مستشار مسعود بارزاني يكشف ل"المشهد" سبب زيارة مظلوم عبدي لكردستان العراق

استقبل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني في مدينة أربيل، مساء أمس الخميس، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، لتأتي هذه الزيارة بعد 3 أيام من استقبال عبدي لمسؤول الملف السوري في حكومة إقليم كردستان حميد دربندي في سوريا.

وذكر بيان صادر عن مقر البارزاني، أن اللقاء بحث الأوضاع في سوريا وآخر التطورات الأمنية والسياسية، بالإضافة إلى التباحث حول الإطار العام لتعامل القوى الكردية مع الوضع الجديد وكيفية اتخاذ موقف مشترك للأحزاب الكردية في سوريا.

ونشر عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، تغريدة عبر منصة "إكس": "إن اللقاء بين الرئيس مسعود بارزاني وقائد قوات سوريا الديمقراطية، يعد إنجازاً كبيراً لتعزيز الوحدة الكردية، وتمكين الحكام السوريين الجدد في دمشق من تحقيق انتقال سياسي سلس للسلطة".

وفي المقابل، نشر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، تغريدة في منصة "إكس" عبّر من خلالها عن سعادته بلقاء الزعيم مسعود بارزاني، مؤكداً أنه تمت مناقشة عملية التغيير التي تمر بها سوريا، وضرورة توحيد موقف الكرد، وأن الحوار مع دمشق يجب أن يحمي حقوق الشعب الكردي.

وساطة كردية وذكرت مصادر إعلامية، أن مسؤول الملف السوري في حكومة إقليم كردستان، حميد دربندي، طرح خلال زيارته لمناطق شمال وشرق سوريا، مبادرة وساطة تهدف إلى معالجة ملف "قسد" في سوريا وتخفيف التحفظات التركية تجاهها.

وقال المستشار الإعلامي للرئيس مسعود بارزاني، كفاح محمود، لمنصة "المشهد"، إنه "بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، توفّرت الفرصة المواتية للعمل التفاوضي، مما تطلب جهداً موحداً للفعاليات السياسية الكردية للجلوس مع بعضها، ووضع خارطة طريق لمستقبل البلاد".

وأكمل محمود: "بناءً على هذا الأساس أرسل الزعيم مسعود بارزاني مبعوثاً للقاء مظلوم عبدي وبقية القيادات السياسية في سوريا، وتمخّض هذا اللقاء عن زيارة عبدي إلى أربيل، حيث تم تداول تفاصيل ما يجري اليوم من حراك سياسي للوصول إلى المؤتمر الوطني في سوريا".

وعن دور الوساطة الذي سيلعبه الرئيس بارزاني، قال محمود، إن "الرئيس مسعود بارزاني نجح سابقاً، في تقريب وجهات النظر بين حزب العمال والحكومة التركية، ما أنتج هدنة دامت لأكثر من عام ونصف، لكن للأسف اختارت قوى أخرى الخيار العسكري، ما أدى إلى انهيارها وعودة العمليات العسكرية، أما اليوم فقد توفرّت الفرصة داخل تركيا للتفاوض مع حزب العمال الكودستاني، ربما تدفع هذه الجهود إلى تقارب أو تفاهم بين "قسد" والحكومة التركية، بدعم وتشجيع من قيادة كردستان متمثلة بالرئيس مسعود بارزاني".

طي صفحة الماضي جاءت هذه الزيارة، بعد أن كانت العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل، وحزب الاتحاد الديمقراطي أكبر أحزاب الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، شهدت فتوراً خلال السنوات الماضية، بسبب ارتباط الأخير مع حزب العمال الكردستاني المعارض، ترافق ذلك مع افتقار المشهد السياسي الكردي في سوريا إلى وحدة الصف وإلى مرجعية واحدة تمثل كرد سوريا.

وفي المقابل، تشهد العلاقات الكردية التركية، تطوراً ملحوظاً، ونشاطاً تجارياً واسعاً بين أربيل وأنقرة، إضافة إلى الزيارات الدبلوماسية المتبادلة بين البلدين، حيث زار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مدينة أربيل نهاية شهر إبريل 2023. بينما زار رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، العاصمة التركية أنقرة في 7 يناير الجاري.

وقالت عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري بروين يوسف، لمنصة "المشهد"، إن "زيارة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي إلى إقليم كردستان، للقاء الرئيس مسعود بارزاني، جاءت في توقيت حساس، يحمل في طياته أبعادًا سياسية وإستراتيجية عميقة، لذلك وجدنا أنه من الضروري توحيد الموقف الكردي تجاه دمشق، والتأكيد على أن الأطراف الكردية في سوريا يجب أن تقرر مصيرها دون أيّ تدخل وبالطرق السلمية".

وأوضحت يوسف، أن "الزيارة جاءت لضمان حقوق الشعب الكردي، والتوصل إلى تفاهم يكون عامل سلام واستقرار ينهي البؤس الذي حل بالشعب الكردي والمجتمعات الأخرى في سوريا".

وعن نتائج اللقاء، قالت يوسف: إذا نجح الطرفان في استثمار هذه الزيارة، فإنها قد تفتح المجال أمام اتفاقات ملموسة حول التعاون العسكري والسياسي، ووضع إستراتيجية موحدة لمواجهة الضغوط الإقليمية، كما يمكن أن يمثل هذا اللقاء بداية مرحلة جديدة من التفاهم السياسي، قائمة على إدراك أن التحديات الراهنة تستدعي تجاوز الخلافات والعمل المشترك لتحقيق المصالح الوطنية.

كما تحمل الزيارة بحسب يوسف، رسائل متعددة:

الأطراف الكردية قادرة على التكاتف لمواجهة التحديات.

رسالة إلى القوى الإقليمية، بأن أيّ محاولات لتقويض الجهود الكردية لن تؤدي إلا إلى زيادة الإصرار على حماية الحقوق.

دعوة إلى المجتمع الدولي لتعزيز دعمه القضية الكردية باعتباره عامل استقرار مهم في منطقة مضطربة.

إنهاء الصراع التركي - الكردي وجاءت هذه الزيارة، بالتزامن مع مساعي "قسد" لإعادة ترتيب بيتها الداخلي، وتحسين علاقاتها الإقليمية والدولية، حيث أكد عبدي، أن القوات لا تعتزم حل نفسها في المرحلة الحالية، وأن أيّ اتفاق محتمل لتسليم حقول النفط إلى الإدارة الجديدة في سوريا سيكون مشروطاً بتوزيع عادل للثروات بين المحافظات السورية.

وفي مقابلة إعلامية، أكد عبدي، أن ّهناك توافقاً مع الإدارة السورية الجديدة، بشأن ربط مؤسسات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا مع الإدارة المركزية في دمشق، مع الحفاظ على خصوصية هذه المؤسسات بما يتناسب مع خصوصية المنطقة، وأن هذا الربط يمكن أن يسهم في حل المشكلات بشكل أفضل.

كما تزامنت زيارة عبدي إلى أربيل، مع محاولات أنقرة لإطلاق عملية سلام جديدة في تركيا، وإنهاء ملف القضية الكردية، والصراع التركي الكردي المسلح المتواصل منذ أكثر من 4 عقود، حيث صرّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه على حزب العمال الكردستاني الاستجابة إلى دعوة محتملة سيوجهها زعيمه المسجون عبدالله أوجلان، بإلقاء السلاح، وأنّ تركيا سوف تحقق هدف القضاء على الإرهاب.

ويرى المحلل السياسي، محمد زنكنة أنّ "زيارة مظلوم عبدي للرئيس مسعود بارزاني، في هذا التوقيت، تؤكد أن مفتاح الحل للقضية الكردية المقسمة بين سوريا والعراق وتركيا وإيران، هو لدى الرئيس مسعود بارزاني، وأن هذه الزيارة سترسم صورة التعاون الكردي الكردي في المستقبل، وتوحيد الموقف الكردي والمطالبة بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في المنطقة".

ويختم زنكنة حديثه بالقول لمنصة "المشهد"، إن "نتائج الزيارة إيجايبة، وستؤدي أيضاً إلى نتائج إيجابية على الشعب الكردي في سوريا، خصوصاً أن الجميع بانتظار أن يكرر الرئيس مسعود بارزاني الزيارة التي قام بها قبل 3 عقود إلى سوريا، وهناك أيضاً دعوة من الممكن أن توجه لرئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني لزيارة دمشق ولقاء الإدارة السورية الجديدة".

وتسعى قيادة كردستان العراق، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا، للاستفادة من هذه العلاقات في الوساطة بين أنقرة والإدارة الذاتية في سوريا، بهدف المساهمة في تأمين الوضع الكردي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وإنهاء الصراع الدائر بين الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وبين أنقرة، التي توجه ضربات جوية مستمرة على مناطق سيطرة الأخيرة، وتعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كمنظمة إرهابية.

(المشهد )


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ 18 ساعة
قناة يورونيوز منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
قناة العربية منذ 55 دقيقة
قناة العربية منذ 10 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 18 ساعة
قناة يورونيوز منذ 7 ساعات