ترامب يفرض هدنة في غزة رغم المخاطر الداخلية والإقليمية

يشكل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إذا التزمت به أطراف النزاع، فسحة أمل وانفراجا في الشرق الأوسط برمته، بعد حرب دامية أسفرت عن آلاف القتلى والجرحى من الجانبين، فضلاً عن الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية في القطاع. هذا الاتفاق لم يكن ليتم لولا تدخلات متعددة من أطراف دولية وإقليمية، أبرزها الولايات المتحدة، بالرغم من الحسابات السياسية المحلية لكل من حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل وحركة حماس في غزة. وسيدخل الاتفاق حيز التنفيذ يوم (الأحد 19 يناير/ كانون الثاني 2025) عشية تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. ويتضمن الاتفاق المبادئ والأفكار التي طرحها جو بايدن في نهاية أيار/ مايو والتي تطلب التوافق عليها ثمانية أشهر من الجهود الدبلوماسية العسيرة.

وقد لعبت الإدارة الأمريكية (الجديدة والمنتهية ولايتها) دورا رئيسيا في هذا الإنجاز، من خلال وساطات متعددة عبر قنوات دبلوماسية عربية وأوروبية بالضغط على الجانبين للعودة إلى طاولة المفاوضات. فقد استخدم ترامب علاقاته الشخصية مع قادة إسرائيل، فضلاً عن دور دول عربية مثل قطر ومصر والسعودية، للضغط على حماس للقبول بشروط وقف إطلاق النار. وبهذا الصدد كتبت صحيفة "دي فولكرانت" الهولندية (15 يناير/ كانون الثاني 2025) أن السبب الأول للتغيير في المواقف هو انتخاب دونالد ترامب رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة. فقد هدد ترامب بأن "الجحيم" سينفجر إذا لم تطلق حماس الرهائن الإسرائيليين قبل تنصيبه في 20 يناير. وأضافت الصحيفة أنه "من الممكن أن تكون حماس رأت في تهديدات ترامب إشارات إلى أنه لن يستمر حتى في ممارسة الضغط المحدود الذي مارسه الرئيس جو بايدن على الحكومة الإسرائيلية لكي تتوقف عن التصعيد في غزة بين الحين والآخر. قد يكون هذا الضغط أحد العوامل التي جعلت حماس أكثر استعدادًا للتنازل. من جهة أخرى، شعرت إسرائيل أيضًا بضغط متزايد، إذ يرغب ترامب في أن يُذكر في التاريخ بوصفه الرجل الذي أنهى الحروب، ويأمل في أن يتمكن من تحقيق صفقة إقليمية أكبر تشمل أيضًا المملكة العربية السعودية".

ترحيب ألماني حذر بوقف إطلاق النار سارعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى توصيف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه "تقدم كبير"، غير أنها حذرت في الوقت ذاته مما أسمته باستمرار وجود تحديات مقبلة. وفي حوار مع القناة الأولى للتلفزيون الألماني "أ.إر.دي" (16 يناير) قالت بيربوك "لا يوجد شيء مؤكد، حسبما يظهر الوضع العالمي عادة، ولكن هناك طفرة كبيرة تحدث الآن". وأضافت أن هذا الاتفاق جاء بعد 15 شهرا من العمل الجاد منذ اندلاع الحرب، عقب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023.

ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وأكدت بيربوك أنه يتعين إطلاق سراح باقي الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. واستطردت موضحة "من المهم الآن تنفيذ ما أعددناه. وألمانيا مستعدة لذلك". وبهذا الصدد كتب موقع "شبيغل أونلاين" (16 يناير) معلقا "إنها لحظة فرح لحوالي 2.3 مليون شخص في قطاع غزة الذي دُمر إلى حد كبير. ولجميع الإسرائيليين الذين من المفترض أن يستعيدوا أفراد عائلاتهم وأصدقائهم. نعم، بل وللمنطقة بأسرها، التي عانت منذ هجوم إرهابي من قبل حماس، حيث قُتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل وتم اختطاف 250 آخرين، وما تلاه من حرب كارثية".

حسابات نتنياهو وفرحة في إسرائيل من جهة أخرى، كان لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حسابات داخلية معقدة دفعته للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في هذا التوقيت. فالدولة العبرية تكبدت بدورها خسائر بشرية ومادية كبيرة، وهو ما أثر بشكل سلبي على شعبيته في الداخل، خاصة في ظل انتخابات قادمة قد تحدد مستقبله السياسي. نتنياهو كان يواجه ضغوطاً من المعارضة التي كانت تتهمه بإدارة فاشلة للحرب في غزة، وعدم اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الهجمات الصاروخية المستمرة على المدن الإسرائيلية. كما أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية داخل إسرائيل كانت تتطلب منه البحث عن حلول لتهدئة الوضع الداخلي، حيث كانت العديد من الأوساط السياسية والاجتماعية تنتقد تكاليف الحرب المستمرة.

وبهذا الصدد كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية معلقة (16 يناير) "ليس هذا وقت الانشغال بالسياسة الصغيرة للموقف. ليس هذا وقت التذمر بشأن إطلاق سراح إرهابيي حماس، يمكن أن يحدث كل ذلك في الوقت المناسب. اليوم يجب أن نحتفل، كأمة ولأمتنا. كأمة لأننا شعب يعتبر الحياة أهم من الموت، ولأننا سنلتقي قريبًا برهائننا أحياء في منازلهم. لأمتنا، لأن هؤلاء الأشخاص الذين احتجزوا لمدة 468 يومًا في قطاع غزة هم أمتنا (..) دعونا نؤجل التقاتل للغد. في ذلك نحن بارعون على أي حال".

غزة ـ قطاع مدمر ورضوخ حماس بعد 15 شهرا من الضربات العسكرية من قبل إسرائيل، بات موقف حماس صعبا ومعقدا، وهي التي تدرك أن استمرار الحرب يعرض القطاع لمزيد من الدمار ويؤثر سلباً على قوتها داخل غزة وخارجها. بالإضافة إلى ذلك، كانت الحركة تحت ضغط كبير من قبل المجتمع الدولي، خصوصاً من الدول العربية كقطر التي تربطها بها علاقة خاصة. إلى جانب ذلك، كانت حماس تحاول استثمار أي اتفاق لوقف إطلاق النار لصالح تعزيز مكانتها السياسية في غزة والضفة الغربية.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة DW العربية

منذ 6 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
قناة العربية منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة العربية منذ ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 3 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 17 ساعة
قناة العربية منذ 10 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 9 ساعات
قناة يورونيوز منذ 8 ساعات