في حوار مؤثر بين الإعلامي محمد قيس والممثلة السعودية إلهام علي في بودكاست عندي سؤال عبر قناة المشهد، كشفت إلهام عن مراحل صعبة من طفولتها وشبابها، حيث واجهت تحديات صحية وشخصية تركت بصمتها على شخصيتها ومسيرتها. في هذا المقال نتعرف على العديد من جوانب شخصية وحياة إلهام علي. إلهام علي فنانة تُثير القلق لا الجدل خلال اللقاء، ناقشت إلهام نظرة الجمهور إليها وأوضحت أنها لا تسعى لإثارة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل تحرص على أن يتحدث عملها عنها. وأكدت أنها تفضل الصمت والتركيز على ما تقدمه من أعمال فنية مميزة، قائلة: "أحب أن يكون شغلي هو الذي يتحدث عني." أضافت أن التزامها بالمصداقية والإبداع في العمل قد يجعل البعض قلقًا من اختياراتها المختلفة، لكنها ترى أن هذا القلق يأتي نتيجة سعيها المستمر لتقديم أدوار تخرجها من منطقة الراحة.
تحدثت إلهام علي عن فلسفتها في اختيار أدوارها، حيث أكدت أنها دائمًا ما تبحث عن أدوار جديدة ومميزة تتحدى فيها نفسها، بغض النظر عن النجاح أو الفشل. قالت: "ما يهمني هو تقديم شيء مختلف، وأن أختبر قدرتي على الابتكار." كما أشارت إلى أنها تتلقى العديد من العروض التي تتميز بجوانب مادية ومساحات أدوار واسعة، لكنها ترفض أي دور لا يقدم إضافة جديدة لمشوارها الفني.
البدايات الخجولة وشرارة التمثيل كشفت إلهام عن طفولتها التي وصفتها بأنها كانت مليئة بالخجل والخوف من التفاعل الاجتماعي. تحدثت عن تجربتها الأولى مع التمثيل عندما أجبرتها والدتها على المشاركة في مسرحية مدرسية. ورغم رهبتها في البداية، شعرت بشعور فريد من الانتماء عند صعودها إلى خشبة المسرح، وقالت: "شعرت أن هذا هو عالمي، ومن هنا بدأت شرارة حب التمثيل".
تحدثت إلهام علي ذكريات طفولتها في المنطقة الشرقية، حيث وُلدت وعاشت تجربة طفولة غريبة نوعًا ما. تحدثت عن الرهاب الاجتماعي الذي عانت منه في البداية، وكيف كانت والدتها داعمة ومؤمنة بقدرتها على التغلب على هذا الخجل. ذكرت كيف أن هذا الدعم ساعدها في شق طريقها في الحياة والمجال الفني.
التحديات الصحية والتنمر في الطفولة تحدثت إلهام علي عن مشكلة صحية عانت منها في طفولتها، حيث انزاحت إحدى فقرات ظهرها، مما اضطرها لارتداء جهاز طبي لفترة طويلة حتى يكتمل نموها. هذه التجربة كانت مؤلمة، ليس فقط جسديًا بل نفسيًا أيضًا، حيث تعرضت للتنمر من زميلاتها في المدرسة بسبب اختلافها الظاهري.
ذكرت إلهام كيف كانت تشعر بالعزلة والابتعاد عن الآخرين، حيث كانت تجلس دائمًا في مؤخرة الصف بسبب الكرسي المخصص لها. هذا الواقع كان صعبًا على طفلة تحاول فهم ما يحدث ولماذا هي مختلفة.
وصفت إلهام تجربتها مع التنمر بأنها من أكثر المحطات إيلامًا، حيث تركت أثرًا عميقًا في نفسها. كانت نظرات الأطفال وتعليقاتهم الجارحة تجعلها تشعر بالغربة وعدم الانتماء. رغم محاولات والدتها لتخفيف معاناتها وإقناعها بأهمية الجهاز الطبي، إلا أن الشعور بالرفض ظل يرافقها.
مع مرور السنوات، استطاعت إلهام تحويل آلامها إلى طاقة إيجابية. وجهت رسالة مؤثرة إلى طفلتها السابقة قائلة: "يا إلهام، هذا الألم سيجعلكِ امرأة قوية تدافع عن كل من لا صوت له. سيأتي اليوم الذي تكسرين فيه الغلاف المحيط بك لتصبحي رمزًا للقوة وأخذ الحق".
لحظات النجاح والتتويج في جوي أووردز أبرزت إلهام لحظة حصولها على جائزة "جوي أووردز" كإحدى المحطات الأكثر تأثيرًا في مسيرتها المهنية. وصفت اللحظة بأنها كانت ساحرة ومليئة بالرهبة، حيث لم تستوعب الإنجاز إلا بعد عودتها إلى المنزل.
قالت إلهام علي إنها لم تتوقع الفوز بجائزة "أفضل ممثلة عربية" في حفل جوي أووردز، مشيرة إلى أن المنافسة كانت قوية بين 4 نجمات بارزات: هدى حسين، نادين نسيب نجيم، شجون الهاجري، وإلهام علي.
وعن شعورها بالفوز، وصفت اللحظة بأنها مفصلية في حياتها، حيث لم تستوعب الحدث سريعًا وكانت بحاجة إلى من يهدئها. تحدثت عن دعم زوجها خالد الذي كان بجانبها في تلك اللحظة الحرجة، وكذلك عن احتضانها للفنانة نادين نسيب نجيم في إشارة إلى روح التقدير والمنافسة الشريفة.
أوضحت إلهام أن فوزها في وطنها له أهمية خاصة، إذ اعتبرته رسالة لكل امرأة سعودية بأن الحلم ممكن، وأنها قادرة على إثبات نفسها أمام العالم. وأكدت أن المرأة السعودية كانت دائمًا موجودة وفعالة، لكنها لم تكن تُظهر إنجازاتها عالميًا. واليوم، مع الدعم الكبير من القيادة والمجتمع، أصبحت الفرص سانحة للنساء للتألق والمنافسة في مختلف المجالات. أضافت أن الثقة الممنوحة من قادة الوطن تعد مسؤولية كبيرة تتطلب العمل الجاد لتحقيق التميز.
عن الشكوك التي أثيرت حول استحقاقها للجائزة، أكدت إلهام أن تلك الآراء تعكس مشكلة ثقة لدى بعض الأشخاص بأرضهم وإنجازات أبناء وطنهم. أوضحت أن نجاحها لم يكن وليد لحظة واحدة، بل جاء بعد حصولها على العديد من الجوائز الدولية، مثل جائزة نجم العرب في مصر، وجائزة في البحرين، وأخرى في أمستردام، بالإضافة إلى تكريمها في دبي. وأكدت أن تلك الجوائز لا تُشترى، بل تُمنح بناءً على العمل الجاد والموهبة.
إلهام علي: بدأت من الصفر واخترت التوجه إلى الفن السعودي استعرضت إلهام التحديات التي واجهتها في بداية مسيرتها، مشيرة إلى أن دخولها لعالم الفن لم يكن سهلًا، حيث بدأت من الصفر ومن دون أي واسطة.
بدأت التمثيل في البحرين ثم انتقلت إلى الكويت، حيث أثبتت موهبتها رغم المنافسة القوية مع أسماء لامعة. أكدت أن رغبتها في العمل بالسعودية كانت حلمًا كبيرًا، حتى جاءت الفرصة عبر عمل سعودي بالرغم من التحديات التي واجهتها في النص والأجر.
اختارت إلهام التخلي عن الراحة النسبية في الأعمال الخليجية والتوجه للسوق السعودي. هذا الانتقال لم يكن سهلاً، إذ تطلّب منها التنازل عن مكانة كانت قد حققتها والبدء من جديد في بيئة جديدة بتحديات مختلفة. تحدثت إلهام عن شعورها بالتردد والخوف من هذه الخطوة، لكنها قررت أن تجعلها تحديًا شخصيًا لإثبات نفسها وإظهار موهبتها لجمهور بلدها.
(المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد