أدى توقف صادرات الغاز الطبيعي الروسية عبر خطوط أنابيب تمر من أوكرانيا إلى أوروبا منذ بداية العام الحالي لارتفاع أسعار الغاز المسال الطبيعي ليتجاوز الـ14 دولاراً للمليون وحدة حرارية، إذ أجمع عدد من محللي الطاقة على أن منافسة أوروبا لشراء شحنات من الغاز المسال سيزيد من أسعارها في السوق العالمية، ما سيزيد من المنافسة المصرية على الغاز المسال لتدبير احتياجاتها من الطاقة.
يقول أندرياس شرودر، رئيس تحليلات الطاقة في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز ICIS، لـCNN الاقتصادية، إن من المتوقع أن يصبح سوق الغاز المسال العالمي أكثر صرامة، «حيث من المرجح أن تزيد أوروبا وارداتها من الغاز المسال في عام 2025 بعد انخفاض قصير الأمد في عام 2024».
وأضاف شرودر أن الغاز الطبيعي المسال سيكون بالغ الأهمية في فصل الشتاء وفي فصل الصيف لإعادة ملء مخازن الغاز، «حيث إنه من الملاحظ أن مخازن الغاز تستنفد بشكل أسرع من السنوات السابقة، وبالتالي نتوقع مستوى ملء أقل بحلول نهاية هذا الشتاء ما لم يكن الشتاء معتدلاً للغاية؛ لذا فإن الأمر يعتمد على الطقس».
وتقول ياسمين علام، محللة قطاع الغاز في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز ICIS، لـCNN الاقتصادية، إن مصر انتقلت من دولة مصدرة إلى دولة مستوردة في عام 2024، ومن المتوقع أن تظل كذلك في عام 2025، «إذ لا يزال الطلب على الغاز الطبيعي المسال في مصر محفوفاً بمخاطر متزايدة، نظراً للتصعيد الجيوسياسي في إسرائيل المجاورة، وفي حالة خفض الإنتاج البحري الإسرائيلي فإن هذا من شأنه أن يحد من صادرات الغاز إلى مصر، وسوف يؤدي إلى المزيد من واردات الغاز الطبيعي المسال».
وأضافت علام، أن وحدة تغويز الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة Energos Eskimo -الموجودة حالياً في العقبة (الأردن)- ستنتقل إلى العين السخنة قبل صيف عام 2025، «وعلى هذا سيتم تسليم جميع الغاز الطبيعي المسال الوافد إلى كلا البلدين في الصيف المقبل إلى الميناء المصري، والذي سيظل في ذلك الوقت يعمل أيضاً على متن محطة تخزين الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة هوج غاليون».
وخلال مايو أيار الماضي، أعلنت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، التعاقد مع شركة هوج للغاز المسال النرويجية لاستئجار الوحدة العائمة «هوج جاليون» للغاز الطبيعي المسال، وذلك بهدف المساهمة في تأمين الاحتياجات الإضافية للاستهلاك المحلي خلال أشهر الصيف.
وخلال بداية ديسمبر كانون الأول الماضي، وقّعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، اتفاقية مع شركة «نيوفورترس» الأميركية لاستئجار وحدة تغويز عائمة تعد الثانية في السوق المحلي، بهدف استقبال وتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته إلى الحالة الغازية وتوجيهه إلى الشبكة القومية للغازات الطبيعية لتلبية متطلبات الاستهلاك.
وبدأت وزارة البترول المصرية في أبريل نيسان الماضي استيراد شحنات من الغاز المسال لمواجهة الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي من قِبل قطاع الكهرباء، والحد من انقطاعات الكهرباء خلال فترة الشهور الماضية.
وتقول محللة قطاع الغاز في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز ICIS، إنه بحلول صيف عام 2026 من المتوقع أن يبدأ تشغيل مصنع إعادة التغويز البري في الأردن وأن تنتهي صلاحية عقد استئجار سفينة هوغ غاليون، ما يترك فقط إنيرجوس إسكيمو في مصر، «لذلك ستكون هناك حاجة إلى وحدة تخزين عائمة جديدة».
وأضافت علام أنه في ما يتعلق بإنتاج الغاز المحلي المصري، «نفترض انخفاضات مستمرة في الإنتاج خلال معظم عام 2025، كما أنه من المتوقع أن تبدأ (إيني) بعض أعمال الإصلاح في حقل ظهر في أوائل عام 2025، ولكن من غير المرجح أن يضيف هذا أكثر من 6 ملايين متر مكعب يومياً إلى الحقل».
مدير قسم الغاز الطبيعي المسال العالمي بشركة كوموديتي إنسايتس التابعة لستاندرد آند بورز غلوبال، كان قال لـCNN الاقتصادية إنه من المتوقع استمرار واردات مصر الصافية من الغاز في الارتفاع، وذلك في المستقبل القريب، «إذ انخفض الإنتاج المحلي لمصر من الغاز الطبيعي في النصف الأول من عام 2024 بنسبة 25% مقارنة بمستويات الذروة لعام 2021، ومن المقرر أن يستمر في الانخفاض في الأشهر المقبلة حتى تمكن رؤية تأثير الآبار الجديدة».
ويضيف إيتباري أنه من المخطط استمرار مصر في الحاجة إلى واردات الغاز الطبيعي المسال في الأمد القريب من أجل الحد من انقطاع التيار الكهربائي، «كما أنه من المرجح أن تحتاج مصر إلى استثمارات محلية جديدة، فضلاً عن واردات إضافية من خطوط الأنابيب من مجموعة من الحقول الإسرائيلية أو القبرصية إذا كانت تريد إنهاء وارداتها من الغاز الطبيعي المسال والحصول على ما يكفي من الغاز المتبقي لإعادة تشغيل مستويات كبيرة من صادرات الغاز الطبيعي المسال».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية