استغرق الأمر 11 شهراً منذ تقديم المسودة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في مارس 2023، و9 أشهر منذ أن وصف الرئيس الأميركي جو بايدن علنًا ملامح الاتفاق، و8 أشهر منذ أن أصبح القرار قرارًا صادرًا عن مجلس الأمن الدولي في القرار 2735، و7 أشهر منذ إعادة تقديم الاتفاق في يوليو، و6 أشهر منذ أن طالب وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، بتنفيذ الاتفاق.
لقد استغرق الأمر إدارتين أميركيتين وقطر لإقناع رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، بفعل ما كان ينبغي عليه فعله منذ وقت طويل: توقيع الاتفاق وإنقاذ المحتجزين. ولكن، لا يبدو أن نتانياهو كان مستعدًا لذلك، فقد كان مشغولًا بمحاكمة الفساد الخاصة به والحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، وهي قضايا كان يراها أكثر أهمية من القضايا الإنسانية أو المسؤولية السياسية، وفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
جهود من قبل إدارتين أميركيتين نتانياهو، الذي لم يتحمل مسؤولية الكارثة التي وقعت في 7 أكتوبر 2023، استغرق وقتًا طويلاً في تمديد الحرب، حتى بعدما أكد الجيش الإسرائيلي أن جميع الأهداف العسكرية التي يمكن تحقيقها قد تم إنجازها، باستثناء احتلال كامل لقطاع غزة. ورغم ذلك، استمر في تأجيل اتخاذ القرار، معتقدًا أن نتائج الانتخابات الأميركية قد تمنحه فرصة لاستغلال فوز ترامب لإطالة أمد الحرب.
ومع ذلك، عندما كتب ترامب على منصته الاجتماعية "تروث سوشل" عن "اتفاق وقف إطلاق النار الملحمي"، أصبح الأمر لا رجعة فيه بالنسبة لنتانياهو. فبمجرد أن أعلن ترامب عن الفضل في جعل الاتفاق يحدث، لم يعد أمام نتانياهو خيار آخر سوى الموافقة عليه، بغض النظر عن تحفظاته.
ويجب الآن على نتانياهو أن يوافق على الاتفاق الذي من المتوقع أن يوافق عليه مجلس الوزراء الإسرائيلي في اجتماع الجمعة المقبل. ومن اللافت أن الاتفاق لم يتغير في جوهره منذ 8 أشهر، ولكن الضغوط الأميركية، بالإضافة إلى الدور الحاسم الذي لعبته قطر في الوساطة، دفعا الأمور إلى الأمام، وفقا لهآرتس.
ورغم محاولات بايدن المستمرة لتسوية القضية، ورفض نتانياهو المتكرر للاتفاق، فإن فوز ترامب في الانتخابات دفع الأمور نحو الحسم. لقد أشار ترامب إلى أن الحرب في غزة هي "تشتيت غير مرحب به" في ظل أولوياته الأخرى، مثل الأوضاع في أوكرانيا والصين. وكان واضحًا أن نتانياهو قد تأخر في اتخاذ قراراته، متوقعًا أن يظل قادرًا على التلاعب بالوضع وفقًا لمصالحه الشخصية.
الآن، بات نتانياهو في موقف صعب للغاية، حيث يتعين عليه الوفاء بتعهداته لترامب، على الرغم من التناقضات مع مطالب أعضاء ائتلافه اليميني المتطرف، الذين يضغطون لاستمرار الحرب.
مواضيع ذات صلة (ترجمات )
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد