ساعات ويصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على رأٍس وفد كبير يضمّ 30 شخصاً إلى لبنان الذي لطالما عبّر عن حبّه له.. حتّى باللغة العربيّة "بحبّك يا لبنان".
زيارته هذه المرّة مميّزة، مليئة بالأمل والتفاؤل.
فبعد أيّام قليلة على انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهوريّة وتسمية القاضي نوّاف سلام رئيسًا لتشكيل الحكومة بعد فراغ استمرّ لعامين، هرع ماكرون قبل الجميع ليبارك ويهنّئ ويشدّ على يد الرئيس الجديد دعمًا.
لكن هل ستقتصر الزّيارة على الشّكليات أم ستكون مليئة بالرسائل والوعود على مختلف المستويات للنهوض بالبلد وطي صفحة الحرب إلى غير رجعة؟
الزّيارة تحمل رمزيّة كبيرة للاطلاع على تفاصيل الزّيارة المرتقبة التي لا تفصلنا عنها إلّأ ساعات قليلة، كان لمنّصّة "المشهد" حديثٌ مع عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي النائبة إميليا لاكرافي التي تواكب الرئيس خلال زيارته ضمن الوفد المرافق، والتي شدّدت على ان الزيارة تعكس "التزام فرنسا الدائم باستقرار لبنان".
واعتبرت لاكرافي أن لبنان يعيش حاليا "نقطة تحول تاريخية فبعد أكثر من عامين من الشّغور الرّئاسي، يعود لبنان إلى ديمقراطيته لأن انتخاب رئيس جديد ورئيس وزراء جديد خطوة كبيرة إلى الأمام لهذا البلد الشقيق، العزيز جدا على قلوب الفرنسيين، وزيارة الرئيس ماكرون والوفد الفرنسي هي ذات رمزية كبيرة، فهي لا تشهد على تضامن فرنسا الثابت مع الشعب اللبناني فحسب، بل تؤكد التزامنا المشترك بالسلام والاستقرار وقبل كل شيء بمستقبل لبنان أيضاً، خصوصا رؤية لبنان ينهض ويمضي قدمًا".
ماكرون سيجدّد تمنّيه "تشكيل حكومة قويّة" من ناحية أخرى، أفصحت لاكرافي عن أن "ماكرون سيجدّد تمنيه تشكيل حكومة قوية في أقرب وقت ممكن، قادرة على توحيد لبنان بجميع تنوعاته وأطيافه وإنهاض البلد بعد فترة الشلل والركود التي عاشها".
وعن الوضع في جنوب لبنان رأت لاكرافي أن ثمة "فرصة للعمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار" الذي أُعلن عنه في 26 نوفمبر بين "حزب الله" وإسرائيل وبرعاية الرئيسين الأميركي جو بايدن وماكرون، "ولتجديد التزام فرنسا بهذا الهدف ضمن قوات اليونيفيل وفي إطار آلية مراقبة" تطبيق الاتفاق.
مصادر فرنسيّة: ماكرون سيعطي دفعاً لحكومة سلام ولئن كانت الرئاسة الفرنسية قد وعدت بـ"خطوات رمزية" لحشد دعم الأسرة الدولية للبنان بعد مؤتمر عُقد في باريس في أكتوبر، فإن الدولة الصغيرة تبقى رأس جسر مهماً لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط. بالتالي، تؤكد مصادر فرنسية مطّلعة لمنصّة "المشهد" أن ماكرون سيصل إلى لبنان حاملاً سلة من الوعود والمشاريع السياسية والاقتصادية.
وتضيف المصادر نفسها أن ماكرون يأمل في أن يعطي وجوده في لبنان دفعاً للعملية السياسية، خصوصًا لجهة تأليف حكومة يصطدم رئيسها المكلف نوّاف سلام حالياً بالعقدة الشيعة المتمثلة في رفض ثنائي "حزب الله" وحركة "أمل" التعاون معه. ولا يُستبعد في هذا السياق أن تكون الدوائر الفرنسية المعنية تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء مع قياديين في "حزب الله"، في مقدمهم النائب محمد رعد، لحل العقد والسماح للحكومة الموعودة بأن تبصر النور.
وقال نائب سابق من معسكر ماكرون ومقرّب جداً من الأخير لمنصّة "المشهد" إن فرنسا تريد توسيع دعمها للجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية، والاضطلاع بدور أساسي في تعزيز الجيش مع إدراكها أن الدور الأساسي في هذا المجال سيبقى للأميركيين.
كما أن ماكرون حريص على إبداء مساندته لنوّاف سلام، خصوصاً أن زوجة الأخير الصحافية سحر بعاصيري، كانت سفيرة لبنان لدى اليونيسكو، وبالتالي نسجت في باريس شبكة واسعة من العلاقات.
يُذكر انّ ماكرون كان قد زار لبنان مرتين بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع 4 من أغسطس 2020 ودمّر أحياء واسعة من العاصمة وأسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة الآلاف بجروح.
واندرجت زيارتا ماكرون يومها في إطار مساع بذلها لمساعدة لبنان على الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية التي غرق فيها منذ العام 2019. وشاركت فرنسا في تنظيم مؤتمرات عدة لدعم لبنان، وحثته مرارا على تنفيذ إصلاحات ملحة لبدء تعافي الاقتصاد وكمقدمة للحصول على دعم دولي.
تجدر الإشارة إلى أن باريس أعلنت بعد اتصال بين ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل ساعات، العزم على عقد مؤتمر بشأن إعادة إعمار سوريا في فبراير المقبل. وعلمت منصة "المشهد" من مصادر قريبة من دوائر الإليزيه أن إعلاناً مماثلاُ قد يصدر حول لبنان بعد أيام من زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت شرط ولادة حكومة لبنانية فاعلة تعمل وفق بيان وزاري واضح وطموح.
مواضيع ذات صلة (المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد