ديمة محبوبة عمان تأجيل القرارات، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، عادة شائعة في حياة كثير من الأشخاص، منهم من لا يوليها الاهتمام رغم أهميتها وتأثيرها على مسار الحياة.
أحيانا ما تكون هذه القرارات البسيطة كإرسال رسالة اعتذار، أو إعادة ترتيب الأولويات في العمل، أو حتى اتخاذ خطوة نحو وظيفة جديدة، لكن ما يحدث غالبا هو أن هذه القرارات المؤجلة تتراكم ببطء، فتتحول من مجرد تفاصيل صغيرة إلى عبء نفسي يثقل الكاهل ويؤثر على الحياة والعلاقات بشكل غير متوقع.
يعيش التسويف الثلاثيني محمد بني عيسى، إذ يحلم منذ زمن طويل بتغيير وظيفته الحالية والبحث عن عمل يناسب شغفه في التصميم الجرافيكي. ويقول إنه كلما فكر في الخطوة، يجد نفسه يؤجلها مرة بسبب الخوف من المجهول، ومرة أخرى بسبب انشغاله بتفاصيل يومية، إذ يشعر بأنه عالق في مكان لا ينتمي إليه، لكن فكرة البدء من جديد تبدو مرهقة للغاية، حتى أصبح التأجيل أسهل حل، رغم معرفته بأنه يخدع نفسه.
أما ليلى وهي أم لطفلين، فتقول إنها تؤجل القرارات المتعلقة بصحتها النفسية والجسدية، فكانت تقول لنفسها دائما سأبدأ برياضة منتظمة الأسبوع القادم، لكن هذا الأسبوع لا يأتي أبدا، مع الوقت بدأت تشعر أنها تفقد السيطرة على حياتها، وأن قراراتها الصغيرة المؤجلة تستهلكها تدريجيا.
المرشدة النفسية والتربوية رائدة الكيلاني توضح أن هذا النوع من التأجيل مرتبط بمزيج من الخوف من الفشل والرغبة في تجنب المواجهة. وتقول "عندما نؤجل القرارات الصغيرة، فإننا في الحقيقة نحاول الهروب من الضغط النفسي الناتج عن التفكير فيها"، لكن المفارقة أن التأجيل نفسه يصبح مصدرا أكبر للقلق والتوتر، لأن العقل يحتفظ بهذه المهام كأعباء غير منتهية.
وتبين أن التأجيل لا يقتصر تأثيره على الفرد فقط، بل يمكن أن ينعكس على علاقاته الاجتماعية والمهنية، وتؤكد أن تأجيل القرارات البسيطة في العلاقات، مثل الاعتذار عن خطأ أو التعبير عن المشاعر، يؤدي إلى تراكم الخلافات الصغيرة التي قد تتحول إلى مشاكل كبيرة.
وتضيف الكيلاني أن العلاقات بحاجة إلى قرارات شجاعة يومية للحفاظ عليها، والتأجيل يزيد الفجوة بين الأفراد، وقد يفسر البعض هذا التأجيل على أنه إهمال أو عدم اهتمام.
ومن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية