سلط المستثمر الأميركي وارن بافيت الضوء على خمس عادات مالية يتبعها الأشخاص تمنعهم من بناء الثروات وتبقيهم فقراء، مشيراً إلى أن العادات المالية تحدد بشكل كبير مستقبلك.

ولقد بنى بافيت -الملقب بمعجزة أوماها- ثروته من خلال الاستثمار المنضبط والعادات المالية السليمة، وتمتد حكمته إلى ما هو أبعد من الاستثمار إلى السلوكيات المالية الأساسية التي يمكن أن تؤدي إلى النجاح المالي أو تدمره.

فخ الديون «أهم شيء يجب عليك فعله إذا وجدت نفسك في حفرة هو التوقف عن الحفر» هذه النصيحة من بافيت تضع نهاية لمشكلة الديون، وتتسبب ديون بطاقات الائتمان والقروض الاستهلاكية في حلقة مفرغة تعمل فيها الفائدة المركبة ضدك بدلاً من أن تعمل لصالحك.

ويصبح بناء الثروة مستحيلاً تقريباً عندما تدفع فائدة بنسبة 15 في المئة أو 20 في المئة أو حتى 25 في المئة على بطاقات الائتمان، كل شهر تذهب أموالك التي كسبتها بشق الأنفس إلى أقساط الفائدة بدلاً من المدخرات أو الاستثمارات، ما يجعل من الصعب بشكل متزايد التحرر من دائرة الديون.

وشدد بافيت على ضرورة تسديد الديون قائلاً «إذا كنت مديناً بأي أموال بنسبة 18 في المئة، فإن أول شيء سأفعله بأي أموال لدي هو سداد هذه الأموال».

إهمال الاستثمار في النفس وقال المستثمر الأميركي «أفضل استثمار يمكنك القيام به هو الاستثمار في نفسك»، ويمارس بافيت ما ينصح به ففي وقت مبكر من حياته المهنية استثمر في دورة ديل كارنيجي للتحدث أمام الجمهور والتي يعتبرها نقطة محورية في مسيرته.

الاستثمار الذاتي يعني تطوير المهارات التي تزيد من إمكاناتك في الكسب من خلال التعليم الرسمي أو الشهادات المهنية أو التنمية الشخصية.

وغالباً ما تنبع هذه العادة المتمثلة في إهمال تحسين الذات من التفكير قصير المدى، إذ تتراكم عوائد الاستثمار في التنمية الشخصية بمرور الوقت، ما يخلق الفرص ويفتح الأبواب التي كانت ستظل مغلقة لولا ذلك.

وأضاف بافيت «أفضل استثمار على الإطلاق هو أي شيء يطور نفسك، وهو استثمار لا يخضع للضريبة على الإطلاق.. أياً كانت القدرات التي تمتلكها، فلا يمكن انتزاعها منك».

اتباع القطيع وقال المستثمر الأميركي الشهير «كن خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين، وجشعاً عندما يكون الآخرون خائفين»، وتجسد هذه المقولة خطر اتباع الحشد، إذ تؤدي عقلية القطيع إلى الشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر منخفض وهو عكس الاستثمار الناجح تماماً.

وتعمل وسائل التواصل الاجتماعي على تضخيم هذا الاتجاه، ما يخلق قرارات مالية مدفوعة بالخوف من تفويت الفرصة، ويمكن أن يؤدي الضغط للاستثمار في الأسهم الرائجة أو العملات المشفرة أو أحدث صيحات الاستثمار إلى خسائر كبيرة عندما تنفجر الفقاعة.

ويأتي نجاح بافيت من البحث الشامل والتفكير المستقل، وليس اتباع اتجاهات السوق قصيرة الأجل أو النصائح الساخنة.

الميزانية العكسية إحدى أشهر مقولات وارن بافيت هي «لا تدخر ما تبقى بعد الإنفاق، بل أنفق ما تبقى بعد الادخار»، وهذا المبدأ يقلب الميزانية التقليدية رأساً على عقب، إذ ينفق معظم الناس أولاً ويحاولون توفير ما تبقى. وينصح بافيت بمعاملة الادخار باعتباره أهم نفقاتك الشهرية.

يوجه التطبيق العملي تلقائياً جزءاً من دخلك إلى الادخار والاستثمار قبل أن يصل إلى حسابك الجاري، وهذا يجبرك على العيش بما تبقى، ما يخلق مساراً مستداماً لبناء الثروة من خلال الادخار المنهجي.

يضمن هذا النهج أن يصبح الادخار عادة وليس مجرد فكرة لاحقة، ولقد أثبت بافيت طوال حياته المهنية أن الادخار والاستثمار المستمر بمرور الوقت هو المسار الأكثر موثوقية لبناء الثروة.

فخ نمط الحياة وقال بافيت «إذا اشتريت أشياء لا تحتاج إليها، فسوف تبيع قريباً الأشياء التي تحتاج إليها»، وعلى الرغم من كونه من بين أغنى الأفراد في العالم، فإن بافيت لا يزال يعيش في المنزل الذي اشتراه في عام 1958 ويقود سيارات متواضعة.

وهذا لا يتعلق بالحرمان، بل يتعلق بفهم أن كل دولار ينفق على تضخم نمط الحياة لا يستثمر في مستقبلك.

إن فخ نمط الحياة يتجلى بشكل خفي في تحديث سيارتك كل بضع سنوات، أو شراء أحدث الأدوات، أو العيش في منزل أكبر مما تحتاج إليه، وتتفاقم هذه الخيارات بمرور الوقت مما يقلل من قدرتك على بناء ثروة حقيقية من خلال الاستثمارات.

ويتمثل النهج الأكثر استدامة في الحفاظ على نمط حياة أقل من إمكانياتك، بغض النظر عن زيادة الدخل، وهذا يخلق فجوة متزايدة بين الدخل والنفقات التي يمكن توجيهها نحو أنشطة بناء الثروة.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية