نور في كل خطوة من خطواتها، كان لجورج دور أساسي في نجاح نور، حيث وصفت إصراره ودعمه الذي لم يتزعزع، مؤكدة أنها لم تشعر يومًا بالخوف أو الضعف طالما كان بجانبها.

وشكرت جورج علنًا على موقفه الثابت، واعتبرت أن نسبة كبيرة من نجاحها يعود لإيمانه بها وعدم استسلامه أمام التحديات.

وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة، تحدثت نور عن تأثير القوة المتناهية التي كانت دائمًا ما تظهرها، وكيف تحولت إلى لحظات ضعف شعرت خلالها بفقدان الشغف والرغبة في الاستمرار.

واعترفت بأنها وصلت إلى نقطة شعرت فيها بالفراغ التام، لكنها استمدت قوتها من حبها لابنتها.

وذكرت نور كيف أجبرتها مسؤوليتها كأم على الوقوف من جديد، رغم الإرهاق النفسي والجسدي، مؤكدة أن الأمومة كانت دافعها الأول لتجاوز تلك الأوقات العصيبة.

مواضيع ذات صلة الصدمات المتراكمة والانهيار المفاجئ خلال اللقاء، تحدثت نور بصدق نادر عن تعرضها لسلسلة من الصدمات النفسية التي أثقلت روحها وأثرت على حياتها.

عانت من خسارة عائلية بفقدان جدها وجدتها خلال فترة قصيرة، ما تركها في حالة من الحزن العميق، وقالت: "جدّي وجدّتي كانا أقرب الناس إلى قلبي، وفقدانهما ترك فجوة كبيرة في حياتي. كنت أحاول الاستمرار في حياتي المهنية، لكن الألم النفسي كان يزداد".

ومع ذلك، كانت هذه البداية فقط، عندما قررت نور خوض حملة لدعم النساء المعنفات، وواجهت صدمة جديدة، حيث أثر تواصلها مع قصص النساء المليئة بالألم والعنف بشدة على حالتها النفسية.

ثم جاءت تجربة مغادرة لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، وهي خطوة مؤلمة أخرى، حيث انتقلت إلى باريس، لكنها لم تستطع الهروب من تأثير تلك الأحداث.

مواجهة الانهيار والبحث عن العلاج بعد شهور من المعاناة النفسية الصامتة، قررت نور طلب المساعدة.

وبدأت رحلة العلاج النفسي المكثف، حيث أصبحت الجلسات جزءًا من روتينها الأسبوعي.

وتحدثت عن أهمية دور عائلتها في دعمها خلال هذه الفترة، خصوصًا زوجها جورج وأخيها، الذان وقفا إلى جانبها.

وقالت نور: "كان العلاج النفسي بمثابة نافذة أفتحها على نفسي. لم أكن أعرف كم أنني كنت أحمل أعباء قديمة لم أواجهها. الجلسات كانت صعبة، لكنها كانت ضرورية، وأواصل حضور الجلسات حتى الآن".

وعلى الرغم من التحديات، استطاعت نور ببطء أن تستعيد توازنها النفسي.

كانت تعلم أن الشفاء رحلة طويلة، لكنها بدأت ترى نورًا في نهاية النفق، مدركة أهمية منح الأولوية لنفسها وصحتها النفسية، وهو ما كان غائبًا في مجتمع يفرض على المرأة أدوارًا متعددة وضغوطًا لا تنتهي.

إحدى النقاط المحورية التي تحدثت عنها نور كانت علاقتها بابنتها آيلا، كأم.

وقالت: "أريد أن أكون أمًا حاضرة لآيلا، لكنها كانت تشعر أنني لست بخير. كنت ألعب معها، لكن من داخلي كنت أشعر بالفراغ. هذا الشعور بالذنب كان يزيد من ألمي".

وصفت نور كيف تغيرت شخصيتها بعد تجاوزها هذه الفترة الصعبة، حيث أصبحت أكثر وضوحًا مع نفسها ومع الآخرين، وقالت: "صرت ما بخاف أحكي عن اللي بقلبي، وصرت أختار دائرتي الاجتماعية بعناية".

أشارت إلى أنها لم تعد تهتم بمحاولة إرضاء الجميع كما كانت تفعل سابقًا، بل أصبحت تركز على راحتها النفسية وسلامها الداخلي.

رسائل اجتماعية إيجابية تحدثت نور عريضة عن الفيديوهات التي تصنعها مع ابنتها آيلا، مشيرة إلى أنها لا تقتصر على المحتوى الترفيهي بل تحمل رسائل اجتماعية هادفة.

وأكدت أن كل فيديو يصنع بهدف إيصال فكرة أو درس مهم في الحياة مثل الحب، التقبّل، واحترام الآخرين.

وشددت على أهمية أن تكون الفيديوهات بسيطة وسهلة الفهم ليستفيد منها الجميع، بمن فيهم الأطفال وكبار السن.

وذكرت أن رسائلها لاقت صدى واسعًا، حتى أنها وصلت إلى شخصيات عالمية.

أكدت نور عريضة أنها تسعى لاستخدام منصاتها لصنع تغيير إيجابي في العالم، وتركز على قضايا مثل الإهمال الأسري، التنمر، والضغوط التي يتعرض لها الأطفال.

وأوضحت أنها تشعر بمسؤولية كبيرة تجاه المجتمع بسبب التأثير الكبير الذي تمتلكه.

مواقفها من مسابقات الجمال ومعايير التقييم تطرقت نور إلى تجربتها مع مسابقة "ملكة جمال لبنان"، وأوضحت أنها وافقت على المشاركة كحَكم فقط لأنها أرادت إيصال رسالة إيجابية.

وقامت بمنح جميع المشتركات نفس العلامة، تعبيرًا عن رفضها لمعايير الجمال التقليدية، وللتأكيد على أن كل فتاة مميزة بطريقتها الخاصة.

وأشارت إلى ضرورة تغيير الطريقة التي تُقيَّم بها النساء في مثل هذه المسابقات، داعية إلى تقبّل التنوع والاختلاف.

وأكدت نور أنها ربت ابنتها على تقبل نفسها كما هي، وشددت على أن حب الذات هو الأساس لأي نجاح، سواء في العمل أو العلاقات.

ولفتت إلى أن هذه القيم مهمة بشكل خاص للأطفال الذين يكبرون في عالم مليء بالضغوط المجتمعية ومعايير الجمال.

دعم النساء ضدّ العنف أو التنمر انتقل الحوار إلى قضية النساء اللواتي يعانين من العنف والتحرش.

وتناولت نور معاناة المرأة المعنّفة، موضحة أن الكثير منهنّ يبقين في ظروف قاسية بسبب ضغوط اجتماعية أو تهديدات أو خوف على أطفالهن.

ومع ذلك، أكدت على القوة الداخلية التي تمتلكها كل امرأة، والتي غالبًا لا تدرك وجودها إلا عندما تواجه أشد الظروف.

وقالت نور: "كل امرأة لديها قوة داخلية عظيمة، حتى لو شعرت بأنها ضعيفة. هذه القوة تظهر عندما تجد من تثق به لتتحدث عن معاناتها، سواء كان صديقة أو قريبة أو حتى شخصًا غريبًا يدعمها".

ناقش الحوار أيضًا مسؤولية الأهل تجاه أطفالهم، خصوصًا في قضايا التحرش والتنمر. شددت نور على أهمية تصديق الأطفال والاستماع إليهم، بدلاً من التقليل من شأن ما يتعرضون له. قالت: "أخطر شيء يمكن أن يحدث هو أن يشكك الأهل في أقوال أطفالهم أو أن يحاولوا إخفاء الموضوع بدافع العيب". وأضافت أن الأطفال ضحايا، ويجب حمايتهم والدفاع عنهم بكل السبل القانونية، دون تهاون أو تردد.

(المشهد)


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 11 ساعة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
قناة العربية منذ 21 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 9 ساعات
بي بي سي عربي منذ 3 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 16 ساعة
قناة العربية منذ 9 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 23 ساعة
قناة العربية منذ 15 ساعة