صفر المعرفة.. فرصة أخيرة للبناء #سرايا

يوسف القحافي - "وأما الجهل فلا يخفى ما يوقع صاحبه في المهالك"، هكذا وصف ابن خلدون الجهل في مقدمته الخالدة، فلا تخفى مهالك الجهل ونقص المعرفة والإدراك، أكبرها اندثار دول واصغرها استدلال خاطئ، فما أحوجنا اليوم لمعالجة اسباب الجهل بدرجاته، وإعادة بناء اسباب المعرفة، في زمنٍ يُختصر جهد سنين تحصيل المعرفة فيه ببضع نقرات، وكما لكل شيء فوائد فلكل شيء علّة، وعلّة زمننا تشتت مصادر المعرفة لوفرتها، فأضحت الايجابية هي السلبية وباتت المعرفة الصحيحة ككنز واضحٍ للعيان لا يُعرف له مفتاحه المطلوب، فأين المفتاح؟

إن اللغة أحد وجهي الفكر، فإن لم تكن لنا لغة تامة صحيحة فلن يكون لنا فكر تام صحيح، فالمعرفة هي ضالة العامة، وامتياز الخاصة، وضالتنا من اللغاتِ اليومَ ما هي إلا لغة التواصل والتعبير، فكيف يمكن ان تكون المطالبة صحيحة إن لم تستند الى فكرٍ صحيح، وكيف تكون استدلالاتنا مقبولة إن لم تستند لجدار من الاحترام لحدود معارف النفس أولًا، ولحقوق الناس ثانيًا، فالناس اليوم يُبدون آرائهم بأية كيفيةٍ كانت فيما يختص بشؤون المجتمع الكبير على تعدد خصوصياتها والى ابعد من ذلك من المسائل ذات الدرجة العليا من الأهمية الاجتماعية في الدولة، فمعلومٌ انه لا شخص من ذوي الاطباع المستقيمة والأذواق السليمة يجسُر على معارضة الطبيب فيما يختص بعلمه، والفلكيّ فيما له مساس بالكسوف والخسوف، فأولئك الناس لا يدركون ان تحدياتنا اليوم بتعقيد اسبابها الكامنة وراءها؛ أصعب ادراكًا من ادراك الكيمياء والفلك وان العلم بأكمله اذا أفني في مدرسة قواعد تلك الموضوعات لا يتسنى الكلام عليها مع الوثوق من سلامة الوقوع في الزلل، فمن لم يتصدّ يومًا لدراسة مبادئ الاقتصاد يدعي انه على وقوف تام بقواعده ومبادئه، لمجرد ثبوت حقه في التعبير! بالرغم من انها مواضيع مرنة بتقلباتها وتقلبات اساليب التعامل معها لأحكام تبدل الظروف من ظروف سياسية واقتصادية مختلفة، تدلي بظلالها على الحياة الاجتماعية للشعوب، اضافة الى خلفيتها التاريخية ما دامت شؤونًا وطنية.

وعلينا أن نعترف معًا بأنه قد حان الوقت للتعرف على الامراض التي نعانيها، وأن نكشف حقيقة المرض الذي اصابنا قبل أن نبادر الى وصفات العلاج التي لا فائدة منها وتكاد أن تكون مخدرات تزيد المرض مرضًا، فالإنسان القاصر عن تكييف أمراض مجتمعه غير جدير بأن يكون طبيبًا يصف الأدوية، وكم ابتلينا في تاريخنا بمن يتصدر للعلاج وهو ابعد الناس عن الصحة.

صفرًا للمعرفة، هو اعظم ما نحتاج تحقيقه قبل إنجاز أي مسعىً آخر مهما بلغت اهميته، ولا نجد تعريفًا لهذا الصفر في السياق المجتمعي ابسط من التالي: "الحد الأدنى من الوعي والفهم الذي ينبغي أن يمتلكه الفرد ليكون مؤهلًا للمشاركة وتقديم الحلول"، فما هو معيار تحديد الحد الأدنى لهذا الصفر في كل شأن؟ وما هو حل سمتنا الغالبة بامتلاكنا جرأة في التعبير والانتقاد حتى ولو لم نمتلك المعرفة المطلوبة؟

فمن لا يمتلك ابسط العناوين حول قواعد قضية عامة تؤرق البال والخاطر لا يتصور ابدًا ان يحق له المطالبة بحلها، فمن الجليّ استنتاجه بأن الفهم الصحيح لقضايانا، والواقعية في تقديم الحلول، وإدراك العواقب للنقاش البيزنطيّ الدائم، والتثقيف الذاتي، هو صفر المعرفة!

جذور المرض.

لا أعتقد فيما سلف اننا نظلم مجتمعنا بهذا التصنيف المعرفي الهزيل الذي صبغ سواده الاعظم، فلنا ان نرى كل يومًا منشوراتٍ هنا وهناك عن الاصلاح وعوائق انجازه، والتأشير على مكامن الخلل الاسطورة في كل شيء يظهر للسطح من أحداثٍ وأخبار، فمجرد ما أن نرى مسؤولٌ يتحدث نرى التعليقات السلبية تنهال من تحته، وعلة عدم التصديق الدائم لما يُقال ويخطط له من اصلاحٍ وبناء، هذه المقابلة السلبية المليئة بالانتقاد والخالية من الحلول الممكنة او حتى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من وكالة أنباء سرايا الإخباريه

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من وكالة أنباء سرايا الإخباريه

منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
خبرني منذ 17 ساعة
موقع الوكيل الإخباري منذ 3 ساعات
خبرني منذ 23 ساعة
موقع الوكيل الإخباري منذ 7 ساعات
خبرني منذ 23 ساعة
رؤيا الإخباري منذ 3 ساعات
خبرني منذ 52 دقيقة
خبرني منذ 23 ساعة