مع بداية الحرب الأهلية في لبنان العام 1975 سعى نظام البعث السوري على نحو حثيث إلى أن يجد لنفسه موطئ قدم راسخاً فيها، وقد وجد نظام حافظ الأسد الفرصة سانحة بعد نشوب الحرب الأهلية اللبنانية فتدخل فيها عسكرياً بذريعة حماية الفلسطينيين، ولا سيما عقب اجتياح الجيش الإسرائيلي لبنان هو الآخر.
في نهاية السبعينات سعى نظام البعث السوري بقيادة حافظ الأسد ونظام البعث العراقي بقيادة أحمد حسن البكر إلى تشكيل اتحاد يتناوب على رئاسته أحمد حسن البكر وحافظ الأسد، ولقد كان لكل فريق مسوغاته في هذا التحالف، إلا أن نائب الرئيس العراقي -وقتئذٍ- صدام حسين شعر أن هذا الاتحاد سيلقي به خارج السلطة التي طالما سعى إليها، وعندها وجد صدام حسين نفسه بين مطرقة عدوه في الشرق الخميني وسندان عدوه الآخر في الغرب حافظ الأسد، وما زاد الأمور سوءاً بالنسبة له وجود تكتل في حزب البعث العراقي كان يهدف لمنع صدام -المعروف بدمويته- من الوصول للسلطة، غير أن صدام (الذي كانت بيده مفاتيح الأجهزة الأمنية والعسكرية) تمكّن من إزاحة أحمد حسن البكر، ثم قام بإعدام كل من قاوم وصوله للسلطة في مجزرة شهيرة عرفت تاريخياً بمجزرة قاعة الخلد.
اتهم صدام حسين علانية حافظ الأسد بتدبير محاولة انقلاب ضد حزب البعث العراقي لمنعه من الوصول للسلطة، وهو ما أنكره الأسد، غير أن موازين القوى العسكرية بين سوريا والعراق كانت تميل لصالح العراق، ولاسيما عقب الضربات القاسية التي تلقاها جيش الأسد على يد الجيش الإسرائيلي في لبنان، لذلك تيقن حافظ الأسد من حاجة حزب البعث السوري لتحالف إقليمي يحميه من العراق شرقاً ومن إسرائيل التي تكن العداء الشديد له- غرباً، لذلك لم يجد الأسد بداً من التحالف مع إيران لتكون الحليف الإقليمي له.
بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية كانت سوريا تقف مع إيران بشكل مباشر وغير مباشر ضد نظام صدام حسين، أما التدخل السوري في لبنان فقد تطلب إعادة ترتيب بشكل يسمح لسوريا بالتدخل في لبنان بشكل غير مباشر، وكان هذا الشكل هو محاولة تكوين مليشيات عسكرية تدين بالولاء لسوريا ولإيران في آن واحد، وهنا تم تأسيس حزب الله العام 1982 برعاية سورية وتحت مظلة إيرانية، وكانت سوريا تقدم الدعم العسكري واللوجستي لحزب الله ليكون واجهة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ