تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الثلاثاء، عن أهمية النوم وتأثيره الكبير على الأداء المعرفي، والدور الحاسم الذي يلعبه في تحسين الذاكرة والتركيز والإبداع.
وتضع نشرة المعهد بين يدي القارئ معلومات مهمة عن مراحل النوم، وتأثيره على الذاكرة والوظائف التنفيذية والإبداع، وآثار نقصه على الأداء المعرفي، إضافة إلى آليات تأثيره على الدماغ، وكيفية تحسين جودته لتعزيز الأداء المعرفي.
النوم هو أحد العمليات البيولوجية الأساسية التي تؤثر على كافة وظائف الجسم، ولا سيما الدماغ. على الرغم من أن النوم يشغل ثلث حياتنا تقريبًا، إلا أن العديد من الناس يستخفون بأهميته وتأثيره الكبير على الأداء المعرفي. تشير الأبحاث إلى أن النوم الجيد يلعب دوراً حاسماً في تحسين الذاكرة، والتركيز، والإبداع، بينما يؤدي نقص النوم إلى تدهور الأداء الذهني وزيادة مخاطر الأمراض العصبية.
النوم كعملية بيولوجية أساسية:
النوم ليس مجرد حالة من الراحة الجسدية؛ بل هو عملية معقدة يتم فيها تنظيم العديد من الوظائف الدماغية. يتكون النوم من عدة مراحل، أبرزها:
1. النوم غير الحركي السريع للعين (NREM): يتضمن ثلاث مراحل، ويتميز ببطء موجات الدماغ وانخفاض النشاط الجسدي. هذه المرحلة مهمة لاستعادة الطاقة وتجديد الخلايا.
2. النوم الحركي السريع للعين (REM): يحدث فيها الحلم، وتكون هذه المرحلة أساسية لمعالجة الذكريات وتعزيز الإبداع.
النوم والذاكرة:
تؤدي جودة النوم دوراً محوريًا في تحسين وظائف الذاكرة. تعمل عملية النوم على تعزيز ثلاث مراحل رئيسية للذاكرة:
1. الترميز : (Encoding) تتأثر قدرتنا على استيعاب المعلومات الجديدة بشكل كبير بمدة النوم وجودته. قلة النوم تقلل من نشاط الحُصين : (Hippocampus) وهو جزء من الدماغ مسؤول عن تخزين الذكريات الجديدة.
2. التخزين: (Consolidation) خلال النوم، يتم نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى. تحدث هذه العملية غالبًا أثناء مرحلة النوم العميق.
3. الاسترجاع: (Retrieval) النوم الجيد يسهل عملية استرجاع المعلومات المخزنة، بينما يؤدي نقصه إلى صعوبة في تذكر التفاصيل.
النوم والوظائف التنفيذية:
تشمل الوظائف التنفيذية مهارات مثل اتخاذ القرارات، التخطيط، والانتباه. تؤدي قلة النوم إلى تدهور هذه الوظائف بشكل ملحوظ. على سبيل المثال:
- الانتباه والتركيز: قلة النوم تقلل من نشاط القشرة الجبهية، مما يؤدي إلى صعوبة في التركيز والانتباه المستمر.
- اتخاذ القرارات: نقص النوم يجعل الأفراد أكثر عرضة لاتخاذ قرارات متهورة وغير مدروسة بسبب ضعف التواصل بين مناطق الدماغ المختلفة.
- التحكم العاطفي: النوم غير الكافي يزيد من النشاط في اللوزة الدماغية (Amygdala)، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للتوتر والانفعالات.
النوم والإبداع:
النوم، وبالأخص مرحلة (REM)، يعزز التفكير الإبداعي من خلال دمج المعلومات المختلفة وتوليد أفكار جديدة. الأشخاص الذين يحصلون على نوم كافٍ يظهرون قدرة أفضل على حل المشكلات بطرق مبتكرة مقارنة بأولئك الذين يعانون من قلة النوم.
آثار نقص النوم على الأداء المعرفي:
نقص النوم له تأثيرات سلبية واسعة على الدماغ. تشمل هذه التأثيرات:
1. ضعف الأداء الأكاديمي والمهني: الطلاب والعاملون الذين يعانون من قلة النوم يظهرون أداءً أقل في المهام المعرفية والعملية.
2. زيادة الحوادث والإصابات: نقص النوم يقلل من سرعة ردود الأفعال،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية