ناصر بن سعيد العتيقي يكتب: مشاركة قبائل طيوي في نقلة صحار 1952

د. ناصر بن سعيد العتيقي، باحث متخصص في التاريخ

تزخر الكثير من المخطوطات العمانية بوجود التقييدات الإضافية والمعلومات التاريخية كإضافة إلى المخطوطة، وفي هذه المقالة نرصد وجود تقييد بمخطوطة مصحف القرآن الكريم، التي نسخها بخيت بن سليمان بن راشد بن حبن بن سالم بن خميس بن سعيد المقيمي، من نيابة طيوي التابعة لولاية صور، بتاريخ الأربعاء 16 جمادي الآخر 1241هـ، (يوافق يوم 26 يناير 1826م)، حيث يوجد تقييد عن مشاركة قبائل طيوي فيما سمي يومئذ بنقلة صحار، التي دعا إليها السلطان سعيد بن تيمور عام 1952م.

وكتب هذا التقييد الإضافي في المخطوطة ماجد بن سعيد بن عامر بن سالم بن سعيد بن سالم بن حبن ونصه: ليعلم الواقف على هذا الكتاب في تاريخ يوم 17 من شهر محرم سنة 1372هـ (يوافق يوم 7 أكتوبر 1952م) قد ساروا بني مقيم في مطلب دولة سلطان مسقط سعيد بن تيمور بن فيصل سلطان عمان إلى بندر صحار، خمسون رجلا من بني مقيم وخمسون رجلا من عرب الصلوت وخمسون رجلا من الشعيبيين، وقاموا في صحار مدة سبعة أيام، وبعد رخصهم السلطان رجعوا إلى الوطن طيوي يوم 30 من محرم سنة 1372هـ الموافق 20 أكتوبر 1952م، ومكثوا في طريق البحر ستة أيام هذا بما صح تاريخه، كتبه الحقير إلى الله .

هذا التوثيق يضاف إلى مصادر تاريخية متنوعة حول موضوع نقلة صحار ويوثق تاريخ الخروج من طيوي والفترة التي استمرت فيها قبائل طيوي في صحار وفترة الرجوع منها إلى الوطن طيوي، ووسيلة النقل في الطريق البحري التي قللت من فترة النقل بدلا من الطريق البري، إضافة إلى الأعداد المشاركة من رجال كل قبيلة فيما يعتبر دعما شعبيا ووطنيا للسلطان سعيد من القبائل العمانية، التي لبت نداء الوطن يومها مع غيرها من القبائل العمانية للدفاع عن وحدة عمان وسلامة أراضيه.

ومن المعلوم أن نقلة صحار يومها كانت نتيجة للأحداث التي وقعت في البريمي في العام 1952، والتي حشد فيها السلطان سعيد القبائل العمانية في صحار، وحشد فيها الإمام محمد بن عبدالله الخليلي قسما آخر من القبائل العمانية في عبري، ولكن الأحداث المتلاحقة انتهت بالصلح المؤقت والتفاهم حول إجراء محادثات دولية تختص بمسألة البريمي بين السلطنة وإمارة أبوظبي من جهة والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى بمشاركة ودعم بريطاني.

ويومها لم يحدث اشتباك ولم تتوجه القبائل العمانية المتأهبة من صحار إلى البريمي ورجعوا سالمين غانمين إلى أرض الوطن بفضل حكمة السلطان سعيد وجنوحه إلى السلم مع تسجيله موقف عمان السياسي الحكومي والشعبي بالاستعداد لأي مواجهة تقتضيها الظروف والأحداث والتي تهدد أمن الوطن الواحد.

ونسجل هنا أيضا ذلك الموقف الوطني الموحد بين السلطنة والإمامة لمصلحة الوطن عمان لمواجهة أية تهديدات خارجية مهما كانت مستوياتها وتضحياتها.


هذا المحتوى مقدم من شؤون عُمانية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من شؤون عُمانية

منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 10 ساعات
صحيفة الرؤية العمانية منذ 10 ساعات
قبس للإعلام - عُمان منذ 8 ساعات
صحيفة الرؤية العمانية منذ 14 ساعة
عُمان نيوز منذ 3 ساعات
إذاعة الوصال منذ 9 ساعات
إذاعة الوصال منذ 9 ساعات
صحيفة الرؤية العمانية منذ 16 ساعة
عُمان نيوز منذ 5 ساعات