قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه يريد تحويل المملكة المتحدة إلى «قوة عظمى» في مجال الذكاء الاصطناعي، ووعد باتباع نهج مؤيد للابتكار في التنظيم وإتاحة البيانات العامة للباحثين وإنشاء مناطق لمراكز البيانات.
وقال ستارمر الذي من المتوقع ألا يكون أمام حكومته العمالية خيار سوى خفض الإنفاق بعد ارتفاع تكاليف الاقتراض، إنه يريد وضع الذكاء الاصطناعي في قلب طموحاته لتنمية الاقتصاد.
وتقول الحكومة إن هذه التكنولوجيا يمكن أن تزيد الإنتاجية بنسبة 1.5 في المئة سنوياً، أي ما يعادل 47 مليار جنيه إسترليني، أو نحو 57 مليار دولار، إضافية سنوياً على مدى عقد من الزمان.
وقال يوم الاثنين في جامعة لندن كوليدج «ستكون بريطانيا واحدة من القوى العظمى في مجال الذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى أن البلاد هي بالفعل الرائدة الأوروبية في مجال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
«سوف نحقق إنجازات، وسوف نخلق الثروة، وسوف نجعل الذكاء الاصطناعي يعمل لصالح الجميع في بلدنا».
تتنافس البلدان في جميع أنحاء العالم لتصبح مراكز للذكاء الاصطناعي، مع تحقيق التوازن بين الدفع نحو النمو والحاجة إلى بعض القيود على التكنولوجيا.
وتعتبر بريطانيا سادس أكبر اقتصاد في العالم، وهي تأتي بعد الولايات المتحدة والصين فقط، عندما يتم قياسها بمؤشرات مثل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وبراءات الاختراع، وفقاً لجامعة ستانفورد.
وقال ستارمر إن بريطانيا ستتبع مساراً «مؤيداً للنمو والابتكار» فيما يتعلق بالتنظيم.
وقال في إشارة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020 «أعلم أن هناك طرقاً مختلفة في جميع أنحاء العالم، لكننا الآن نسيطر على نظامنا التنظيمي، لذلك سنذهب في طريقنا الخاص في هذا الأمر».
«سوف نختبر ونفهم الذكاء الاصطناعي قبل أن ننظمه للتأكد من أنه عندما نفعل ذلك، يكون متناسباً وواقعياً».
وأضاف أن بريطانيا ستضع البيانات العامة، مثل المعلومات من خدماتها الصحية الحكومية، في «مكتبة البيانات الوطنية»، حيث ستكون متاحة للباحثين وفقاً لقواعد حقوق النشر الموثوقة.
وقال ستارمر إن الحكومة ستعتمد أيضاً جميع التوصيات الخمسين الواردة في تقرير «خطة عمل فرص الذكاء الاصطناعي» الذي أعده رجل الأعمال مات كليفورد.
ويتضمن ذلك تسهيل بناء مراكز البيانات من خلال تسريع الحصول على تراخيص التخطيط وتزويدها بوصلات الطاقة، وسيتم بناء أول مركز من هذا النوع في كولهام، أوكسفوردشاير، موطن هيئة الطاقة الذرية البريطانية.
ويحتاج الاقتصاد البريطاني بشدة إلى زخم جديد بعد أن أدت أكبر ميزانية لزيادة الضرائب لحكومة حزب العمال منذ عام 1993 إلى إضعاف ثقة الشركات، وقدر بنك إنجلترا الشهر الماضي أن الاقتصاد لم ينمُ في الربع الأخير.
وقال ستارمر إن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تغيير حياة الناس، بما في ذلك تسريع استشارات التخطيط، ومساعدة الشركات الصغيرة، وتقليل الأعباء البيروقراطية على الأطباء والمعلمين.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية