يصف الأهل في غزة الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بأنه الاكتفاء لهم، ففي توجيهات جلالة الملك السامية لدعم ومساندة الغزيين والتي بدأت منذ السابع من تشرين الأول 2023، ليكون جلالته القائد العربي والعالمي الذي يشارك بإرسال المساعدات لغزة بأحد الإنزالات الجوية، والأردن أول من كسر الحظر الجوي والبري عن القطاع، والمستشفيات الميدانية الأردنية في الضفة الغربية وغزة، إضافة لإرسال مستشفى لتركيب الأطراف لفاقديها، وإرسال مخبز آلي ينتج 3500 رغيف بالساعة، وغيرها من الجهود الإنسانية والإغاثية بالتوازي مع السياسية والدبلوماسية في مجملها نُصرة للأهل في غزة.

وتتعدد المساعدات الأردنية بتوجيهات ملكية سامية للأهل في غزة، ولم تتوقف يوما، خلال الـ (17) شهرا الماضية من حرب إجرامية هي الأقسى بتاريخ البشرية، والمجازر، وجرائم الإبادة، ليكون الأردن حاضرا على مدار هذه الأشهر في الشارع الغزّي بتقديم العون والسند بكافة أشكالهما، بمتابعة شخصية من جلالة الملك عبد الله الثاني وتوجيهات سامية بأن يبقى الأردن الداعم للأهل في غزة دون توقف، وهو ما يرى به الغزيون أساسا لدعمهم وصمودهم، وما يتفرّد به الأردن في الشارع الغزّي.

الأسبوع الماضي شهد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارة إلى مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في منطقة الغباوي بمحافظة الزرقاء تجهيز الهيئة لأكبر قافلة مساعدات متوجهة إلى قطاع غزة، حتى الآن، وكان لوصول جلالته مستودعات الهيئة ومتابعة جلالته لتجهيز القافلة الأثر الأكبر بين الأهل في غزة، الذين أكد عدد كبير منهم لـ»الدستور» انه دليل على الاهتمام الشديد والحرص الكبير من جلالته على سير ومتابعة إنجاز قافلة المساعدات الإنسانية والاغاثية المتنوعة المتوجهة في ظل ظروف مأساوية صعبة للغاية يعيشها كافة سكان القطاع، مقدرين لجلالته هذا الاهتمام وعظيم العمل.

قافلة المساعدات الأردنية المتوجهة لغزة وهي الأكبر منذ بدء الحرب على أهلنا في غزة، مكونة من 120 شاحنة محملة بمساعدات غذائية وإغاثية وطبية، وهي القافلة رقم 140 المتجهة إلى القطاع منذ بدء الحرب الحالية على غزة، اتجه منها 60 شاحنة كمرحلة أولى، فيما تم تسيير (60) الأخرى نهاية الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الخميس السادس عشر من كانون الثاني الجاري، حيث اتجهت هذه القافلة يوم الخميس 16 الشهر الحالي إلى غزة، مستكملا الأردن تسيير هذه القافلة الأكبر حتى الآن.

ومن أجمل ما يمكن أن تعيشه كمواطن أو صحفي أن تتشرف بمرافقة قافلة شاحنات أردنية يقودها نشامى أردنيون نحو غزة وقد ملأت ملامحهم حالة فرح حقيقة لا يُمكن أن تشاهدها على ملامح أحد، يتجهون نحو ظروف صعبة وخطيرة وليست آمنة ولو بحدها الأدنى، لكنهم يسيرون لمنح الأهل في غزة فرحا يحتاجونه، ليصلهم من الأردن، من قلوب أحبّتهم قولا وفعلا .

ومن حسن طالعي، ومن الفرص المهنية العظيمة، تشرفت وزميلي المصوّر حمزة مزرعاوي بمرافقة قافلة الشاحنات الـ(60)، حيث استكمل الأردن بها أكبر قافلة مساعدات ترسل لغزة حتى الآن، ومنذ اتصال رئيس التحرير المسؤول مصطفى الريالات بي لإبلاغي بشرف مرافقة قافلة الشاحنات، لا يمكن أن أصف مشاعري التي اختلطت بين الفرح والسعادة والأهم الفخر بوطني الذي لم يترك غزة وحدها يوما منذ اندلاع الحرب المدمرة عليها، بتوجيهات ومتابعة ملكية سامية أبقت غزة أولوية حتى اللحظة.

وضمن متابعة «الدستور» الخاصة لاستكمال تسيير شاحنات أكبر قافلة مساعدات للأهل في غزة، كانت البداية من نقطة التقاء على طريق المطار، حيث تشرفنا بمرافقة قافلة المساعدات، إذ بدأت مسيرة الشاحنات من منطقة تجمعها مع مظاهر احتفال حيث تزامن تسييرها مع الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، فكانت الشاحنات تصل واحدة تلو الأخرى وقد تزينت بالعلم الأردني، وسارت الشاحنات الواحدة تلو الأخرى، وقد علا صوت «زامور» الشاحنات من بداية طريقهم حتى نهايته، لتبدو القافلة تسير بفرح وأعراس.

وبعد توافد الشاحنات الـ(60) عند نقطة تجمع «طريق المطار» ووقفوا للحظات لم تكن طويلة، لكنها كانت من أعظم مهامي الصحفية، فقد وقفت الشاحنات باحتفالية وطنية أردنية للأهل في غزة، يسيرون نحو المجهول، لكنهم يعرفون شيئا واحدا أن الأردن يقدم وسيقدم للأهل في غزة كل ما يحتاجون ولن يتركهم وحدهم، يمضون في دربهم مؤكدين أن فرحهم لا يوصف، وما هو مهم لهم هو تنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في مد يد العون والإغاثة للأهل في غزة.

مضت الشاحنات في طريقها لتعاود التجمع عند «دوار الشعلة» في ناعور، بذات المظاهر الاحتفالية، وبذات الفرح الذي لم أر فرحا يشبهه يوما، تجمعوا عند الدوار لينطلقوا بعد ذلك.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور الأردنية