أكد عدد من الخبراء وصناع المحتوى خلال مشاركتهم في فعاليات قمة المليار متابع 2025 أن هناك توقعات تشير إلى أن سوق البودكاست العالمي سيشهد نمواً كبيراً خلال السنوات المقبلة، ليصل إلى 105 مليارات دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 32%.
وأشاروا إلى أن هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على المحتوى الصوتي كوسيلة مفضلة للتواصل مع الجماهير، وازدياد اعتماد الشركات على البودكاست كأداة للتسويق وبناء العلامات التجارية، مما يعزز مكانته كقطاع واعد في صناعة المحتوى الرقمي.
جاء ذلك خلال جلستين ضمن فعاليات قمة المليار متابع 2025، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وتستضيفها دولة الإمارات حتى غد (في أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل) بدبي، تحت شعار «المحتوى الهادف»، حيث تشهد القمة في نسختها الثالثة زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً.
وتحدث في جلسة «هل البودكاست فقاعة أم بداية صناعة بمليارات الدولارات؟» كل من غوتام راج أناند المؤسس والرئيس التنفيذي لـHubhopper، وستيفانو فلاحة المؤسس والرئيس التنفيذي لـPodeo، وإيفان زليجكوفيتش المؤسس المشارك لـPoddste.
وقال غوتام راج أناند إن هناك توقعات تشير إلى نمو سوق البودكاست العالمي، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 250 مليون مستمع شهرياً لحلقات البودكاست في قارة آسيا، الأمر الذي يبرهن على قيمة سوق البودكاست ومدى الإقبال عليه.
وأضاف: ارتفعت شعبية البودكاست بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في مختلف دول العالم، وهناك نمو كبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على البودكاست والمحتوى الصوتي، مع توقعات تشير إلى أن السوق سينمو بأكثر من 20% سنوياً خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك وفقاً للمؤشرات العالمية.
بدوره، أشار ستيفانو فلاحة إلى أن الخطوة الأولى لكل من يرغب في الالتحاق بعالم البودكاست هي مشاهدة حلقات بودكاست متنوعة، حيث إن كل 10 بودكاست سيشاهدها المستخدم على الأقل سيتقدم بنسبة 1% في إدارة المحتوى وأسلوب طرح الأسئلة وصياغة عناوين مختلفة وغيرها من التفاصيل.
ولفت إلى أن البودكاست يمكن أن يسهم في إحداث أثر اجتماعي واقتصادي وتعزيز الحوار المجتمعي.
وأضاف: نبذل قصارى جهدنا لتوسيع نطاق مهمتنا ونظامنا التقني بسرعة عبر الأسواق العالمية الناشئة، ما يفتح كل الحدود أمام رواية القصص ويمنح الأصوات المتنوعة القدرة على أن تكون مسموعة من مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
من جانبه، أوضح إيفان زليجكوفيتش أن صناعة البودكاست تشهد تطوراً ملحوظاً، مدفوعاً بزيادة الطلب على المحتوى الصوتي المتنوع، حيث نرى تحوّل الصوت إلى قوة دافعة في استهلاك وسائل الإعلام، وأصبحت هناك منصات لا غنى عنها للمبدعين للوصول إلى الجماهير.
وأوضح أن أحد أبرز أسباب نجاح البودكاست أنه متنوع ومختلف ويخاطب مختلف الفئات العمرية والشرائح في المجتمعات، حيث هناك بودكاست للتعليم وآخر للترفيه وغيره للتثقيف العام والخاص حول مواضيع متعددة كالاقتصاد وغيرها.
كما استعرضت نور نعيم، المؤثرة وصانعة المحتوى والمعروفة باسم «نور ستارز»، خلال جلسة ضمن فعاليات القمة، تجربتها الشخصية واستراتيجياتها لتحقيق النجاح في صناعة المحتوى الرقمي، مؤكدة أنها وضعت لنفسها أهدافاً بدت في البداية بعيدة المنال، مثل الوصول إلى 5 ملايين متابع كهدف أول، وكان تحدياً كبيراً حيث واجهت بعض الانتقادات التي حاولت إضعاف عزيمتها، لكنها لم تسمع إلى هذه الأصوات السلبية ووضعت أهدافاً طويلة المدى متحليةً بالمثابرة واستمرارية العمل.
وأضافت أن صناعة المحتوى الرقمي تتطور بسرعة كبيرة، لذا يجب على صانع المحتوى أن يتعلم ويواكب التغيرات، سواء عبر استخدام تقنيات حديثة أو من خلال العمل مع أشخاص يمتلكون الخبرة، كما نصحت بضرورة الاستثمار في تطوير المهارات والعمل مع أشخاص يتشاركون القيم والرؤية نفسها، بجانب تحديد الأهداف.
وأشارت إلى أن البداية هي أصعب مرحلة، لكنها تنصح المبتدئين بعدم التردد في تجربة منصات مختلفة مثل يوتيوب، وتيك توك، لاكتشاف ما يناسبهم، وقالت «المهم هو أن يؤمن الشخص بأهداف طويلة الأمد ويواجه التحديات لأن النجاح يتطلب مرونة وابتكاراً واستمرارية».
وحول الحفاظ على الأصالة في المحتوى، قالت نور: يتطلب النجاح العمل مع فريق يُقدِّم الدعم والمساندة، ويمكن البدء بشكل فردي، لكن مع الوقت ستحتاج إلى أشخاص يشاركونك الرؤية ويسهمون في تحقيق النجاح، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بتقديم محتوى هادف يعبر بصدق عن شخصية مقدمه ويقربه من جمهوره.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية