في هذا التحقيق تستقصي «الاتحاد» جوانب من الفرص المتاحة للقيادات الشبابية العربية في الإعلام الجديد، من منطلق رؤية القيادة الرشيدة لتعزيز الريادة وسياساتها الداعمة للشباب العربي، وخاصة في مجال الإعلام الجديد، من خلال برامج القيادة الشبابية العربية «أنموذج»، وذلك وعياً بأن هذا النوع من الإعلام يمثل فرصة ذهبية للقيادات الشبابية العربية لإعادة صياغة الواقع واستشراف المستقبل، وخاصة أن الإعلام الجديد يتيح أكثر من منصة ملهمة لتحقيق الريادة وتعزيز التطلعات العربية في مجالات التنمية، والثقافة، والبناء والنماء والتقدم والازدهار. ولا شك أن تمكين الشباب وإبراز دورهم في مختلف مجالات الإعلام الجديد سواء في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والبث المباشر، والمدونات والمنصات الرقمية، يتيح لهم التعبير عن آرائهم وإسهاماتهم في مختلف جوانب الإبداع والابتكار بشكل غير مسبوق ودون حدود أو قيود، ومن ثمّ بناء شبكات رقمية قوية تسهم في تحقيق أهدافهم في الوعي بالقضايا المعاصرة المحلية والدولية، فقد أصبح الشباب العربي اليوم قادراً على إطلاق حملات اجتماعية مؤثرة تجمع التمويل والدعم لقضايا مجتمعية، وبناء استراتيجيات رقمية مبتكرة لدعم مجتمعاته وتطلعاته.
وتحدث الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، قائلاً: انطلاقاً من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي اعتبر الشباب ثروة الوطن الحقيقية، حيث قال: «الشباب هم الثروة الحقيقية، وهم درع الأمة وسيفها والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين»، مما يعكس إيمان الدولة الراسخ بأهمية الاستثمار في الشباب وتطوير قدراتهم لتلبية متطلبات العصر الرقمي، حيث يشكل الشباب العربي عنصراً حيوياً في بناء مجتمعات آمنة رقمياً ومزدهرة. وإن خبرتهم الواسعة بالتكنولوجيا الحديثة ومرونتهم في التعامل مع التغيرات المتسارعة تؤهلهم للمساهمة بشكل فعال في تعزيز الوعي بالأمن الرقمي وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الرقمية.
تحديات خاصة
وعلى رغم الدور المحوري الذي يلعبه الشباب العربي في بناء مستقبل رقمي آمن، إلا أنهم يواجهون بعض التحديات التي تستدعي اهتماماً خاصاً، ومن أهمها:
- الحاجة إلى تعزيز التعليم والتدريب المتخصص: على رغم التوسع في برامج تكنولوجيا المعلومات، إلا أن هناك حاجة ملحة لتوفير برامج تعليمية أكاديمية متخصصة في مجال الأمن السيبراني والوعي الرقمي، وذلك لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة.
- الحاجة إلى توفير فرص تدريب عملية وميدانية: يجب بذل المزيد من الجهود لتوفير فرص تدريبية عملية ميدانية للشباب لتمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال الأمن السيبراني.
- تغير مشهد التهديدات السيبرانية: التطور المتسارع للتكنولوجيا والتهديدات السيبرانية يجعل من الضروري تمكين الشباب من اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية في مجال الأمن السيبراني.
- الصورة النمطية المحدودة للمهن الرقمية: تعاني المهن الرقمية، مثل الأمن السيبراني، من صورة نمطية ضيقة لا تعكس أهميتها، مما يقلل من جاذبيتها لدى الشباب.
تمكين الشباب
وتابع الكويتي: على رغم هذه التحديات، فإن هناك العديد من الفرص التي يمكن الاستفادة منها لزيادة مشاركة الشباب في مجال الأمن السيبراني، ومن أهم هذه الفرص:
- الاهتمام الحكومي: تسعى الحكومات جاهدة لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة للمشاركة الفاعلة في بناء مجتمعات رقمية آمنة، وذلك من خلال الاستثمار في تطوير قطاع الأمن السيبراني وتوفير برامج تدريبية متخصصة.
- التحول الرقمي: يشهد العالم تحولاً رقمياً متسارعاً، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام الشباب للعمل في هذا المجال.
- توفر التكنولوجيا: توفر التكنولوجيا الحديثة أدوات وخدمات مبتكرة تسهل عملية التعلم والتدريب في مجال الأمن السيبراني.
- الشراكات: يمكن للشراكات بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية أن تساهم في بناء منظومة متكاملة لتأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة.
مبادرات نوعية
وأكد الكويتي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضطلع بدور ريادي في التحول الرقمي والأمن السيبراني، وتسعى جاهدة لبناء نظام بيئي رقمي آمن وموثوق ومرن، ولتحقيق هذا الهدف، بادرت الدولة بإطلاق العديد من المبادرات النوعية والمبتكرة، التي ساهمت في تأهيل الشباب وتعزيز جودة الحياة الرقمية لديهم منها:
- مبادرة القناص السيبراني: مبادرة لتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية الشابة على أحدث تقنيات الأمن السيبراني لمواجهة التهديدات السيبرانية المتطور.
- أكاديمية الأمن السيبراني: مبادرة لترسيخ ثقافة الأمن السيبراني من خلال تأهيل قدرات الكوادر الإماراتية الشابة لحماية مقدرات الدولة الرقمية.
- قادة المستقبل في الأمن السيبراني: مبادرة لإعداد قيادات شابة مُؤهّلة في قطاعات الدولة بمفاهيم الأمن السيبراني قادرة على حماية مقدرات الدولة الرقمية.
- النبض السيبراني للشباب العربي: مبادرة لزيادة الوعي الرقمي بين الشباب العربي، وتمكينهم من استخدام إنجازات التكنولوجيا الرقمية.
- يوم الدفاع السيبراني: مبادرة لغرس مبادئ الاستخدام الآمن للتكنولوجيا بين طلبة المدارس الشباب وتوعويتهم بمخاطر الفضاء الإلكتروني.
- الحملة الوطنية التوعوية: مبادرة لتوعية جميع أفراد المجتمع بمخاطر الفضاء الإلكتروني وطرق حماية بياناتهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
واختتم الكويتي قائلاً: يشكل الشباب العربي عماد المستقبل الرقمي في منطقتنا، ومن خلال الاستثمار في طاقاتهم الإبداعية وتزويدهم بالمعرفة اللازمة، نستطيع تمكينهم من لعب دور محوري في حماية أوطانهم ومجتمعاتهم من التهديدات السيبرانية المتزايدة، وبناء شراكات دولية قوية لتعزيز الأمن السيبراني في العالم.
مشاركة فعّالة
وعن دور القيادات الشبابية العربية والفرص التي تفتحها أمامهم منصات الإعلام الجديد، قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز» للبحوث والاستشارات: «يعد الشباب العربي إحدى أبرز الفئات العمرية تأثيراً في مجتمعاتهم، فهم يمثلون نسبة كبيرة من السكان، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 60% من سكان العالم العربي هم تحت سن 25 سنة. والشباب هم حائط الدفاع الأول ضد التهديدات الإلكترونية العديدة والمتنوعة، سواءً كانت جرائم إلكترونية أو إرهاباً إلكترونياً، أو حروباً موجهة ضد الدول في الفضاء السيبراني». ولفت إلى أن مدى تحملهم لمسؤولية المساهمة في تعزيز الوعي والأمن الرقمي يتفاوت بشكل كبير، فهناك عموماً فئة من الشباب تمتلك الوعي والمهارات الكافية لتحمل هذه المسؤولية، بينما تعاني فئات أخرى أيضاً من نقص في المعرفة والموارد، مما يعيق قدرتهم على المشاركة الفعّالة في هذا المجال الحيوي.
تعزيز الوعي الرقمي
وأضاف العلي: يعود التفاوت لأسباب عدة، ولكن من بينها، وربما أهمها أيضاً، تفاوت اهتمام الدول أو الحكومات، ومنها: دولة الإمارات العربية المتحدة التي تولي هذا الموضوع أهمية كبيرة، وفي هذا السياق أُطلقت -على سبيل المثال- مبادرة «سايبر كيدز» التي تهدف إلى تدريب الأطفال والشباب على أساسيات الأمن الرقمي، حيث أسهم شباب متطوعون بشكل كبير في نشر هذه الثقافة. وعلى العكس، فهناك دول أخرى، تعاني من الصراعات والأزمات، حيث يواجه الشباب فيها صعوبات جسيمة في هذا المجال، إذ تؤدي النزاعات وعدم الاستقرار إلى عرقلة فرصهم للحصول على تعليم رقمي، مما يجعلهم أكثر عرضة للجرائم الإلكترونية.
وأكد العلي أن الشباب العربي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية