إبراهيم محمد سليمان يكتب: في ليالي النصر.. يجب أن لا ننسى

إبراهيم محمد سليمان/ كاتب وصحفي مصري

عاش قطاع غزة بالأمس ليلة سعيدة غابت عنه لفترات طويلة، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال، الأمر الذي من شأنه أن يوقف الحرب المدمرة المستمرة منذ 15 شهرا.

لم تكن غزة وحدها سعيدة بهذا الاتفاق، بل عمت الأفراح ربوع العالم العربي من المحيط إلى الخليج وتجاوزت ذلك إلى شتى أنحاء العالم الحر.

المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يومًا تتضمن تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها الآمن والفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.

أما تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة فسيتم الاتفاق عليها خلال تنفيذ المرحلة الأولى.

وتزامنًا مع الكشف عن تفاصيل بنود الاتفاق، كان لابد أن تحتفي الأصوات من كل الدول العربية بهذا الإنجاز الذي يحسب أولًا للمقاومة على صمودها طوال تلك الفترة، ووضع جيش الاحتلال الذي يتمتع بكافة أشكال الدعم السياسي والعسكري في موقف حرج.

في خضم هذه الاحتفالات وأجواء الفرح، تناسى البعض حجم الكارثة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جراء هذه الحرب المدمرة، وأصبح الحديث عن أهمية دور هذا الشخص أو هذه المنظمة في الوصول إلى هذا الاتفاق، وكأن الوصول إلى هذا الاتفاق هو الغاية التي طالما حلمنا بالوصول إليها! .

في عالمنا العربي، تصدرت صور قادة الدول والحكومات منصات التواصل الاجتماعي، وأصبح الجميع يتغنى ويتفاخر بصور قائده الذي وقف سدًا منيعًا ضد أطماع الصهيونية، وكان الرقم الأهم في المعادلة للوصول إلى هذا الاتفاق!

صحيح أن شعور الفرحة باتفاق وقف إطلاق النار يسود الجميع، لكن ضروري أن نستذكر القادة الذين أفنوا حياتهم في هذه الحرب، وليس القادة فحسب، بل حتى النساء والأطفال التي اغتالتهم الآلة العسكرية الإسرائيلية بدم بارد.

هذه الحرب التي استمرت لعام ونصف تقريبًا، كشفت حجم العوار الذي يعاني منه المجتمع الدولي، وحرب المصالح التي ربما تأتي على حساب الشعوب والمواطنين العزل، ونحن من عانينا ويلات هذه الحرب لابد ألا نتاجر بقضيتنا ونقف يدًا واحدة، بعيدًا عن إثارة النعرات والعصبيات في سبيل حلها وأن ينعم الشعب الفلسطيني دائمًا بالأمن والاستقرار.

هذا الاتفاق الذي تم برعاية قطرية مصرية أميركية، يعد بمثابة إنجاز واضح على كافة الأصعدة، لكن بعد وقف إطلاق النار تأتي المرحلة الأهم وهي إعادة إعمار قطاع غزة الذي عانى من ويلات هذه الحرب، وعودة السكان المهجرين في شمال القطاع، وإيصال المساعدات إلى كافة المناطق المتضررة.

نأمل بعد ليلة الفرح أن تتوالى ليالي النصر على أمتنا العربية والإسلامية، وأن تتحقق مسيرة النهضة والاستقرار التي تدفع بشعوبنا إلى الحرية والديمقراطية والرخاء.


هذا المحتوى مقدم من شؤون عُمانية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من شؤون عُمانية

منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 35 دقيقة
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 11 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 11 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ ساعة
صحيفة الشبيبة منذ 19 ساعة
صحيفة الشبيبة منذ 6 ساعات
صحيفة الرؤية العمانية منذ 6 ساعات
صحيفة رصد العمانية منذ 13 ساعة
صحيفة العربي منذ 11 ساعة
عُمان نيوز منذ 23 ساعة