* في الموروث الشعبي للجزيرة العربية، يبرز مثال شهير للشخصية المشاغبة الباحثة عن المشاكل، حيث يقال: (متيح مدوّر الطلايب)، أو (شرّاي الطلايب)، ومتيح هذا - بحسب الرواية الشعبية - رجلٌ قويّ الحجة والحيلة، عاش باحثاً عن المشاكل في كل مكان، لا لحلها، بل للصعود عليها والتربّح منها، حيث كان يشتري المشكلات التي يعجز عنها أهلها؛ بثمنٍ زهيد، سواء كانت ديوناً متعثرة، أو نزاعات إرث أو مزارع أو ماشية، ثم يتولى المطالبة بها، وغالباً ما كان يكسب هذه القضايا بفضل قوة بيانه وشخصيته المجادلة، ليخرج رابحاً من مشاكل غيره، فتحول إلى «مضرب مثل» لمن يبحث عن المشاكل ويشتريها بماله.
* لم يحظَ (متيح) في زمانه بتقدير الناس؛ على الرغم من ثروته المتنامية وشهرته الواسعة، بل كان شخصية مذمومة مكروهة، لأن أمواله تأتي بطرق غير أخلاقية، لكنه دخل التاريخ الشعبي كشخصية تحمل مزيجاً من الدهاء والتحايل والجشع و(اللقافة) طبعاً.
* اليوم، ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر (متيح) جديد، لكنه إلكتروني هذه المرة، ولم تعد (الطلايب) التي يعتاش عليها هي القضايا المالية القديمة والبسيطة، بل أصبح (المتيحيون الجدد) يمتهنون الاستفزاز، ويفتعلون مشكلات أكثر بذاءة على فضاءات الإنترنت، كالتعريض والقذف والتنابز، وتصيّد الهفوات أو حتى اختلاقها، بهدف جذب الانتباه، أو طمعاً في أن يُشتمون أو.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة