في عالم الطيران، تُعد الصناديق السوداء من بين أهم الأدوات التي تكشف الستار عن تفاصيل حوادث الطائرات، حيث تلعب دوراً حاسماً في تحليل الأسباب الكامنة وراء وقوع الحوادث.. وعلى الرغم من كونها أداة لتحقيق الأمان، فإن حجم سوق الصناديق السوداء اليوم يشهد نمواً كبيراً، في ظل الاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الطيران المتقدمة وتزايد الطلب على الطائرات الجديدة.. لتفاصيل أكثر| #العالم_بلغة_الأعمال

في عالم الطيران، تُعد الصناديق السوداء من بين أهم الأدوات التي تكشف الستار عن تفاصيل حوادث الطائرات، حيث تلعب دوراً حاسماً في تحليل الأسباب الكامنة وراء وقوع الحوادث.

وعلى الرغم من تسميتها بالصناديق «السوداء»، فإنها في الواقع تتمتّع بلون برتقالي لافت يجعلها أكثر وضوحاً في مواقع الحطام.. ومنذ اختراعها في الخمسينيات من القرن الماضي، تطورت تكنولوجيا هذه الأجهزة لتصبح قادرة على تحمل أقسى الظروف، من أجل حفظ أدلة حيوية، مثل أصوات قمرة القيادة وبيانات الرحلة، والتي تسهم في تجنب الحوادث المستقبلية.

وعلى الرغم من كونها أداة لتحقيق الأمان، فإن حجم سوق الصناديق السوداء اليوم يشهد نمواً كبيراً، في ظل الاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الطيران المتقدمة وتزايد الطلب على الطائرات الجديدة.

وتشتد الحاجة إلى الصناديق السوداء وتطوير التكنولوجيا الخاصة بها، ويبدو ذلك واضحاً في حادث طائرة جيجو إير التي تحطمت في 29 ديسمبر كانون الأول وأسفر الحادث عن مقتل 179 شخصاً، وحول صندوق الطائرة، قالت وزارة النقل في كوريا الجنوبية يوم السبت 11 يناير 2025 إن مسجل بيانات الرحلة ومسجل صوت قمرة القيادة على الطائرة توقف عن التسجيل قبل نحو أربع دقائق من سقوطها.

وفي ما يلي نتعرف إلى الصناديق السوداء، ودورها في التحقيقات، وحجم السوق العالمية الذي يتزايد بوتيرة سريعة.

ما هي الصناديق السوداء؟

إنها ليست سوداء في الواقع ولكنها برتقالية اللون شديدة الوضوح، ويختلف الخبراء حول أصل هذا اللقب ولكنه أصبح مرادفاً للسعي للحصول على إجابات عند تحطم الطائرات.

ينسب العديد من المؤرخين اختراع هذه الأجهزة إلى العالِم الأسترالي ديفيد وارن في الخمسينيات من القرن العشرين، وقد تطورت هذه الأجهزة من أجهزة مبكرة تستخدم الأسلاك أو الرقائق أو الشريط المغناطيسي إلى شرائح رقمية داخل أغلفة معدنية لامعة.

إنها إلزامية وتهدف إلى الحفاظ على الأدلة من أصوات قمرة القيادة والبيانات للمساعدة في منع الحوادث المستقبلية، ولكن ليس لتحديد أي مسؤولية مدنية أو جنائية.

هناك جهازين للتسجيل: جهاز تسجيل صوت قمرة القيادة (CVR) لأصوات الطيارين أو أصوات قمرة القيادة وجهاز تسجيل بيانات الرحلة المنفصل (FDR).

وبصورة عامة، يقول المحققون إن جهاز تسجيل بيانات الرحلة يساعدهم على تحليل ما حدث، كما يستطيع جهاز تسجيل بيانات الرحلة ـولكن ليس دائماًـ أن يسهم في تفسير السبب.. ولكن الخبراء يحذّرون من أن كل جهاز تسجيل بيانات الرحلة لا يتشابه، وأن كل الحوادث تقريباً تنطوي على عوامل متعددة، بحسب رويترز.

ما حجم الصندوق الأسود؟

يبلغ وزن الصندوق الأسود نحو 10 أرطال (4.5 كيلوغرام) ويحتوي على أربعة أجزاء رئيسية: هيكل أو واجهة مصممة لتثبيت الجهاز وتسهيل التسجيل والتشغيل، جهاز تحديد الموقع تحت الماء، وحدة الذاكرة التي تنجو في حالة وقوع حادث والمصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو التيتانيوم وقادرة على تحمل صدمات قوية تعادل 3400 مرة من قوة الجاذبية، وتحتوي تلك الوحدة على وسائط التسجيل التي هي في الوقت الحاضر عبارة عن شرائح بحجم ظافر الإصبع على لوحات الدوائر.

سوق الصناديق السوداء عالمياً

يُقدَّر حجم سوق الصناديق السوداء أو مسجلات رحلات الطائرات بنحو 117.93 مليون دولار عام 2025، ومن المتوقع أن يصل إلى 143.68 مليون دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.03 في المئة خلال الفترة المتوقعة (2025-2030)، بحسب بيانات موردور إنتليجنس.

يعتمد سوق مسجلات رحلات الطائرات في المقام الأول على حجم الطلب على الطائرات الجديدة ومدى ازدهار سوق صناعة أشباه الموصلات.

كيف يتم التعامل مع مسجلات البيانات؟

يقوم الفنيون بإزالة المواد الواقية وتنظيف الوصلات بعناية للتأكد من عدم محو البيانات عن طريق الخطأ.. يجب تنزيل ملف الصوت أو البيانات ونسخه، ثم يتعين فك تشفير البيانات من الملفات الخام قبل تحويلها إلى رسوم بيانية.

ما هي كمية المعلومات المتوفرة بها؟

كانت سعة مسجلات الرحلات محل جدال لسنوات عديدة، إذ كانت السلطات تزن التحسينات مقابل التكلفة والمخاطر المترتبة على خلق مشكلات أخرى عن غير قصد، مثل سحب الطاقة من أنظمة أخرى مطلوبة في حالات الطوارئ، كما كانت مراقبة قمرة القيادة موضوعاً حساساً لدى نقابات الطيارين.

يتعين على مسجلات البيانات الفورية (FDRs) تسجيل ما لا يقل عن 88 معلومة أساسية، ولكن الأنظمة الحديثة يمكنها عادةً تتبع 1000 إشارة إضافية أو أكثر.

ويحتوي مسجل الفيديو الرقمي عادة على ساعتين من التسجيلات المتكررة، ولكن تم تمديدها إلى 25 ساعة.

لكن تحديث مثل هذه التغييرات التنظيمية قد يستغرق سنوات.

وأدّت سلسلة من الحوادث التي توقفت فيها أجهزة التسجيل عن العمل عند انقطاع الطاقة الكهربائية على متن الطائرة، بما في ذلك رحلة مصر للطيران من نيويورك إلى القاهرة عام 1999، إلى دفع مجلس سلامة النقل الوطني الأميركي إلى التوصية بتوفير طاقة احتياطية كافية لتوفير 10 دقائق إضافية من التسجيل.

واقترحت إدارة الطيران الفيدرالية التغيير في عام 2005، وتم اعتماده للطائرات الجديدة التي تم تسليمها بداً من عام 2010، بعد ثمانية أشهر من مغادرة طائرة 737-800 المتورطة في حادث تحطم طائرة جيجو مصنع بوينغ، وفقاً لبيانات فلايت رادار 24.

بدأت الضغوط لإطالة حلقة البيانات الصوتية إلى 25 ساعة لتعكس الرحلات الجوية عبر المحيطات بتوصيات فرنسية في أعقاب تحطم طائرة الخطوط الجوية الفرنسية رقم 447 عام 2009، وتسارعت بعد اختفاء طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH370 عام 2014.

في العام الماضي، تضمن قانون إعادة تفويض إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية شرط الـ25 ساعة اللازمة لاستخدام مسجلات الصوت في قمرة القيادة، وهو ما يكرر القرارات السابقة في أوروبا.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ ساعة
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ ساعتين
منذ 7 ساعات
منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 10 ساعات
مجلة رواد الأعمال منذ 9 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات
منصة CNN الاقتصادية منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 21 دقيقة
صحيفة الاقتصادية منذ 15 ساعة